لقد جلست بيني وبين نفسى اتأمل ما إنا مقدم عليه سواء في كتابة القصة أو كتابة الشعر اهى أسطورة قريبة من الحقيقة أم هي حقيقة تقترب من الاسطورة أم هي قد تكون حقيقة واسطورة معا هذا ما استطيع إن اقوله أم اسمعه من الغير في شك إن السلطة المهيمنة قد تكون ذات باس شديد أو رزالة فائقة فالرزل هذا وصف للشخص الذي يفرض نفسه على الناس بالقوة أو يأخذ من غيره الشىء بالقوة فان لم تكن بالقوة فبالغلاسة ومثل هؤلاء يفعلون ما يقولون دون خجل أو حياء أو حتى خوف ممن سيحاسبه ويعاقبه فذوى السلطة والجاه يغويه شيطانه فيزين له سوء عمله فيراه حسنا فتيصرف حسب هواه أو حسب ما تمليه عليه شهوته الدنيوية في القتل وسفك الدماء فهذا الذي نقوله لم يعد غريبا على احد في هذه الحياه الدنيا فان لم ترى شيئا فقد تسمع عنه وهذا يتوقف على مدى صدق سارد القصة بل وفى طريق عرضها على المستمع فقد يصدقها السامع ويعيش معها على أنها حدثت بالفعل خاصة إذا كان صغيرا فقد يكون حلمه شيئا يود لو يصل بيه إلى نهاية عجيبة قد تكون مشوقة ويريد إن يكتشفها قبل إن يكشفها له الحاكى أو القصاص فان اعجبت السامع ظل يحاكى بهاو من يقترب منه أو يجالسه فقد تنتهى القصة لسامعها أما بنهاية قد تمر عليه مر الكرام ولم يوقفه تعليق أو حتى ابداء رأى وقد سبق إن قلنا إن الفاعل والمهيمن ذات سلطة وجاه فلا يجرؤ احد على إن يعترضه أو يستطيع إن يجعله يكف عن ما هو مقبل عليه فالشورى شورته والكلمة كلمته يامر وينهى كما يريد أو حسبما يشاء إلا إذا كان من يريد معارضته ذكيا وورعا لا يهاب احدا دون الله عز وجل فقد قيل إن لملك فرسه وهى من الخيل العربى الاصيل وقد قال لوزيره أي وزيرى اذهب إلى بيتى وانظر إلى مهرتى كيف حالها ؟ أما والله لو امنتنى واخبرتنى إنها ماتت قطعت راسك فذهب الوزير طواعية لأمر الملك فراى المهرة قد ماتت فابى الرجوع إلى الملك وابلاغه بموت المهرة خوفا على حياته من الموت فهرب ولم يعدوه ثانية وأمر الملك من ينوب عن الوزير وقد هرب الأخر وظل الملك على هذا إلى إن كادت البلد إن تهرب كلها خوفا من جبروته وبطشه إلى إن ارسل إلى جحا واخبره با اخبر به من سبقوه فراى المهرة وقد ماتت ومع ذلك أبى جحا الهروب وذهب إلى الملك فقال له الملك يا جحا هل رايت المهرة ؟ قال نعم : قال وكيف رايتها ؟ قال رايتها نائمة على الأرض وعيناها مسبولتين وقد انتفخ بطنها : فقال له يعنى ماتت ؟ فقال جحا للملك أما لم اقل أنها ماتت ولكن انت الذي قلت انها ماتت : فكظم الملك غيظه وعفا عنه لدهائه وسعة حيلته فهو لم يكذب ولم ينطق بكلمة ماتت تفاديا لبطش الملك وجبروته فكلمة ماتت معلقة عليها حياته وفيها نهايته فلم ينطق بها بل وصف الموت بما رآه فهذه الدلائل التي ادلى بها إلى الملك دلائل قاطعة بموت المهرة فليس هناك شرط إن ينطق بهاو مباشرة ولكن لف ودار في التعبير ووصف الشىء الذي إمامه بانه هامد وبلا حراك .
جحا والملك
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 34
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1