روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    العقوق سلف ودين

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    العقوق سلف ودين Empty العقوق سلف ودين

    مُساهمة من طرف Admin السبت مارس 17, 2012 7:40 pm

    وقفت بينى وبين نفسى افكر وافكر الى ان وصلت بى احيرة والقلق الى حد لا يعرف مداه فبلغ منى الاضطراب الى التسليم بالاسف الشديد ولكن اود ان اسال سؤال واجد له اجابه وسؤالى يتلخص فيما يلى اين ذهبت الاخلاق ؟ وهل اندثرت او توارت تحت التراب ؟ فالاخلاق كلمة تحوى الكثير والكثير ففيها الحياء وفيها الاحترام وفيها الفضائل الحميدة وما الذى دعى الى توارى الاخلاق بما تحويه من معانى ودلائل ؟ وقد تحض على المثل العيا فى الحياة اليومية طيلة حياتنا فالحياء بضع وسبعون شعبة من شعب الايمان فالذى تنقصه هذه الشعبة فلا خلاق له ويكون مجرد من الاخلاق تما ما وقد يقبل على كل ما هو مشين وفاضح فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث له كى يحضنا على الحياء اذا لم تستحى فاصنع ما شئت وقد رد او قيل ان كان لصبية كرة يلعبون بها فى الشارعوفى اثناء اللعب قد خرجت الكرة الى ان استقرت تحت قدمى رسول الله فوقفت الصبية يتشاورون فيما بينهم عن كيفية احضار الكرة ومن الذى يتجرأ ويحضر الكرة فابوا جميعهم الا واحدا منهم قال انا الذى سآتيكم بها فعلا فسأل النبى عن هذا الصبى فوجده ابن لاحد الصالحين فعجب لما بدر منه وان الحياء قد ذهب منه فتجرأ وأتى لتناول الكرة وتوصل بفراسته القوية الى ان والـد هذا الصبى قـد يكون نسى وتناول شيئا حراما وأكله وبسؤال والـد الصبى هل اكلت حرام ؟ فقال والد الصبى لا يا رسول الله : فقال له النبى ارجو ان تستعيد ذاكرتك كى تتذكر اذا كنت قد اكلت حرام ام لا ؟ فجلس والد الصبى يفكر ويستعيد ذاكرته فلم تخنه الذاكرة وتوصل انه فى يوم كان يبتاع تمرا وقبل ان يبتاعه ذاق طعم واحده ولم يدفع ثمنها فامره النبى صلى الله عليه وسلم بان يبحث عن الرجل الذى ابتاع منه التمر ويدفع له ثمن التمرة الذى ذاق طعمها واكلها قبل ان يزن له صاحب التمر سمع الرجل والد الصبى ما قاله له رسول الله فذهب فى التو والحال يبحث عن بائع التمر واعطاه ثمن التمر التى اكلها ولم يدفع ثمنها ولما تكرر لعب الصبية بالكره وقد خرجت الكرة للمرة الثانية تحت قدمى رسول الله وتشاور الصبية فيما بينهم كى يتجرأ احدهم ويحضر الكرة بأبوا جميعا احضارها فطلبوا من الصبى الذى اتحرها اول مرة كى يحضرها ثانية فابى وقال استحى ان اقترب من رسول الله صلى الله علي وسلم وذلك بعد ان دفع والده ثمن التمرة من هنا نرى ان الحرام هو ا لسبب الوحيد فى عدم الحياء وتمرد الابناء على الاباء بل والامهات ايضا ولا ننسى ونحن كنا صغارا ونذهب الى المدرسة ونقضى الساعات مع مدرسينا ومع ذلك كان الواحد منا اذا راى مدرسه آتيا من بعيد خجل منه ورهب مقابلته فينحدر الى شارع اخر وليس فى مقدوره مواجهته رغم انه يراه كل يوم هذا ما كنا نشعر به حيث كان الخل فى تلك الايام غالب على كل شىء وذلك بخلاف ما نراه اليوم من سب وشتم للمدرس بل واحيانا الضرب وقد نسيت الناس قد تقوم بتوعية ابنائهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال من علمنى حرفا صرت له عبدا ولم يقل صرت له عدوا وكل ما ذكرناه هذا لا يقاس ايضا بما يجرى اليوم من عدم الحياء وعدم الاحترام حيث كان الصغير يحترم الكبير لدرجة انه اذا رآه اتيا من بعيد قام احتراما وتكريما له كما كنا اذا رأيناه عجوزا فى سيارة نقل عام فمنا له كشباب واجسناه مكاننا احتراما له ورأفة منا له لكبر سنه من غير سابقة معرفة له هذه الصور الجميلة والتى كنا نألفها توارث هى الاخرى واندثرت واذا ما اردت ان تبيقها اليوم دحجتك العيون وكانما تقول لك لم تضع من شانك وتعلى شان الاخرين متناسين القيم والاخلاق بل والرحمة التى لا تنزع الا من شقى كانت كل هذه الصور الجميلة للاسف تحدث ايام كانت نسبة الامية غالبة على المجتمع ونحن الان احوج ما نكون اليها فى وقت عم فيه العلم وانتشر التعليم وانقلبت الاوضاع راسا على عقب فالابن اليوم بيولع السيجارة من ابيه بل ويخمس معه اى يشربا السيجارة سويا يتبادلانها مع بعضهما وياليتها وصلت الى هذا الحد بل اصبح الابن يعتدى على الاب ويضربه اهذا منطق ؟ الاب يخلف الابن ويربيه حتى يكبر كى يعينه فى شيخوخته فتجده يضربه ويهينه من هنا تعتبر ان كل ابن كهؤلاء العاقين لابائهم ايتام فليس اليتيم يتيم الاب والام وانما اليتيم يتيم العلم والادب فهل هناك طامة اكبر من طامة ضرب الابن للاب متناسيا ان هذا سلف ودين وقد حدث ذات مرة ان ابنا ضرب والده بقلمين صفعه بهما على مراى ومسمع من الناس وكان هذا فى مكان يشبه السوق لكثرة حوانيته فقال احد الجالسين ممن شاهدوا الواقعه لو ان احدكم اتى بشريط وقاس تلك البقعة المحدودة والتى ضرب فيها الابن والده لرأيتها هى فعلا كان قد ضرب والد الابن هذا والده فى ذلك المكان اى ان والد الابن والذى صفعه ابنه قد ضرب جد الابن فى تلك البقعة وفى هذا المكان بالضبط وهذا يعتبر سلف ودين والدين لا بد ان يقضى ويوفى من الابن العاق على قيد الحياه وهذا على غير عقاب الله فى الاخرة ونسيت الناس قول الله تعالى فى سورة الاراء فى الاية 23 ، 24 " بسم الله الرحمن الرحيم " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل مـن الرحمة وقـل ربى ارحمهما كمـا ربيانى صغيرا " صدق الله العظيم " الم يعلم الابناء منزلة الوالدين عند الله سبحانه وتعالى وانه قرن عبادته بالاحسان للوالدين فاذا كبرا او كبر احدهما فلا تجعل كلامهما ثقيل عليك بل تقبله بكل رضى وسهولة تقديرا لكبرهما وما ادى بهما الكبر من فوات فى العقل فصدورهم تكون ضيقة لاى سبب من الاسباب فيعاملان كالطفل ويتقبل كلامهما بصورة لائقة وحسنة وادعو لهما بالرحمة لانهما ربيانك وانت صغير وضعيف وحفوك برعايتهما وكانا يخافا عليك ويسهرا لياليهما لمداواتك ومداعبتك وجاء تكريم الوالدين ايضا فى سورة لقمان فى الاية 15 " بسم الله الرحمن الرحيم " وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الى ثم الى مرجعكم فانبأكم بما كنتم تعملون " صدق الله العظيم " اى ان الله فى هذه الاية الكريمة امرنا بطاعة الوالدين الا فى حالة واحدة فقط وهى اذا امر ابنائهم بالشرك بالله فلا طاعة لهما فى ذلك ومع عدم الطاعة فى هذه الحالة الا ان الله لم يامر بقطع صلة الابناء بوالديهم وانما امرهم بمصاحبتهم فى الدنيا معروفا فنحن نرى هذه الايات مدى حرص الله سبحانه وتعالى على طاعة الوالدين ومع كل هذا يمد الابن يده على ابيه ويضربه هذا لا يكون فعقوق الوالدين اصعب عند الله بعد الشرك به فالوالدين لهم على ابنائهم حقوق لا بد من تاديتها فالوالدين كنز لا يفتحان الا بعد موتهما وقـد حدثت واقعة اخرى ان لرجل طاعن فـى السن امـر ابنه بان يحمله ويخوص بـه فـى البحر فحمله الابن وخاص بـه فـى البحر الى ان وصل الـى مكان عميق بعض الشىء بعدها قال لابنه القنى فـى هذا المكان فقال له ابنه ولماذا يا ابى ؟ فرد على ابنه قائلا لقد سبق لى ان القيت بابى هنا : فقال الابن لا يا ابى فانا لو القيتبك هنا سياتى لى ابن مستقبلا ويلقى بى هنا من هذا الفعل سلف ودين على مرتكبيه فكان يبدو على هذا الابن انه لديه وازع دينى جعله يخاف من الله ان يفعل مثل ها العمل وطالما ان هذا الفعل سيكون سلف ودين على مرتكبيه فمن يعلم ان احدا من ابنائه الاخرين سيقوم باغراقه فى هذا المكان الذى اغرق فيه الاب الجد وكل ما يحدث يكون نتيجة للاكل الحرام فيجب على كل اب ان يتحرى الحلال فيما يقدمه لابناءه وقد يقال لشخص ما هذا ابن حرام وليس معنى ذلك ان امه اقترفت الزنا وانما قد يكون الزوج اكل حراما واوقع بها فانجب ابنا يفعل افعالا شاذة وغير مقبولة فيطلقون الناس عليه ابن حرام وقال النبى صلى الله عليه وسلم كل جسم نبت من حرام فالنار اولى به " اللهم جنبنا ذلك حتى لا نتبع خطوات الشياطين وماذا جرى للدنيا وبعد ان كانت الاخوة والاخوات يحبون بعضهم بعضا تغير الحب الى حقد وكره والاخ اصبح يكره اخيه والاخت اصبحت لا تطيق اختها والابناء لا يطيقون الاباء والاباء لا يكنون حبا للابناء والدنيا ظاطت وماجت فى بعضها لا احد عارف فيها ابن الحلال من ابن الحرام والحقد والرياء قد تعمق بجذوره فى القلوب واين ذهب الزمن الذى كان فيه الابناء يتبادلون فيه ملابسهم وكذلك البنات وهذا كان دليلا على الحب المتعمق فى القلوب منذ ولادتهم ونعومة اظافرهم فعلى الله العوض ومنه العوض بعد ان اصبحنا كحيوانات الغابة القوى منا يلتهم الضعيف ومن هم ذو حيلة ينصبون الشراك لمن هم لا يكنون لؤما ولا خبثا فى قلوبهم لاحد واصبحنا نعيش فى صراعات فيما بيننا ونسينا الالفة والحب وتفانى كل منا فى خدمة غيره وادخال السعادة عليهم من هذا كله نزعت البركة من الارض ويبدو وان كل هذا من العلامات الصغرى لقيام الساعة تقوم على اشر ناس وعندما لا يتفوه احد بكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله والادهى من ذلك وامر اننا نحس ونلمس ان الله سبحانه وتعالى انتقامه من الظالم اصبح سريعا ولا يستغرق وقتا طويلا ونحن لا نبالى بذلك ونستمر فى ظلمنا لانفسنا وقد اوجد الله الظالم كى ينتقم من ظالم مثله او اقل منه ولقد قال الله عز وجل فى حديث قدسى " الظالم سيفى فى الارض انتقم به ثم انتقم منه "من هنا نعلم ان الله ينتقم من ظالم بظالم ثم ينتقم من الاثنين معا ومدام البغض قد عم قلوب الناس بعد ان ابتعدوا عن طاعة الله فقد كان لاخوين بيت يسكنان فيه وكان اكبرهما اشد شراسة وظلم لاخيه الذى يصغره سنا فماذا يعمل الاخ الصغير المسالم ؟ لم يتعرف ولم يسمح للشيطان ان يوسوس له حتى لا يخسر نفسه ولا يخسر اخيه فذكائه واخلاقه قد هدته لفكرة جميلة وقد نال على اثرها تعاطف الناس معه والقاء السخط على اخيه الاكبر ماذا فعل الاخ الاصغر وباى كيفية يتصرف ؟ لقد نقل فراشه ومتاعه خارج البيت وجعل الشارع مأوى ومسكن له فكلما مر عليـه احد ساله كيف يكون لك بيت وتسكن فى الشارع فيقول " ان اخى اضطهدنى ونغـص على حياتى فيسخط كل من يسمع منه ذلك ويوجه السخط واللعنة على اخيه الاكبر وشعر ان الناس تحتقره وتبتعد عنه وفقدت الناس ثقتها فيه راى الاخ الاكبر هذا وشعر باحتقار الناس له فذهب صاغرا يرجو اخاه ويحثه على الرجوع الى كانه فى البيت اهـذا احسـن ؟ ام الدخول فى مهاترات ومشاحنات قد لا يحمد عقباها احسن ؟ فلا شك ان هذا التصرف هو الافضل والاسلم وتجنبا لارتكاب الجرائم كفانا الله شر انفسنا فالنفس امارة بالسوء فيجب على الانسان وقد كرمه الله بالعقل ان يتصرف بعقله ويحكمه فى جميع امور الحياه لتفادى كل ما هو قد يعود بالضرر وعلى صاحبه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:55 am