روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    الـــــــفــــــــقــــــر

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    الـــــــفــــــــقــــــر  Empty الـــــــفــــــــقــــــر

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:39 pm

    لكل عائلة من العائلات الكبيرة فى قرى صعيد مصر وخاصة العائلات الثرية والتى تمتلك اطيانا زراعية واسعة دوارا مكون من حجرتين او اكثر تفتح ابواب تلك الحجرات على صالة واسعة جوانبها محفوفة بعدد من الدكك تتوسطها ترابيزة كبيرة ومستطيلة تستخدم كمائدة مفروشة بمفارش من الصوف مقزز بطريقة يدوية وهذا كان سائد الى وقت قريب وعلى الدكك مساند لمخدات كبيرة يسند الجالسون عليها ظهورهم اما الحجرات التى تفتح على الصاله ففى احداها او اثنين منها دكك ذات مفارش ومساند وواحدة معدة لتجهيز الشاى والقهوة فى المناسبات وغير المناسبات التى ذكرناها بل وفى الايام العادية وهذه الدواوير فى القرى بمثابة السرادقات التى تقام فى المدن فى وقت المناسبات ايضا 0

    اما من هم اقل ثراء فلهم بدل الدواوير مناضد معدة للمناسبات مثلها مثل الدواير فى الفرش والتجهيز وفضلا عن ذلك كله فالرجال والشباب كل فى دار عائلته او فى المنضده يجتمعون كل ليلة يتسامرون ويتناقشون لحل مشاكلهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين العائلات الاخرى 0

    وذات ليلة وفيما هم يتسامرون ويتحدثون قال احدهم وهو فقير وله اولاد كثيرون قال لمن يتسامر معهم لقد رايت اللية فى المنام اللهم اجعله خير رايت اولادى وهم نائمون قد ذاد عددهم واحد فتفرست فيهم كى اعرف من الذى ورد عليهم ونام معهم فلما تبينته وعرفته انه غريبا عنهم ايقظته وسألته من انت ؟ وما الذى جاء بك ؟

    قال انا الفقر والذى جاء بى الى هنا انى وجدت التربة الصالحة التى اعيش فيها وسط من هم افقر منى فانا لا استطيع العيش بين الاثرياء حتى اذا قبلت اعيش وسطيهم فهم لا يقبلوننى ففضلت من هم مثلى فقلت له هو انا ناقص فقر قام انت جاى تزود فقرى وامسكت به وعملت جاهدا لاخراجه من البيت وكلما جذبته الى الخارج جذبنى هو الى الداخل وظل يقول لى مهما تعمل معى وتحاول اخراجى من البيت فانا لم ولن اخرج من بيتك ابدا وساظل ملازمك طيلة حياتك واشتد الشجار بينى وبينه قفزت على اثره من نومى واستغفرت الله العظيم لهذا الكابوس الذى حل علينا بعدها قلت لنفسى يارب توب علينا من الفقر وحمدت الله على تلك النعمة التى نعيشها فبالرغم من الفقر الذى نعيشه فنحن سعداء ببعد الحزن والهم عنا فمن يعلم لو ما كنا اغنياء كنا سنعيش فى بساطه وسعاده وصحه يحسدوننا عليها هم اوفر منا مالا ومع كل هذا شردت بينى وبين نفسى افكر واقول

    لم الفقر يلازمنا ؟ ونحن ولم نكن يوما متقاعسين ولا متكاسلين ونحن نكد ونتعب ولكن الخيرة فيما اختارها الله طالما ناكل ونشرب من حلال فيجوز الفقر حال بيننا وبين المرض وبين الفكر والانشغال وبالرغم من مقولة سيدنا على رضى الله عنه " لو خيل لى الفقر رجلا لقطعت راسه وذلك مما يجلبه الفقر من حرمان واحتياج الا اننا راضين بما قسمه الله لنا رغم عدم تقصيرنا فى العمل والكد وبذل العرق فى اكتساب قوتنا فالدنيا لم ولن تكتمل لاحد فاذا ما اوشكت على الكمال فانها بكل تاكيد ستنقص لا محالة فاذا وهبت احد الغنى افتقر الى الصحة واذا اوهبته المال والصحة فستحرمه من خلفة الاولاد اما اذا الدنيا منعت على احد كل هذا من صحة ومال واولاد فسيلازمه الانشغال والنكد من هنا نعلم ان الكمال لله وحده ونحن نحمده على كل حال وابتسم الرجل لما رآه فى منامه بكل بساطه حتى ان السامعين له ضحكوا معه وصار حلمه احدوثه بين اقربائه واترابه وتناولوا حديثه فيما بينهم وبين اسرهم مبتسمين لهذا الحلم وكانه نكتة تتردد فيما بينهم وهو متلذذ بالفقر الذى لم تشوبه شائبة من حرام مؤمنا فيما بينه وبين نفسه ان الفقر لم يورث وتلك الايام يداولها الله بين الناس وهذا ما يجعله امنا مطمئنا والذى سيورثه لابنائه انه رباهم على الحلال وهذا ما يطمئنه عليهم بعد وفاته فهو بالرغم من جهله بالقراءة والكتابة الا ان الله والله اعلم قد فتح بصيرته من مناقشته مع هذا وذك وسماعه للندوات الدينية التى تقام بعد صلاة العشاء يوميا تطوعا من المتعلمين فيهم وخاصة الازهريين منهم فالقرى والصعيد غالبيتهم يعلمون اولادهم بالمعاهد الدينية والمدارس الازهرية وغالبا ما يحضر هذا الرجل الطيب الندوات الدينية ويصغون الى الخطباء بآذان واعية وكان يردد دائما وعلى لسانه قول الله تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " وليخش الذين تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " صدق الله العظيم "

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 3:32 am