حكايات زمان
دأبت الناس منذ القدم على التحلى بالأحاديث التى تنم أو تدل على التفريج عن أنفسهم قد يكون بقصد المزاح للتفريط عن الكآبة التى قد يكون فى داخلهم فلجئوا إلى ابتكار الحكايات إلى المزاح حتى وإن كانت تلك الحكايات تحدث بالفعل ولنفرض أنها حدثت فى مرة واحدة فالناس صاروا يتداولونها ويتحدثون بها فيما بينهم فقد حدث أنه كان هناك شيخان يقرآن القرآن فى أحد البيوت إما للذكرى السانوية لأحد المتوفين أو لكى تحل البركة فى البيت وهذا كان متبعاً فى العهود الماضية فبعد أن اختتما الشيخان تلاوتهما للآيات القرآنية قدم صاحب البيت للشيخان والضيوف الحاضرين مأدبة لتناول الطعام وكان الطعام المألوف والذى يقدم فى نهاية كل ختمة أو ذكر فكان يطلق على ذلك بالختمة أى ختم القرآن الكريم وتلاوته بالكامل أما الذكر فكان يقام بمجموعة من الرجال يقفون صفين متقابلين يذكرون الله بحركات كانت مألوفة توحى بأنهم منغمسين ومنهمكين فى الذكر أى ذكر الله سبحانه وتعالى فكان الطعام المألوف والذى كان يقدم لهام فى هذه المناسبات عبارة عن أرغفة شمسية تقطع قطع صغيرة بعض الشىء وتوضع فى وعاء متسع بعض الشىء ويصب على تلك القطع السليقة وهى السائل الذى تم فيه طهى اللحوم ز
وكانت اللحوم المطهية والتى تقدم إلى هؤلاء توضع أسفل قطع الخبز وكانوا لا يعلمون بذلك العمل إلا المشايخ نظراً لتماديهم فى ذلك وقد ذكرنا سالفاً أن جلسا الشيخان ومعهما الضيوف الحاضرين على مائدة الطعام وقد غمس أحدهما يده فى الطعام لعلمه بأن قطع اللحم بتوضع دائماً وأبداً تحت قطع الخبز والذين كانوا يطلقون عليها اسم الفتة فعندما أمسك الشيخ الذى غمس يده فى الطعام قطعة من اللحم ود أى رغب فى أن ينبه على زميله الشيخ الذى يقرأ معه قائلاً له " أبوك تحت ماولانا " أى أن هناك قطع لحم تحت أى فى أسفل الوعاء وقد نبه لذلك حتى يعلم هودونا عن الجالسين معهما على المائدة كى يحظى مثل فى الحصول على ما يكفيه من اللحم .
وهذا الذى قيل عن ذلك سواء كان يحدث فعلاً أم لم يحدث القصد من ذلك هو التفريقط عن النفس أو القصد منه المزاح وقد حدث أيضاً أنه قدما لشيخان فى إحدى المناسبات التى ذكرناها فرحة فقال أحدهما للآخر " أوركنى وأصدر نفسك وإدى أى أعطى الأجناح للأعشام وأضربنى برأس الزلمكة يفتح عليك الفتاح " فهو يقصد من كلمة أوركنى وأصدر نفسك أى أعطينى الأوراك وأصدر نفسك أى خذ الصدر لنفسك وأعطى الأجناح للأغشام أى يعطى الأجنحة للأغشام أى الغشم أى المتخلفين الجالسين معهما يتناوله الطعام معهما وهذا كله إن دل فإنما يدل على المزاح فهذه القصص قد تكون قد اختلفت لقصد المزاح والتفريط عن النفس فإن دل ذلك فإنما يدل على مدى كانت ثقافة المجالس وليست بثقافة المدارس وما هو متبع الآن .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى
دأبت الناس منذ القدم على التحلى بالأحاديث التى تنم أو تدل على التفريج عن أنفسهم قد يكون بقصد المزاح للتفريط عن الكآبة التى قد يكون فى داخلهم فلجئوا إلى ابتكار الحكايات إلى المزاح حتى وإن كانت تلك الحكايات تحدث بالفعل ولنفرض أنها حدثت فى مرة واحدة فالناس صاروا يتداولونها ويتحدثون بها فيما بينهم فقد حدث أنه كان هناك شيخان يقرآن القرآن فى أحد البيوت إما للذكرى السانوية لأحد المتوفين أو لكى تحل البركة فى البيت وهذا كان متبعاً فى العهود الماضية فبعد أن اختتما الشيخان تلاوتهما للآيات القرآنية قدم صاحب البيت للشيخان والضيوف الحاضرين مأدبة لتناول الطعام وكان الطعام المألوف والذى يقدم فى نهاية كل ختمة أو ذكر فكان يطلق على ذلك بالختمة أى ختم القرآن الكريم وتلاوته بالكامل أما الذكر فكان يقام بمجموعة من الرجال يقفون صفين متقابلين يذكرون الله بحركات كانت مألوفة توحى بأنهم منغمسين ومنهمكين فى الذكر أى ذكر الله سبحانه وتعالى فكان الطعام المألوف والذى كان يقدم لهام فى هذه المناسبات عبارة عن أرغفة شمسية تقطع قطع صغيرة بعض الشىء وتوضع فى وعاء متسع بعض الشىء ويصب على تلك القطع السليقة وهى السائل الذى تم فيه طهى اللحوم ز
وكانت اللحوم المطهية والتى تقدم إلى هؤلاء توضع أسفل قطع الخبز وكانوا لا يعلمون بذلك العمل إلا المشايخ نظراً لتماديهم فى ذلك وقد ذكرنا سالفاً أن جلسا الشيخان ومعهما الضيوف الحاضرين على مائدة الطعام وقد غمس أحدهما يده فى الطعام لعلمه بأن قطع اللحم بتوضع دائماً وأبداً تحت قطع الخبز والذين كانوا يطلقون عليها اسم الفتة فعندما أمسك الشيخ الذى غمس يده فى الطعام قطعة من اللحم ود أى رغب فى أن ينبه على زميله الشيخ الذى يقرأ معه قائلاً له " أبوك تحت ماولانا " أى أن هناك قطع لحم تحت أى فى أسفل الوعاء وقد نبه لذلك حتى يعلم هودونا عن الجالسين معهما على المائدة كى يحظى مثل فى الحصول على ما يكفيه من اللحم .
وهذا الذى قيل عن ذلك سواء كان يحدث فعلاً أم لم يحدث القصد من ذلك هو التفريقط عن النفس أو القصد منه المزاح وقد حدث أيضاً أنه قدما لشيخان فى إحدى المناسبات التى ذكرناها فرحة فقال أحدهما للآخر " أوركنى وأصدر نفسك وإدى أى أعطى الأجناح للأعشام وأضربنى برأس الزلمكة يفتح عليك الفتاح " فهو يقصد من كلمة أوركنى وأصدر نفسك أى أعطينى الأوراك وأصدر نفسك أى خذ الصدر لنفسك وأعطى الأجناح للأغشام أى يعطى الأجنحة للأغشام أى الغشم أى المتخلفين الجالسين معهما يتناوله الطعام معهما وهذا كله إن دل فإنما يدل على المزاح فهذه القصص قد تكون قد اختلفت لقصد المزاح والتفريط عن النفس فإن دل ذلك فإنما يدل على مدى كانت ثقافة المجالس وليست بثقافة المدارس وما هو متبع الآن .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى