روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    الرحمة وحسن الخلق

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    الرحمة وحسن الخلق Empty الرحمة وحسن الخلق

    مُساهمة من طرف Admin الخميس مارس 15, 2012 9:05 pm

    مما يشد من ازرى ويبعث الغيظة فى نفسى ممن اخلصوا فى حبهم لبعض هم ولغيرهم من المخلوقات التي تحس وتتألم فقد اوجدوا لأنفسهم مكانا ثابت للرحمة لا يتزعزع والرحمة مكتسبة من رحمة واحدة منحها الله لمخلوقاته على الأرض فيرحم بتا الكبير الصغير وإلام لوليدها سواء كانت الام هذه أم لإنسان أم أم لحيوان أليف أو متوحش فالحيوان المتوحش المفترس قد يرفع قدمه عن وليده عندما يحس انه قد داس على صغيره فكيف لنا من رحمة واحدة من مائة رحمة منها الله لمخلوقاته على الأرض واحتفظ بتسعة وتسعون رحمة لنفسه يرحم بتا عباده يوم ألقيامه فخص نفسه باسمين يدلان على مدى رحمته بعباده الذى خلقهم فهو يعلم مدى ضعفهم ومدى احتياجهم له ولرحمته فهو الرحمن الرحيم وقد استهل الله أسمائه الحسنى بهاتين الصفتين الجليلتين والتي تبعثان الطما نين فى قلوبنا فالرحمة لا تنزع الا من الأشقياء أشقياء الدنيا والآخرة القلوب الرحيمة قد تجدها فى أناس يميطون الأذى من الطرقات نحن البشر لا نسأل عن كل ما يلحق الضرر بالإنسان والحيوان وقد نوه عن ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال معبرا عن مدى مسئوليته وما يحدث فى عهده كنبراس يهتدي به كل من يؤتى من بعده ويكون مسئولا عما يراه وفى حوزته مخلوقات وقد تجسدت الرحمة الرحمة المنبعثة من قلبه فقال معبرا عن مسئوليته إمام الله " لو عثرت بغلة فى الشام يكون مسئولا عنها عمر يوم القيامة هذا من منطلق الرحمة فهو يعمل على تمهيد الطريق حتى لا تتعثر فيها مخلوقات الله فالرحمة لا تنزع الا من شقي الذى لا يحس بإحساس الناس ولا يشعر بشعورهم والرحمة لا تكون للوليد أو الصغير فقط وإنما الرحمة تنطبق على جميع المخلوقات ان لم تكن ضارة فقد عبد إنسان ربه ثلاث مائة عام حيث كانت أعمار الناس طويلة فى الماضي ولما جاء وقت حسابه قال الله تعالى ادخلوا عبدي الجنة برحمتي فاعترض الرجل قائلا لا يربى بعبادتي فوزن الله له عبادته طيلة مدته وقيست بنعم الله التي أعطاها له وقيل انها نعمة البصر فعندما وضع الله عبادته فى كفة والنعم التي أنعمها الله عليه فى الكفة الأخرى وجد العبد المعتز بعبادته الطويلة ناسيا ما منحه الله من نعم فى عبادته طاشت ولم تساوى شيئا ونعم الله رجحت وهى كل شيء فقال الله تعالى لملائكته ادخلوا عبدي النار فقال العبد لا يا ربى ادخلن الجنة برحمتك فاستجاب له الرحمن الرحيم وقال ادخلوا عبدي الجنة برحمتي وادخله الرحمن الرحيم الجنة برحمته فكيف لنا ونحن بشر وهو خالقنا واعلم منا ونهون عليه ويعذبنا ونحن نطمع فى رحمته ومن رحمته ايضا انه وجد عبدا من عباده يفتقر الى العمل الصالح ولكنه وجد صحيفة عمله ان لهذا الرجل عملا واحدا أنجاه من العذاب الأليم وجد انه كان يقرض الناس نقودا كى يعينهم على مواصلة الحياة وينقذهم مما هم فيه من كرب واحتياج وفى لحظة احتضاره استدعى أولاده وقال لهم عن أسماء ما كان يقرضهم وحثهم على مطالبتهم مرة واثنين وثلاثة ومن لم يستطيع إلزام ما عليه تجاوزوا عنه واتركوه الى حال سبيله حتى لا يعانى هم الدين بالليل ومذلته بالنهار فقال الله تعالى كيف لعبدي يتجاوز عن حقه ويعفو ونحن أحق بالمجاوزة منه فعفا عنه وادخله الجنة الم تكن هذه رحمة انها رحمة ما بعدها رحمة وحدث لرجل ان قال لأبنائه وهو يحتضر احروقنى بعد موتى حتى أصير رمادا وذروني فى الهواء ظنا منه ان الله لا يقدر على جمعه وإحيائه مرة أخرى وقد دعاه الى ذلك انه لم يعمل فى حياته عملا صالحا وانه بذلك سيهرب من عقاب الله ولكن وجد نفسه ان الله أحياه وبعثه مرة أخرى وقد سأله الله قائلا ياعبدى ما دعاك الى فعلتك هذه وأمرت أولادك ان يحرقوك بعد موتك حتى تصير رمادا وتذرك الرياح ظنا منك أنى لا اقدر على جمعك مرة أخرى فقال العبد يربى الذى دعاني الى ذلك انحنى لم اعمل صالحا ترضاه فخفت من عذابك فقال الله تعالى له طالما خفت من عذابي فهذا دليل على إيمانك أبى وغفر له هذه رحمه من الرحمن الرحيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام - وهناك امراة دلت النار فى قطة حبستها حتى ماتت فلا هي أطعمتها وسقتها ولا هي أطلقتها تأكل من خشاش الأرض فقسوتها وخلوها من الرحمة ادخلها النار وقد دخل رجل الجنة فى كلب حيث كان الكلب يلهث من شدة العطش وكاد يموت فأدلى بخفه فى بئر وأخرجه مملوءا بالماء فسقاه حتى ارتوى فإذا ما وجدنا الرحمة فى قلوب العبيد لرضي الله عنهم ورضوا عنه والقصة المراد سردها ان لرجل حديقة مترامية الإطراف بها اشجار متنوعه الثمار وانه اسند لرعايتها وحراستها شابا يافعا يتحلى بالتقوى والايمان والاخلاص فى عمله وكان على صاحب الحديقة ان يعطى الشاب ثلاثة اقراص من الخبز واحد للفطار والثانى للغداء والثالث للعشاء وذات يوم وجد كلبا يتضرر جوعا وكاد الجوع ان يودى بحياته يمشى متثاقلا فلا يقوم وهو غير قادر على ان ينصب عوده ويواصل سيره فراى ذلك الشاب ما يعانيه الكلب من جهد جهيد فى سيره وحركته فاعطاه الله شعورا بما يعانيه الكلب من جوع وقد ضمر بطنه واصابه هزال شديد رأى الشاب ذلك من الكلب فاثر على نفسه وقبل ان يقذف باى لقمه فى فمه القى للكلب قرصا من من الثلاثة فالتهمه الكلب فى لمح البصر والقى إليه الثانى فالتهمه الكلب كسابقه ثم القى له الثالث بعدها بدا الكلب فى ان يعيد صحته وقد لاحظ احد جيرانه وكان بالقرب منه وهو يعلم ان سيده يرسل إليه كل يوم ثلاثة اقراص فقال له لقد القيت بطعامك كله الى الكلب فماذا ابقيت لك حتى تسد به رمقك فقال الشاب أنى عزمت على الصوم اليوم فعجب الرجل مما فعله مع الكلب واثر الكلب على نفسه وفى اثناء مداولتهما للحديث قدم صاحب الحديقة فالتقط بعضا من حديثهما فاراد ان يستفسر عما يتحدثان به فاخبره الرجل بما كان من الشاب والكلب فما كان من الرجل الا ان تفجرت الرحمة من قلبه فاعتق الشاب لوجه الله ومنحه الحديقة لتكون ملكا له فالرحمة هي أساس كل ود وحب وتقارب بين الناس والكلمة الجافة الخالية من اللين قد تخرج شعور الناس وتفجر الخناقات والضغائن والشقاق فيجب على المتكلم ان يراجع ما يقوله بينه وبين نفسه قبل ا ن يتفوه به فيحسن الالفاظ حتى لا يسىء الى احد فالكلمة الطيبة أو الكلمة اللينة تحل اى مشكلة معقدة والكلمة السيئة تعقد المشكلة السهلة المحلولة وما ادراكم ما يترتب عليها من مشاكل وقد نبهنا الاسلام بذلك وقيل ان الطيبة صدقة ارانا الاسلام مدى ما تؤول إليه الكلمة الطيبة من تقارب ووفاق فهناك من يتفوهون بكلمة كرجم الطوب فيؤدى فى النهاية الى القتل وارتكاب الجرائم فقد قيل ان عمر الانسان بين فكيه فقد يتفوه بكلمة تثير غضب المتلقى فتؤدى الى ما لا يحمد عقباه وقيل ايضا ان عثرة الطريق لا تميت وانما عثرة اللسان تميت وتؤدى الى قتل صاحبها فاذا ما تاملت من هم يتفوهون بالكلمات اللينه التي لا يتخللها خبث تجد فيهم الرحمة إما من يتفوهون بكلمات جافة وان خليت من اى قصد تجد قلوبهم خالية تماما من الرحمة والرحمة تؤدى بصاحبها الى الاخلاق الحميدة العالية قد وصف بتا رب العزة سبحانه وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال فيه " وانك لعلى خلق عظيم " وقال النبى عن نفسه " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق "وقال " ادبنى ربى فاحسن تاديبى " وقال اقربكم منى مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا فهناك فرق بين من هم ذو اخلاق وبين من هم معدومى الاخلاق فقد شبهوا معدومى الاخلاق بان الواحد منهم كالبرص ان لم يقتل لكنه مؤذى يشم فى الاطعمه فيصيب آكلها بالضرر وان لم يبلغ بدرجة الموت فقيل عنه مثل شائع بين الناس يطلقونه على من هم معدومى الضمير والاخلاق ويمتازون بالفاظ جافة كالبذرة التي تنبت العداوات بين الناس وهذا المثل الذى يقال عن البرص قال ليه يا برص بتبخ ولا تموتش قال بربى عداوة وبس فقد وضح المثل ان بخ البرص فى الاطعمة ان لم يموت متناولها فانها تؤلم بطنه وتؤدى به الى الاسهال والقىء والذي قد يزول ببعض الادوية ولكنه احث الما وضررا من بخه للطعام قد لوثه البرص بلعابه فينظر الى البرص بانه ضار وغير مرغوب فيه فيقاومونه ولا يطيقون رؤيته وقد شبهت الناس من هم فى مثل البرص يؤذى فقط ولا يقتل فيؤدى به لسانه الى كراهية الناس له وتجنبه والابتعاد عنه وإذا ما خاطبه احد يكون متحفظا فى كلامه معه فالرحمة هي منبع الاخلاق وعلو مكانة من هم ذو اخلاق عاليه إما القسوة فهى منبع كل ظلم وجور وبغى وعداوة وهناك نوع من الناس مدبات بتفوه الواحد منهم بالكلمة كالديناميد او الصخرة الساقطة من فوق راس الجبل وهؤلاء يطلق على الواحد منهم بالمدب الذى يدب ا لكلمة دون ان يلى لها بال فتؤذى سامعها وقد حدثت معركة بالعصى بين عائلتين فضربي احدهما الأخر بعصا انهت حياته على الفور وقد قصد بعضا من اصدقاء عائلته المتوفى من بلدة أخرى بعد ان سمع بموت احدهم كى يواسوهم فيما اصابهم فتعمد واحد منهم غير مرغوب فيه لالفاظه الجافة والذي يطلق عليه المدب فهو معروف بتلك الصفة فى قريبه وبين اهله ويجرانه ان يذهب معهم لالقاء واجب العزاء على أهل المتوفى فابوا ان يصاحبهم فى هذا الموقف الأليم حتى لا يسبب لهم احراج ولانه يعى ما يقوله ولكن الح فى الذهاب معهم فحذروه الا يتكلم ولا يتفوه بكلمة واحدة فوافقهم على ذلك ووعدهم بالا يبنث بكلمة واحدة فاطمئنوا لذلك واصطحبوه معهم وعندما وصلوا الى عائلة المتوفى ودخلوا عليهم قد سرد الحديث بين المواسين واهل المتوفى وقال احدهم من أهل المتوفى لقد نشبت المعركة بيننا على اتفه الأسباب وكان عمر المرحوم منتهى فعلى اقل ضربه بالعصا مات فى الحال فنفر المدب فى حماس وكأنه يشجع فريقا انتصر فى هدف وقال يسلم زنده اى يسلم ذراعه فاحدث لمن اخذوه معهم خجلا واسفا واحراج ما بعده احراج جعلهم يطاطئون رؤوسهم ويبدون خالص الأسف لاهل المتوفى وهم فى خجول كادوا ان ينهاروا مكن شدة وقع ما تفوه به هذا المدب الذى يدب بالكلمة دون ان يلقى لها بالا فتسىء للغير وقد قال النبى صلى الله ليه وسلم قد يلقى الانسان بكلمة لم يلقى لها بالا تسقطه فى النار سبعون خريفا فنحن نعلم عن مدى ما يساء الانسان من مجرد ان يتفوه بكلمة قد يقولها فى لحظة غضب وهو خارج عن وعيه فؤدى به الى الكفر والعياذ بالله فتكون نهايته ان يخسر الدنيا والاخرة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 2:25 pm