روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    الجوارح والكتاكيت

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    الجوارح والكتاكيت Empty الجوارح والكتاكيت

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:47 pm

    منذ نعومة اظفارنا ونحن نرى امهاتنا فى القرى تقوم بتربية ا لكتاكيت التى تشتريها من بائع الكتاكيت والذى يطلق عليه الفرارجى وتقوم برعايتها واطعامها وسقايتها الى ان تكبر وتسير فراخا تبيض وينتفع البيت ببيضها وبعد ان تكبر الكتاكيت منها ما يكون له عرف احمر كبير على راسه وهذا يعرف بانه ديك اما من ليس لها عرف او عرفها صغير فيطلق عليها بلينة اى ويقال عنها بعد ان تكبر ان الكتاكيت بينت اى انها اتعرفت او عرف الديك من الفرخه وقد تكون الديوك كثيرة وسط القطيع وتاخذ الديوك وضعها الطبيعى فى المنافسة فيما بينها وقد يتشاجرا كل اثنين ويستمر الشجار الى ان يدمى احدهما الاخر فترى كل اثنين من الديوك متاهبين للمشاجرة فينط احدهما على الثانى فى محاولاة مذهلة لنقر احدهما للاخر فحرصا من ربة البيت على سلامة الديوك والفراخ فقد لا تقتصر المنافسة بين كل ديكين ولكن تتعدى المنافسة وتكون بين ديك وبلينه والبلينة عادة ضعيفة بالنسبة للديك 0

    من هنا ترى ربة البيت ان لا عيش للديوك مع بعضها البعض فقد تعزم على بيعها او ذبحها على ان تخلى سبيل احدهما وراء الفراخ وقد تنتقى الاحسن فلا تبيعه ولا تذبحه فتتركه قائدا وحاميا لمملكته من الفراخ التى يعيش معهم فهو بمثابة حامى الحمى فيهن ويقوم بتخصيبهن كى يكون البيض مخصبا وقد تلجا ربة البيت احيانا فى جمع بعضه وتتركه لاحدى الفراخ كى ترقد عليه مدة ثلاثة اسابيع بعدها تخرج الكتاكيت الصغيرة وتقوم ربة البيت باعادة الكرة فى التربية من هنا يكون لديها اكتفاء ذاتى وهكذا وذلك بعد ان ترى فراخها الصغير قد اوشكت على الطعن فى السن وقد يقل انتاجها من البيض فتصبر عليها حتى تكبر الكتاكيت الصغيرة كى تحل محل الامهات فتذبح الامهات او تبيعها هذا ما كان يجرى متبعا فى القرى والى الان حتى وقتنا هذا فيه ربات بيوت تعتنى بطريقة التفريغ التى ذكرناها وتكف عن شراء الكتاكيت الصغيرة من بائع الكتاكيت وهو الفرارجى كما ذكرنا وتعمل لنفسها اكتفاء ذاتى وتوفر البيض واللحم الى الاسرة بهذه الطريقة المتبعة والمنتجة فربة البيت فـى القرى كانت منتجة مـن الطراز الاول فتساعد زوجها علـى سعة رزق الاسرة 0

    من هنا كان ربات البيوت تربى الكتاكيت على سطح المنازل فى الغالب وتتركها كل صباح على سطح المنزل كى تستمتع بالهواء النقى والشمس الساطعة التى تساعد على نموها ولكن كان الشغل الشاغل لربة البيت فى تربية كتاكيتها الصغار من بطش الغراب او الحداة فكانت تقضى وقتها بجوار كتاكيتها كى لا يخطف الغراب او ا لحداه منها شيئا ومع ذلك كان الغراب او الحداة تحوم متربصة بالكتاكيت تخطف منها كلما سنحت لها الفرصة وغفلت ربة البيت عنها ولو للحظة وكان من الممكن للغراب او الحداة ان تخطف منها رغم حراسة ربة البيت لهن فسرعتها كالبرق الخاطف 0

    فكان يعمل كل صاحب بيت او رب اسرة جاهدا لاصطياد غراب قد يكون فى الغالب بطلق نارى فياتى بع بعد اصطياده ويعلقه على مكان مرتفع من سطح البيت فتراه مجموعات الحداة والغربان فيصوتون وبيتعدوا بعيدا عن الكتاكيت خوفا من الموت كهذا الذى علق على هذا السطح فتنصرف باحثه عن مكان اخر خالى من الخطورة لخطف ما تحتاجه من كتاكيت فقد تخطفه وتذهب بها بعيدا على فرع شجرة او على نخلة عاليه كى تمزقها بمخالبها القوية وتلتهمها وتظل هذه الطيور الجارجة فى موسم تربية الكتاكيت متحفزة للصيد فكانت لها الجراة فى الخطف وعلى راسها الحداة فكانت تخطف بكل جراة اللحم من ايدى حامليها فى الشوارع فهى خطيرة وجريئة ورغم كل هذا فقد حرمنا من الحداة بعد ان استخدمت الناس المبيد الحشرى فقتلت بها الحدة والغربان وغيرها من الطيور النافعة ولا ننسى ان الحداة والغربان رغم سطوتها على الكتاكيت والخطف الا انها كانت مفيدة جدا فى اصطياد الفئران والثعابين الصغيرة وتنظيف الترية من الديدان حيث كان الغراب يسير جنبا الى جنب مع ابو قردان وابو الفصاد وراء الفلاح فى حرثه لحقله ويلتقطون الديدان الضارة بالنبات كى يسيرون امام المياه التى تروى الارض متحفزة لالتقاط الديدان التى قد تخرج من الشقوق هاربة من المياه التى قد تغرقها وقد لا تعلم ما هو اخطر من المياه الغراب وابو قردان 0

    فنحن خسرنا من جراء هذا المبيد الكثير والكثير من المقاومة الطبيعية التى خلقها لنا الله لاداء تلك المهمة والتى من اجلها المحافظة على البيئة او التوازن بين ما هو ضار وبين ما هو نافع فتدخل يد الانسان الاثمة ابادت كل ما هو فى صالح الفلاح من مقاومة طبيعية ولم يقتصر تاثير المبيد على ابادة الطيور والحشرات النافعة التى تساعد الفلاح على التخلص من الحشرات الضارة وانما تاثيرها تعدى كل هذا والمت الانسان نفسه بالضرر والمرض حيث كان المبيد يؤثر على الثمار من ناحية وعلى تلويث البيئة من ناحية اخرى 0

    وقد يقول البعض انها كانت ضارة تخطف الطيور الصغيرة فانا اقول لمن يقولون هذا ان الضرر الناجم عنها ضررا محددا يقاوم بالحراسة والمتابعة للطيور الصغيرة اما ضرر المبيد فهو جسيم لا يمكن التغلب عليه ومطاردته 0

    ونحن الان نرى الغراب قد ظهر او بدا يظهر مرة اخرى اما الحداة فقد غابت عن اعيننا تماما ولم تظهر الى الان ولا نراها فى الصور فقط فنحن نتساءل هل ستظهر الحداة كما ظهر الغراب محلقة فى الهواء وعلى مسافات مرتفعة جدا فى السماء كما تعودناها من قبل وانها كانت ترى باعيننا الثاقبة رغم بعد المسافة بينها وبين الارض الحشرات والحيوانات الضارة وهى تنقض عليها كالسهم القاتل لالتقاطها فى لمح البصر والقضاء عليها مخلصة الانسان من شرورها

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:21 am