روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    الجزاء من جنس العمل

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    الجزاء من جنس العمل  Empty الجزاء من جنس العمل

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:55 pm

    جلست افكر وافكر فيما يغفو على الناس وقد لا يلقون لما يحدث لهم من خطر على بال وان لكل انسان كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظبلم ربك احدا
    واذا كانت هذه الناس او بعضهم لا يعلمون عن الدين شيئا او هم فى غفلة مما قد يحدث لهم
    اهم فى غفلة عن ما يحدث لهم لمن ظلموا الى اى منقلب ينقلبون ؟
    او يحسب الانسان ان يترك سدى ليتبعون اخوائهم الشيطانية دون وازع من دين او ضمير ؟
    او لم يحسب ان ما يلحق لغيره من ضرر سيعاقب بمثله فى الدنيا
    وعقاب الله اشد من ذلك واعظم ؟
    فمن يذيق غيره المر سيذيقه هو ايضا .
    فالجزاء دائما اصبح من جنس العمل فياليت هؤلاء الذين لا يخافون الله فيقبلون على ما يغضب الله لاطماع دنيوية تنتابهم موعظة من الله فيسيرون على الطريق المستقيم والدين القويم .
    واحداث الدنيا فى كل مكان وزمان ان دلت على شىء فانما تدل على ان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
    وهذا ما نراه ونحسه فى حياتنا الدنيوية .
    حياة علم ومعرفة لبمن يتدبرها ويعى ما يدور فيها والدين انذر بالوعيد لمن تسول له نفسيه ويخرج بافعاله عما شرعه الله
    فمن هنا اردت ان اقص على القارىء ما يحدث من طمع لاخوين توفى اخوهم الاكبر وكان متزوجا من امرأة ثرية جدا مما جعل ثراها لعابا يسيل فى افواه الاخوين الاخرين وكـل منهما طمع فـى الزواج منها وكادا يقتتلان عليها وتخاصما فيما بينهما
    وخوفـا مـن اثارة الفتنة بينهما تدخل بعضا مـن اقرباء الاخوين لانقاذ الموقف فاستدعوها وعرضوا عليها ما يدور بيـن الاخوين مـن صراع رهيب على الزواج منها
    وقد تركوا لها الاختيار حتى يكف الحقد والبغض وتخمد النار التى تاكل قلبيهما فكل منهما متربص بالاخر ويكن له العداء فما العمل ؟
    ايترك كل منهما الغنى والثراء يطير منه ويتمتع به الاخر ؟
    فحين تركوا لها الاختيار اختارت الاصغر ولكن كلا والف كلا
    ايترك الاخ الاوسط اخاه الاصغرؤ يرتع فى مالها وهو يضيع منه المال
    ووساوس الشيطان مـلات اذنيـه وتاججت النيران فـى قلبه واصغى لمـا يمليه عليـه الشيطان مـن حقـد وكـره لاخيه الاصغر والتى فضلته زوجة اخيه الثرية عليه
    فدبـر لاخيـه مكيـدة كـى يتخلـص منـه ويلتهـم لوحـده الفريسة كى لا تفلت منه
    فذهب لرجل شرير وشرس يقتل الناس مقابل مبلغ من المال واتفق معه على قتل اخيه وعلى الموعد المراد تنفيذ القتل فيه
    وقد دبر مكيده فيما بينهما اقصد الاخ الاوسط والرجل الشرير الشرس فاتفق اخوه الوسطانى على ان يرسل له بقرة كى يدرس بها القمح ثم يبعث اخيه الاصغر كى يحضرها له ليل فيستطيع ان ينفذ عملية القتل
    فعندما قال الاخ الوسطانى لاخيه الاصغر اذهب واحضر لنا البقرة فقال اخيه ساذهب غدا باكر كى احضرها منه
    فقال اخوه الوسيطانى بل اذهب حالا
    فقال له الاخ الاصغر الدنيا ليل وظلام دامس والنهار له عنين يقصد بذلك ان النهار فيه الامان
    فقال له الاخ الوسطانى بل تذهب وتحضرها معك ليلا كى ندرس بها صباحا ومن اول النهار
    فاطاع اخيه الاصغر ما امره به اخيه الوسطانى وذهب ليلا الى بيت ذلك الرجل الشرير والذى عنده البقرة ونادى عليه فلم يجده
    فقد ذهب فى مهمة قتل اخرى حيث كان يؤجر على قتل الناس فيتقاضى على كل من يقوم بقتله مبلغا كبيرا من المال يتفق عليه بينه وبين من هم يريدون القتل اخذا بالثار
    وحيث ان الذين لا يستطيعون ان ياخذوا الثار بايديهم كانوا يلجاون الى مثل هؤلاء الجبابرة والقساة قلوبهم والذين ياخذوا الكراوى من الناس لتنفيذ مهمة القتل فياخذ القاتل الماجور هذه الكروة اى اجرته نظير تنفيذ القتل وقد يتقاضى نصفها اى المبلغ الماجور به وياخذ النصف الاخر بعد تنفيذ عملية القتل ويروا الذين اعطوه الكروه " الاجرة " ان من ارادوا قتله قد قتل فعلا .
    فقالت المراة حين نادى الاخ الاصغر والذى جاء لياخذ البقرة على زوجها السفاح هذا قتال القتله والذى يقتل الناس نظير اجر معين انه غير موجود وانتظره حتى ياتى فقد قال لى قبل خروجه اذا سال احد عنى فقولى له ان ينتظرنى حتى اجىء واشارت على مكان ابنها خارج المنزل على مصطبه اقيمت للجلوس عليها والنوم فوقها فهى كمثابة دكة او كنبة والمصطبه هذه تسع لحوالى اربعة او خمسة رجال يجلسون عليها ولكن لا تسع الا لواحد فقط كى ينتام عليها
    ولما طال انتظار الرجل شعر بالنوم قد ياتيه فنام الرجل مكان الابن
    وعندما اتى زوجها والذى سبق ان قال لها سياتى رجل يسال على فامريه ان ينتظرنى حتى اقدم اليه فلما جاء زوجها سالها قائلا
    هل جاء الرجل ؟
    فاشارت الى المصطبه وقالت هذا هو الذى ينام ولم يخطر ببالها ان الرجل الذى تركته يجلس على المصطبة ومكان ابنتها انه مشى
    وقد جاء ابنها ونام مكانه على المصطبه كما تعود ان ينام
    فجاء الاب وبكل قسوة وانهال على النائم بآله حادة حتى قتله
    وبعد ان قتله كشف الغطاء عنه فوجده ابنه وان يديه الاثمة التى تعودت على قتل الابرياء وتقاضى اجور مقابل القتل قتلت هى نفسها ابنه الوحيد وفلذة كبده وقد عرفت المراة زوجة ذلك الرجل القاتل من اول وهلة ان زوجها يقتل ذلك الرجل الذى جاء ونادى عليه كى ياخذ البقرة ليلا ما هى الا سبب وزريعة فى كيفية قتل الرجل فقتله ليلا يخفى الجريمة عمن قتله
    فقالت الزوجة لزوجها قبل ان يقتل الرجل حرام عليك متقتلش الرجل قال هذا فى لحظة استعداده وعزمه على قتله لا تقتله يا ابن الناس فليس لدينا الا ولد واحد بنسترجيه من الله كى يحافظ عليه ويطيل فى عمره فلم يلقى لها بالا فيما تقول وقام بتنفيذ عملية القتل فقتله فحين رات ما راى هو من قتل صرخت باعلى صوتها فخرج الرجل لصراخ زوجته عن وعيه واضاف بانه هو الذى قتل ابنه لوثة اخرى فقتلها وذهب على التو والحال الى الرجل الذى اعطاه مبلغا من المال واستاجره لقتل ا خيه الاصغر وكان سببا فى موت ابنه ونادى عليه وحين خرج انهال عليه ضربا فقتله
    وقد علم اخوه الاصغر ان اخوه الوسطانى قد نوى على الغور به واستاجر ذلك السفاح كى يقتله ويفوز هو بزوجة اخيه الاكبر الذى مات بما لها وما تملك من ثروة طائلة وكان هذا جزاء من اراد باخيه السوء طمعا فى زينة الحياة الدنيا وياليته لم ياخذ الاخ الوسطانى الذى كاد لاخيه وخطط لقتله ما اخذ زوجة اخيه الثرية الغنية ولم يحرم من عمره وعاش كبقية الناس بعيدا عن الطمع والكيد فقد يكون عيشته راضية مقتنعها بها وقد يزيده الله من فضله ولكن طمعه اعماه عن السير فى الطريق ا لمستقيم فدبر وخطط لقتل اخيه فقتل هو واخوه نجا من القتل وفاز بزوجة اخيه الاكبر المتوفى وانغمس فى ثرتها
    فجزاء الظالم من جنس عمله وغير ذلك كثير
    فالقصة التى سردناها هذه فقد وسوس الشيطان للاخ بقتل اخيه ولكن وسوسة الرجل لزوجها كى يجد طريقة يتخلص بها من اخوه الاصغر كى لا يتقاسم زوجها وهو اخوه الاكبر فى الميراث فتضيق الدنيا بما رحبت باذلة كل ما فى وسعها وبايعاذ منها الحث على زوجها الخلاص من اخيه الصغير فعبث به الى رجل ياخذ اجرا منالناس لقتل من ياخذ عليه اجرا
    فماذا يعمل الاخ الاكبر كى يتخلص من اخيه الطفل الصغير والذى ياخذ ياخذ اجرا على القتل لا يهمه اذا كان البضحية صغيرا ام كبيرا رجلا ام امراة طفل ام طفلة اهم شىء عنده انه يقبض الثمن ثمن ما يقبل عليه هؤلاء الناس قلوبهم قاسية كالحجارة او اشد قسوة
    وقـد بعـث الاخ الاكبـر باخيـه الطفأل الصغيـر الـى ذلـك الرجل الشرير قاسم القلب
    فحين ذهب الاخ الصغير المراد قتله الى بيت ذلك الرجل القاتل بالاجر اخذ الاخ الصغير يتسامر مع ابن الرجل القاتل فهما فى مثل سن بعضهما ومع ابن الرجل القتل بالاجر علبة صفيح فارغة بغطاء وكل واحد منهما يلقيها تحت الدكة وهو مقعد من الخشب يشبه الكنبه وكطل منهما يلقيها تحت الدكة مرة فعندما يلقيها احدهما يسرع الثانى كى يلتقطها عندما تخرج من تحت الدكة فيكون قد فاذ وقد القاها ابن الرجل فجرى الابن المراد قتله والتقطها بسرعة وقد فاز على ابن الرجل فالذى يلقى بالعلبة يكون مشغولا بالقائها اما الاخر فيكون متحفزا لالتقاطها فيكون اسرع ممن لعب معه
    ولم يخطر ببال الرجل القاتل ان اللعبة تكون متبادلة فالذى يلقيها فى الاول لا يلقيها مرة ثانية فسيلقيها الطفل الاخر او الابن الاخر فظن الرجل القاتل بان الابن المراد قتله هو الذى سيجرى لا لتقاط العلبة كما فعل فى المرة الاولى فاستعد لقتله ولم يكن فى حسبانه ان الذى سيجرى مسرعا لالتقاط العلبة سيكون ابنه
    فعندما جرى الطفل انقض عليه بما فى يده فقتله وبعد ان ارتمى على الارض راى ابنه متخبطا فى دمه على الارض فجن جنونه ورات زوجته ذلك وما فعل زوجها بابنها فاخذت تصرخ وتولول فقضى عليها هى الاخرى وقبل ان يقضى على زوجته ام الطفل وابنه هو
    اسرع الرجل المراد قتله حين راى الرجل قد قتل ابنه وعاد الى البيت يلفه خوف عميق فلما راه اخوه الاكبر والذى بعث به الى ذلك السفاح ساله عن سبب عودته الى البيت فقال له لم يا اخى تبعث بى الى الرجل الذى يقتل ابنه ؟
    فانـا رايت ذلك الرجل فخفت علـى نفسى وعدت مسرعا لربما يقتلنى كما قتل ابنـه
    فاندهش اخوه الاكبر لما يقول ولم يصدق نفسه فذهب الى الرجل كى يتقصى الحقيقة حقيقة ما حدث فانهال عليه ضربا فقتله وقد وقع صريعا بجوار الطفل الصغير وهو ابنه الذى قتله بيده جزاء ظلمه وجبروته وما اقترفته يداه نظير قتل الاخرين .
    فقدرة الله سبحانه وتعالى تكمن فى كلمة كن فيكون
    فامره بين الكاف والنون
    فاذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون
    هذا صحيح ولا خلاف عليه فباستطاعة الله ان يسلط للقاتل قاتل مثله فيقتله ولكن الله اراد للقاتل ان يقتل ابنه كى يكوى بناره فقد قتل ضناه وفلذة كبده بيده كى يذيقه مرار الاخرين الذين اذاقهم مرارة حرمانهم من ذويهم بقتله لهم نظير اجر لا يثمن ولا يغنى من جوع
    قد حرم الله القتل بغير الحق فلو ان القاتل الذى ياخذ اجرا على قتله سعى لكسب عيشه من عمل يده لعاش امنا مطمئنا
    فالامان والاطمئنان لم يكن بالغنى وحده
    فما الفائدة لغنى وذات مال ولكن بعيدا عن الامان والاطمئنان ؟
    فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من بات امنا فى سربه معافى فى بدنه عنده قوت يومه فكانما حاز على الدنيا بحزافيرها
    فالامن والامان هما مقدمة الحياة السعيدة
    فكيف يكون لاحد مال كثير ولكن يعرض حياته مهددا وخائفا ؟
    فامـا يكـون الشخص خائفـا مـن نفـوذ السلطة الحاكمة نتيجة خروجه عن القانون
    او يكون مهددا مما قد يكون لهم عليه ثار والعياذ بالله فتجنب المشاكل تجنب من متجنبيها ملا يحمد عقباه
    فقد خرجت فى ايام سيدنا موسى عليه السلام ان لجار ظالم جارين احدهما عن يمينه والاخر عن يساره وقد ذاد ظلم الظالم لجاريه وهما يتجنبانه محاولين ان يبتعدوا عنه ولما ابتعدوا عنهم لم يردع ولم يستحى من مسالمتهم له بل يزيد فى ظلمه لهما فاراد احد الجارين ان يستفسر عما بقى من عمر ذلك الرجل الظالم
    فقال لسيدنا موسى اسال ربك كم بقى من عمر ذلك الرجل الظالم
    فلما سال موسى ربه قال ربه بقى من عمره ثلاثون عاما فحين قال موسى للجار المظلوم ان مابقى من عمر الرجل ثلاثون عاما حزن الرجل المظلوم وقال فى نفسه ساعيش ثلاثون عاما اخرين يسقينا فيهم الوانا من العذاب لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
    وعندما دخل البيت وراى زوجته قالت له ماذا قال لك موسى فى عمر ذلك الرجل الظالم سال ربه فقال له ربه بقى من عمره ثلاثون عاما
    فقالت هى الاخرى لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل
    وقد اتى الجار الثانى الى بيت الجار الاول والذى سال موسى عن ما بقى من عمر ذلك الرجل الظالم فقال له
    ماذا قال موسى فى عمر ذلك الرجل ؟
    قال الرجل لقد سال موسى ربه فقال له تبقى من عمره ثلاثون عاما فقال الرجل لا حول ولا قوى الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
    وبعد هذا الذى ادار من حوار بين الجارين المغلوب على امرهما وقد ظل ذلك الرجل الظالم لم يمض يومين على ذلك الحوار وقد صعد الظالم سقف بيته فهوى من اعلى الى اسفل فانكسرت رقبته ومات
    فتعجب الجارين وقالا كيف يقول رب موسى ان ما بقى من عمر ذلك الظالم ثلاثون عاما ووهو الان قد سقط من فوق سطح بيته ومات
    فذهب الرجل الى موسى وقال ياموسى كيف تقول " ربى قال لى قد بقى من عمر ذلك الظالم ثلاثون عام واليوم قد لقى حتفه ومات اصثر سقوطه من فوق سطح بيته ؟
    فتعجب موسى لما حدث فناجى ربه كى يعرف عن سبب ذلك ؟
    فقال له ربه ياموسى عندما قلت لجارها المظلوم بقى من عمر الرجل الظالم ثلاثون عاما قال لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل نقصت منعمره عشر سنوات
    ولما سالت المراة زوجها مستفسرة عن ما بقى من عمر الرجل الظالم فقال لها بقى من عمره ثلاثون عاما فقالت لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل قصفت من عمره عشرة سنوات ثانية
    وقد جاء جاره الثانى وسال الجار الاول قائلا له ماذا قال موسى عن عمر ذلك الرجل قال الرجل : قال موسى ان ربه قال لقد بقى من عمر الرجل الظالم ثلاثون عاما : فقال الرجل لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل فقصفت من عمره العشرة اعوام الباقية
    فلكل كلمة حسبنا الله ونعم الوكيل تفوه بها المظلوم قصفت بها عشرة اعوام من عمره فانقطع عمره بدعاء الثلاثة عليه
    وقد يدعوا احدنا على الظالم فلم يستجيب الله دعؤه فلماذا ؟
    لان الذى يدعو ليس بصالحا وصلاح الانسان يطيب مطعمه :
    فقد سال سعد بن الوقاص رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا
    يارسول الله كيف اكون مستجاب الدعوة ؟
    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة واتطب مطعمك تعنى ان ياكل الانسان حلالا كمن يبيت كالا من عمل يده .
    فالنبى صلى الله عليه وسلم قال : من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له
    فالظالم الذى استجارت منه الجيران وصبوا عليه وابلا من الدعاء عليه شاكين مظلمتهم الى الله قد انتقم الله منه بان قصف عمره
    فما بال الظالم الذى يتخذ من ظلمه القتل ؟
    لقد اذاقه الله مرارة ظلمه بيده واذاقه الله المرار الذى اذاقه للناس نظير قتله لاعز الناس لهم .
    هذا ما عاقبه الله به فى الحياة الدنيا
    فما بال ما سيذيقه له الله من عذاب فى الاخرة
    جنبنا الله شر الظلم ووقانا من شر الظالمين الذين لا يخافون الله وةتخافهم الناس لقسوة قلوبهم وجبروتهم واحداث القلق والاضطراب بين الامين المسالمين فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
    ودعوة المظلوم تصعد فى السماء ولن تستقر الى ان يقول لها الله لانصرنك ولو بعد حين
    فجريمة القتل هه منذ الاذل ومنذ ان خلق الله ادم وحواء وان حب الاعتداء والقتل فى طبيعة بعض من البشر فخبر قابيل وهابيل ولدى ادم قد تقربا باكل منهما بقربان فتقبل الله قربان احدهما لتقواه وورعه واخلاصه لله ولم يتقبل من الاخر لانه عكس اخيه فلا تقوى ولا ورع ولا اخلاص لله رب العالمين
    من هنا حسد قابيل اخاه هابيل وحقد عليه ومما زاد حقده رد اخيه عليه باسلوب لين ومهذب
    فحين وجده غاضبا قال له ان الله لا يتقبل عملا الا من المتقين المخلصين فى تقربهم الى الله حتى انه قال بله لئن وسوس الشيطان واغواك كى تمد يدك لتقتلنى فلن امد انا يدى لاقتلك لانى اخاف عذاب يوم عظيم من رب العالمين كما اننى لن اقاومك اذا ما عزمت على قتلى كى تحمل ذنبى فضلا عن عدم اخلاصك لله من قبل وان دل ذلك فانما يدل على عدم تقبل قربانك وبذلك ستكون فى الاخرة من اهل النار لظلمك وجبروتك وهذا جزاء عادل من الله لكل من تسول له نفسه ان يقتل ومع كل هذا اقدم على قتله دون ذنب او جريره وانما رد عليه ردا حسنا مقنعا ومع هذا له لم تاخذه الرحمة والشفقة باخيه فقتله وبعد ان قتله حمله وهو حائر وقد اصابته الحسرة ولم يدرى ماذا يصنع بجثة اخيه
    وهو فى حيرته وقلقه ارسل الله له غرابا يحمل غرابا ميتا وقد وضعه على الارض واخذ ينبش الارض برجليه حتى اعد حفقرة القى فيها الغراب الميت بهدوء وواراه فى التراب اى دفنه
    فقد بعث الله له ذلك الغراب كى يعلم الانسان كيف يستر جثة المتوفى فقال قابيل القاتل متحسرا على ما ارتكب من الجريمة الشنعاء
    عجزت ان اكـون مثل هذا الغـراب فاستر جثة اخـى وكـان مـن النادمين على فعلته .
    فدفن جثة الميت اكراما له وعدم انتشار الامراض
    وهنا كان وحيا من الله للغراب ليعلم الانسان ويرشده الى ان الدفن اكراما للميت من جهة وعدم انتشار الامراض من جهة اخرى
    وبذلك انزل الله اياته ليرينا ان هناك اناس تحب الاعتداء فتضغى وتقتل فالذى يطغى ويقتل ويعتدى اوجب الله عليه القتل فالذى يقتل نفسا بغير حق يستحق القصاص منه وكذلك المفسدين فى الارض
    فقتل الانسان للنفس بغير حق وافساده فى الارض فكانما قتل الناس جميعا
    فغضب الله لقتل نفس واحدة غضب ما بعده غضب
    ومن احياها بالقصاص من القاتل فكانما احيا الناس جميعا
    وحتى يفكر الذى ينوى القتل بانه سيقتص منه لا محالة فيرتدع ولا يقدم علـى القتل فمـن احيـا نفسا فكأنما احيـا الناس جميعا وذلك لصيانة دماء البشر من السفك فسيجزيه الله الثواب العظيم والبمفسدين فى الارض لهم ما للقاتل من عذاب عظيم
    وقـد نزلت تلك الايـة بعـد ان اسرفوا بنـى اسرائيل فـى القتل وكثر فسادهم فى الارض
    فالقصاص من المعتدى الظالم الذى تجرا على القتل وقتله كما قتل غيره ظلما وعدوانا هو احياء للناس جميعا
    فقد يرتدع من تسول له نفسه قتل غيره دون وجه حق
    والايات الكريمة التى نزلت فى سورة المائدة من الايه 27 وحتى الايه 32 فقد قال الله فيهم
    " بسم الله الرحمن الرحيم " واتلوا عليهم نبا ابنى ادم بالحق اذا قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت يدك لتقتلنى ماانا بباسط يدى اليك لاقتلك انىاخاف الله رب العالمين فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا يبحث فى الارض ليريه كيف يوارى سوءة اخيه قال ويلتى اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاوارى سوءة اخى فاصبح من النادمين من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا وقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك فى الارض مسرفون " صدق الله العظيم "
    وكما ان هذا حدث لودى ادم وكما ان لولدى ادم حادثة قتل قد اوضحناها كان لسيدنا يوسف ايضا عملية انتقامية بحته
    حيث ان اخوة يوسف قالوا فيما بينهم ان يوسف واخوه الشقيق احب الى ابينا منا ونحن عصبة اى جماعة قوية ونحن انفع له منهما واستاثر بحبه اكثر واكثر ليوسف وان ابانا بحبه هذا الفى خطا واضح وبعيد عن الحق وفى هذا حبه ظاهر لهم فى وضوح
    ومن شدة خوفه على يوسف انه سمع منه انه راى فى المنام احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فقال له والده يعقوب محذرا الا تقصص رؤياك على اخوتك فيحقدوا عليك ويكيدون لك بايعاذ من الشيطان
    فكما رايت نفسك فى المنام انك سيدا مطاعا وذات هيبة وسلطان ونفوذ دليل على ان الله سيصطفيك ويختارك ويعلمك الرؤى وتوضيح ما تؤول اليه تلك الرؤى فتصبح ذا قدر وذكر بين الناس وسيتم الله عليك وعلى آل يعقوب بالنبوة والرسالة كما اتمها على ابويك من قبل والدك يعقوب وهما ابراهيم واسحق
    فالله يختار من عباده ما يعلم انهع اهل للخير والتقى والصفاء
    فمن هنا قد تامروا عليه اما بالقتل او بالقاءه فى ارض بعيدة فلا يراه ابنه ثانية ولا يمكن الوصل اليه وقال الاخر لا تقتلوا يوسف وانما القوه فى غيابات الجب عسى ان يعثر عليه احد من السائرين فيصطحبه معه ويكن بعيدا عنكم وعن ابيكم طالما مصرين عن ابعاده عنكم وتحقيق غرضكم وبهذا قد دبروا ما اكادوا به وتحايلوا على ابيهم واخذوه معهم بعد ان حذرهم من المذنب مخافة ان ياكله الذئب
    فرسموا حيلة تبرئهم من غضب ابيهم بالبكاء ممسكين بقميصه وقد جاءوا به وعليه دم كذب ومع كل هذا لم يصدقهم وقال لهم بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصنعون
    ودائما الله سبحانه وتعالى ياخذ بيد عبده المظلوم وقد جعل الله له مخرجا من السجن الذى فيه بتفسير الرؤى التى رآها الملك فبحكمته فى تاويل الاحاديث جعله الملك او عينه وزيرا على خزائن الارض يستشار فى كل شىء
    وللايجاز فهذه قصة طويلة نزلت فى سورة يوسف من الاية 55 فى هذه القصة قامت اخوة يوسف وعزموا على قتله
    ففى قصة ولدى ادم وقصة اولاد يعقوب كان الحقد هو سيد الموقف والذى ادى بما ادى اليه من كره قابيل لهابيل وقتله
    وكره ابناء يعقوب وحقدهم ليوسف واخيه الشقيق وما فعلوه بيوسف هذا شىء اساسه البحقد والغيرة القاتلة
    امـا الـذى يفـوق كـل هـذا وليـس هنـاك سبـب بيـن القاتل والمقتول يستدعى الا الاجر
    الم يكن هناك سبب لاكل العيش الا ما يتقاضاه القاتل من اجر كى يقتل وكيف تطاوعه نفسه ويرتكب جرما وهو اتنتزاع روح بريبئة من صاحبها
    وهل القتل يوازى شىء ؟
    كلا فالقتل يعنى الخسران حسران الدنيا والاخره
    اقلوب الناس مطموسة الى هذا الحد من القسوة والجبروت ؟
    ولكن اين يفلت الظالم من الخالق ؟
    فنهايته الى منا انهى بها حياة الناس :
    وياليت تكون نهايته الى هذا الحد
    بل سيذيقه الله العذاب الاليم فى الدنيا والاخرة
    فما من قاتل الا وكانت نهايته القتل وعلى ايدى من ؟
    على يد اتفه اللناس واحقرهم لم تكن عليه العين كما يقولون او من الناس المعدودين فى البلد ولكن تكون نهاية على رجل لم تكن له ذكرى بين الناس بل ضعيفا هزيلا لم يصدق احد ممن ياره او يسمع عنه انه يستطيع ان يقتل بعوضه فتندهش الناس على ذلك السبع الذى قتله الحمل الوديع .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 4:00 am