روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    ما قبل ثورة 23 يوليو

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    ما قبل ثورة 23 يوليو  Empty ما قبل ثورة 23 يوليو

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:56 pm

    كثيرا ما كان يحيرنى ويؤرقنى ويقلق مضاجعى الوساوس التى تنتابنى بين حين واخر ولما اطمئن به قلبى وانتهى الى مسمعى ما يردده رئيس الدولة حينئذ والمسئولين والمشرعين فى مجلسى الشعب والشورى عن الديمقراطية وحرية الراى وان لا تضار جريدة ولا يقصف قلم من هذا
    رايت ان افضى بما يجيش فى صدرى من اراء ووجهات نظر فوددت ان اعبر عن عيوب ومزايا نظام ما قبل الثورة ، ثورة 23 ليولو عام 1952م وهو نظام الملك وحاشيته والباشاوات والاقطاعيين
    وما بعد الثورة من اراء ومبادىء وما وعدت به الثورة من اشراقة ستعود على الشعب وتنسيه ما عاناه من قبل وفى عهد الملك
    فكان ما يقال عن البشاوات والاقطاعيين من ظلم واضطهاد لصغار الفلاحين والضرب بالكرباج
    وانا كواحد من الشعب لم ار ذلك ولكن كنت اسمع ان الباشا من هؤلاء دواره مفتوحا للفقراء والمساكين من السعب ويمنحهم من الخراج اى من محصوله ماقيمته ربع العشر واكثر
    هذا ما سمعناه ممنهم يكبرون عنا سنا حتى انهم كانوا يقولون انهم كانوا يذبحون الذبائح فى نهاية الموسم من مواسم حصاد القمح ومواسم جنى القطن ويطعمون الفقراء والمساكين لانهم اى البشاوات قد شبوا على ذلك من اب لجد .
    الله اعلم هل الكلام التىنراها بعد الثورة من اضطهاد البشاوات لصغار الفلاحين حقيقة امفتعلة تاييدا للثورة ومجاراة لاهدافها وذلك ممن يتفادون وراء كل نظام يالتى فيسرون مع الجو المحيط بهم .
    واعتقد ان هناك والله اعغلم كتاب كانوا يمدحون الملك وهم انفسهم مدحوا الثورة واظن ان هذا هو المتبع فى كل نظام اللهم الا اذا كان قائد مسيرة النظام قد ظهرت له اعمال يستحق معها الوقوف بجانبه وانها ستدون فى التاريخ ملازمة لاعماله ومنجزاته كما نرى فى نظامنا الحالى دون تحيز اونفاق
    فالكلمة الصادقة دائما وابدا لها جذور فاذا ما انقطعن منها زهرة تولدت بدلا منها زهرة اخرى وهكذا وتظل ثمارها موجوده على مر السنين والاعوام
    اما الكلمة الكاذبة فليس لها الا جذر واحد فاذا اقتلعه احد توقف عن الازهار ولم تؤتى الشجرة اكلها مرة اخرى
    فنحن كنا مع الثورة انذاك بقلوبنا ووجوارحنا ظنا منا اننا سنلقى مستقبل مشرق وعيشة رغدة
    وكنا نامل لو نحظى بالقدر اليسير من بذغ البشاوات وانتظرنا ما ستئول اليه الثورة من توفير للعيش وبث الحب بين جميع افراد الشعب وانتابتنا الرحمة والشعور بالامل بتطبيق قانون الاصلاح الزراعى وعمت شماتة الشعب المطحون الفقير فى البشاوات كما صورته انذاك الصحافة ووسائل الاعلام
    حتى ان قبل الثورة كنا نسمع ان بعضنا من رجال الحكومة كانوا يعترضون الناس الماشية فىالشوارع ويمسكون بالشخص ويحثونه على ان يعمل معهم كموظف بالحكومة فكان الشخص من هؤلاء يرفض وظيفة الحكومة ويود ان يعيش حرا فى عمله الحر رافضا ان يحبس نفسه بين دواوين الحكومة يتلقى الاوامر من هذا وذاك
    وقد قامت الثورة وكما قهرت الملك واعوانه قهرت هؤلاء الاحرار من افراد الشعب والذين كانوا لا يودون العمل بالحكومة
    قهرتهم بماذا ؟
    قهرتهم بتطبيق نظام التاميم والتـى الت بسببه ملكية كل شىء الى الحكومة فاضطرت الناس ان تلقى بنفسها فـى الظائف الحكومية فليس هناك مفر من العمل بالحكومة
    وعلى اثر ذلك تدخلت دكتاتورية العمل من الرؤساء القائمين على العمل او من القائمين على العمل من الموظفين والعمال
    فمن الممكن للموظف او العامل ان يعطل مصالح الجمهور او حتى على الاقل لم يكن متجاوبا معه التجاوب الكامل مع اى فرد يريد ان يقضى حاجته باسلوب دبلوماسى
    ولنضرب مثلا علـى ذلك لو ان شخصا اراد ان يكسى نفسه او يكسى اسرته واولاده وذهب لاحدى الشركات التى اممت كشركة عمر افندى او شيكوريل وطلب مـن القائم على البيع ان يعرض عليه كـل ما عنده قـد يضيق البائع بالزبون زرعا ويتباطا فـى عرض مـا عنده فيضطر مضطرا علـى قبول اى شىء دون رضا هذا ما كان يحدث :
    اما قبل التاميم فكان القائم على البيع يتجاوب مع الزبون وباسلوب دبلوماسى لحين يحبذه على الشراء وهو مبسوط وسعيد
    ومـا كـان يجرى بالشركات كان يجرى باسلوب غير حضارى بالجمعيات التعاونية الاستهلاكية واثـرها السىء علـى مـن كانوا يلجأون اليها لشراء بعض حاجياتهم
    فليس هناك من ينافسها فقد جعلت الجمعيات الاستلاكية ونظام البطاقات التموينية لتعب الناس وتعطيل مصالحهم
    حيث الحكومة وضعت يدها على كل شىء حتى القوت الضرورى والذى لا يستطيع احدا الاستغناء عنه فيذهب الفرد مضظرا كى يواجه الازدحام وما يقابلونه مـن سب وشتم ودفع كل منهم الاخر فى تنافس شديد ومعارك قد تؤدى الى التلاكم باليد وسحب المطو علـى بعض وكـى يحصل القوى علـى مـا يريـده بعد عناء وضنى
    كـان ذلـك لـه اثـره السـىء علـى الفـرد فقـد تسـرق نقـوده فـى الزحمـة وقـد يضـرب بكوع مـن احـد المتزاحمين قـد تفقده احدى عينيه ومن يعلم بعد كل هذا ؟
    هل سيحصل على ما يريده ام لا ؟
    فقد يكون الصنف الذى يريده قد خلص او انتهى وينتظر حتى يعيد الكرة مرة اخرى وهكذا وقد يريح نفسه ويشترى ما يريده من السوق السوداء من الشباب الصيع والذين ليس لهم عمل سوى التعامل مع من يعملون بالجمعيات نظير مقاسمتهم فيما يزيد على التسعيرة .
    هل هناك فيه مساوىء اكثر من هذا ؟
    فالفرد لحصوله علـى كيلـو ارز يمكن ان يضيع يـوم مـن عملـه وهذا على حساب من ؟
    على حساب عمله بالحكومة :
    هذا النظام لم يكن متبعا قبل الثورة ومما زاد الطين بلة القوانين التى وضعتها الحكومة
    حيث كانت قوانين وضعية وعقيمة لا تبشر بخير ومنها قوانين الايجارات بالنسبة للاراضى الزراعية والمساكن
    ولناخذ كل منها على حده :
    فالمساوىء التى لحقت للاراضى الزراعية كان المستاجر وقت اذن يرى ان الارض المؤجرة لصارت ملكه بلا منازع وله حق فى ذلك
    فقد يتحكم فيها كيف يشاء والمالك ليس له صفة مع المستاجر
    كان مالكا على الورق فقط ولكن مسلوب الحق فى التصرف فى ملكه وما معنى كلمة ملك ؟
    يعنى هذا الشىء ملكى واتصرف فيه كيف اشاء فالقانون هنا سلب حق الماهلك فى التصرف فى ملكه
    فكان المستاجر هو الذى كان يتصرف فى ملك غيره كيف يشاء الى ان وصل به الحد انه كان يرهن قطعة الارض التى يستاجرها للغير وينتفع بها ويستثمر ما اخذه من نقود والمالك ينظر اليه بعينه وهو عاجز عن القيام باى شىء ويرى الغيظ والكيد بعينه نعم ملكه ولكن محروم منه .
    حتى ان الايجار كان يتحصل عليه بعد فروغ صبر ومعاناة وبعد تردده على بيت المستاجر عدة مرات وكانه يشحذ منه
    وكـم مـن مستاجرين ماتـوا وتركـوا الارض المؤجرة لاولادهم الصغار الذين لا يستطيعون فلاحة الارض وزراعتها ومـع ذلك لم يتركوها للمالك صاحبها الاصلى
    فكانوا يرون ذلك انه حق مكتسب وذلك لان ايجارها زهيد لا يثمن ولا يغنى من جوع
    ومن الممكن ان يبور المستاجر الارض فلا يكون هناك انتاج ومع ذلك لا يسلموها الى اصحابها بل فى امكانهم ان يؤجروها للغير بثمن مضاعف ويكسبون من ورائها وهذا ضرر ما بعده ضرر
    ولقد عم الضرر فى هذه الحالة على المستاجر وعلى المالك ايضا بل وعلى الحكومة فعدم الانتاج يحملها فوق طاقتها فى الاستيراد .
    وهناك ملاك كثيرون قد نسوا ان لهم ارض يملكونها
    ونضرب مثلا على ذلك
    فقد يكون للمالك قطعة ارض بمحافظته وهو يعمل باحدى المحافظات الاخرى وقد حل او جاء ميعاد الايجار السنوى فيقول لنفسه اسافر من المحافظة التى اعمل بها الى محافظتى كى احصل على ايجار اقل بكثير من اجرة القطار ويجوز ان اذهب الى المستاجر ويقول لى ليبس معى نقود الان
    من هنا ترك عوضه على الله ونسى ان له ارض ومع مرور الزمن وجد المستاجر ان المالك قدج غعاب او اختفى فيعمل نشرة فى الصحف بان هذه الارض ليس لها اصحاب ويسجلها باسمه او يبيعها هو لزوجته ويسجلها لها وبالتنالى تبيعها لابنائها وتسجلها لهم
    وكثيـر مـن الاراضى قـد ضاعت علـى اصحابها نتيجة لتطبيق هذا القانون المشئوم
    وانا اقول ان قوانين الايجارات التى صدرت بعد الثورة كوعد بيلفور بالنسبة لليهود لانها قوانين جائرة وظالمه ومن المستاجرين من هم مجردين من الادب فمن الممكن لو المالك طلب منه الايجار اشاح له بيده مدعيا انه ليس معه نقود لدفع الايجار فيحس المالك ان ملكه د يسمعه ملا يطيق هذا من ناحية الاراضى الزراعية
    فما بالكم بالمساكن ؟
    فهناك شقق لا تعد ولا تحصى وتعد بالملايين مغلقة ومستاجريها ماتوا ولا زالت مغلقة
    وقد يكونوا مستاجريها احيلوا الى المعاش واغلقوها وسافروا ليقيموا فى بلادهم لزهد ايجارها
    وقد يحتفظ بها كمرسى يرسى عليها من حين الى اخر توفر له اجرة اللوكانده اذا كانت له مصلحة فى تلك البلدة والتى فيها الشقة المؤجرة له
    وقد يخدم اقرباؤه او من يعرفهم باعطائهم مفتاح الشقة كى يباتوا فيها سواء كان الحاجة او لفسحة سيقضوا فيها بيت لقضاء حاجة او لفسحة يصونها ويتمتع الغير بالشقة وصاحبها فى حاجة ملحة اليها قد يزوح ابنه فيها مثلا ولكن يراها مغلقة امام عينيه ولكن محروم منها حرمه القانون الوضعى الذى سنه البشر
    اما قانون الله فلم ينص على شىء منهذا :
    هل المستاجر مبسوط يحوزته للشقة وهو ليس فى حاجة اليها وحرمان صاحبها منها ؟
    نعم مبسوط ومستحلل هذا على نفسه واولاده فلو كان يستحرمها لتركها الى اصحابها فلم تعمى الابصار ولكن عميت البصيرة
    ومما ادى الى عدم نازع دينى يحسه على ذلك
    فانا كمستاجر لم افرح باننى مستاجر شقة بثمن بخس فهذا قد يؤثر على ابنى او بنتى فمن اين اجد شقة لابنى او بنتى طالما الشقق جميعها مغلقة بيل ومن اين اجد المبالغ الطائلة كمقدم ايجار او خلو كى احصل على شقة لابنى او بنتى ؟
    وكم من المرتب سيتقاضها الابن او تتقاضاها البنت كى يسدد او تسدد ايجار الشقة ؟
    وهذا مما جعل الحكومة مضطرة لسن قانون الايجار بالمدة ونحن السبب فى ذلك فليست ظاهرة ازمة سكن ولكن هى ازمة اخلاق فى المقام الاول
    فسنت الحكومة ذلك القانون المحدد المدة كى يطمئن من يملك عقارا بان يفتحه ويؤجره ويطمئنون المستثمرين لبناء مساكن جديدة
    وبهذا تتوافر الشقق وتخفف عبئا ثقيلا على كاهل السشعب وكلما كثر العرض قل الطلب
    وبهذا لا يكون هناك خلو او مقدم ايجار
    وبالتالى لا يكـون هنـاك ايجـار مرتفـع يجهـد المستاجر فنحن السبب فى كل ما يحدث
    وكما كان للثورة من باع طويل عمل على تحرير بعض الدول العربية والتى كانت مستعمرة مما اجهد شعبنما وارهقه ماديا وصحيا
    وياليت الدول التى حررناها من المستعمر الغاصب كانت حفظت لنا الجميل بل منها ما كانت تقف ضدنا الى ان تكاتفوا ذات يوم وعملوا على قفل الجامعة العربية من مصر الى تونس
    هذا كان عقابا لنا لاننا جنحنا للسلم مع اسرائيل فى كامب ديفيد وقاطعونا سنين وعلى راى المثل اللى ايديه فى الميه مش زى اللى ايديه فى النار
    لاننا كنا دايما فى المقدمه والخسارة الكبرى نحن الذين نتحملها
    وماذا كان موقف العراق منا ؟
    وذلك بعد ان حررنا لها جزيرة الفاو من ايدى الايرانيين ؟
    قتلت بعدها ابنائنا وكانت ترسلهم لنا فى صناديق ونسوا ما قاله الخومينى حيث قال لو دخلت العراق فسوف ازين ميادينها برؤوس المصريين
    لانه يعلم تمام العلم ان للمصريين يد فى المعركة العراقية الايرانية بعد قبولنا من العراقيين بقتل ابنائنا فلذات اكبادنا
    وكما ان قانون الاصلاح الزراعى مساوؤه مما جعلنى اطلق عليه قانون الاتلاف الزراعى
    وقد يندهش القارىء لهذا التعبير ومصارحتى به وقد يظن القارىء ان والدى كان اقطاعيا
    ونحن ليس باقطاعيين ولا بشاوات ولكن اعبر عما احسن به والمسمى كمواطن فقانون الاصلاح الزراعى هذا قد اخذ ارض البشاوات واهدى منها لكل فلاح معدم فدانين والفلاح المعدم هذا ليس معه نقود كى يزرع الارض ويفلحها مما جعلها لا تنتج
    كما ان لهذا الفلاح المعدم العديد من الاولاد يتوارثونها من بعده فياخذ كل منهم نصيبه وقد لا يزيد نصيب الفرد منهم عن قيراطين او ثلاثة قراريط
    ففى هذه الحالة تكون هذه الارض قد اتفتت فلا تنتج ولا تاتى بثمار ذات قيمة تفيد زارعيها او تفيد الوطن .
    فانا بقول هل هذه الارض التى زرعت على صغار الفلاحين وزعت رحمة بالفلاحين الذين لا يملكون النقود التى تغنيهم على زراعتها ؟
    ام تشفيا فى البشاوات لقص اجنحتهم حتى لاى يستطيعوا مقاومة الثورة ؟
    او الدس من ورائها وطعنها من الخلف ؟
    ومما شجعنى على هذا القول تصريح الرئيس حسنى مبارك حين قيل له ارض توشكا توزع على الخريجيين فرد قائلا الخريجيين ليس لديهم مبالغ تعينهم على الزراعة فى هذه المنطقة
    والذى استطيع ان اقوله ان الخريجيين يجب ان يعملوا فى ظل المستثمرين الذين يملكون المال وهذا الراى هو الارجح
    ومع هذا كله فانا وغيرى لا ينكر ان الثورة جاءت فى وقتها وقد حررت الارض واممت القناه واقامت السد العالى
    وهذه المعجزات التى قامت بها الثورة تشكر عليه
    ولا ننسى المعاش وهو الاهم فمزاياه اكثر من عيوبه ونحن بلد اسلامى يحثنا على المحافظة ولكن هناك للاسف بعض النساء التى يتزوجن عرفى خوفا من قطع المعاش عنها وخاصة اذا كان المعاش التى تتقاضاه كبير فخوفا على نفسها من الفتنة تضطر الى الزواج العرفى وهذا امر مرفوض تماما فديننا الحنيف يحذر من ذلك رغم حدوثه المستمر .
    اما بالنسبة لعصرنا الخالى والذى ينادى بالديمقراطية ودولة المؤسسات هذا نظام لا باس به ولكن ينقصنا كشعب البطاقات الانتخابية فلم لا توزع البطاقات الانتخابية عن طريق السجل المدنى حتى تكون بعيدة عن مراكز البوليس التى تخشاها الناس .
    فـلا احـد بفكر فـى ان يستخرج بطاقته الانتخابية هذه من ناحية البطاقات الانتخابية
    كما ان لى وجهة نظربالنسبة للتعيينات بالمصالح الحكومية وعن طريق المسابقات فلم لم يسن قانون او يصدر قرار جمهورى ينص على ان التعيين يراعى فيه اقدمية السن واقدمية التخرج حتى نقطع دابر التلاعب والفساد وتضييق الخناق على كل من تسول له نفسه ان يتقاضى رشوة .
    وهذه هى النقطة الوحيدة التى قد تبعد الشباب الذين يرون من هم دونهم من صغار السن وحديثى التخرج يعينون وهم لم يعينوا
    وهذه مسئولية تقع على عاتق المسئولين والذين سيسالون امام الله .
    وقد فاتنى ما قد اود ان اقوله عن تدخل الحكومة اقصد حكومة الثورة انذاك فى نظام الزراعة والدورة الزراعية التى كانوا يحددونها وكانت متبعة
    حيث كانت الجمعيات الزراعية هى التى كانت تحدد المسافة التى ستزرع قطن سنويا .
    ونحن نعلم ان الزراعيين لايملكون مساحات واسعة حتى يمكن ان نقول ان نصف المساحة ستكون ضمن المساحة التى ستزرع قطنا والنصف الاخر سيكون ضمن المساحة التى ستزرع قمحا او ذرة
    وقد تقع ارض الفلاح كلها ضمن الدورة الزراعية التى ستزرع قطنا فيكون الفلاح فى هذه الحالة منكدا ومقهورا لان مساحته كلها ستقع ضمن المساحة التى تزرع قطنا ولكم يكن عنده ما يمكن ان يزرعه قمحا او ذرة
    وتكون الطامة الكبرى على الفلاح اذا ما اصيب القطن بدودة القطن فسوف يخرب البيت ويندم حظه
    وهناك المثل القائل تلبلس الغلة اى الوعاء والذى تحفظ فيه الحنطة اى القمح او الذرة وهذا هو قوت الفلاح واسرته
    اما القطن فثمنه يضيع اما الغلة فيطحنون منها ويجهزون منها الخبز لاسرته ولابنائة
    اما الزراعه كانت قبل الثورة للفلاح الحرية فى الزراعة فكان يكف زراعته حسبما تقتضيه حياته المعيشية
    فقد يزرع ارضه كلها قمحا او ذرة وقد يزرع نصفها فقط ويزرع النصف الاخر قطن فيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد
    فاذا ما اصيب القطن بالدودة يكون ضرره اقل لان نصف ارضه قد زرعا قمحا او ذرة وكان مضطر لزراعة القطن ايضا لصرف ثمنه على كسوة اسرته ولكن زراعة الحنطة فكانت لدى الفلاح فى المقام الاول .
    فالفلاح يحس دائما انه ليس فى حاجة الى شىء طالما القمح والذرة فى بيته فهما قوته وقوت اسرته .
    والذى يبثير الدهش والعجب ما قد تؤديه الاصابة وتنتشر دودة القطن فكانو يستخدمون الطائرات فى رش دودة اللبقطن بالمبيدات مما يؤثر على المحصولات الاخرى وعلى الانسان او الحيوان ايضا
    فزراعة القطن منفردة تكون الاصابة بدودة القطن خفيفة وتترك للمقاومة الطبيعية فقط تلتقطها الطيور الصغيرة وتقضى تماما عليها
    اما الزراعة اقصد زراعة القطن التى تكون فى مساحات واسعة فالاصابة هنـا تكون شاملة والخسارة كبيرة ويلزم رش الموبيد بالطائرات ممـا يترتب عليـه من تلوث للبيئة
    اما بالنسبة للسكن فكان يقول المستاجر قبل قانون الايجارات الذى حال دون توفر الشقق لعزوف الناس عن المبانى وتاجير الشقق التى ستجلب لهم وجع القلب اذا ما وجد مكانا لا يناسبه كان يقول المالك له بيت والمستاجر له الف بيت
    وان دل هذا فانما يدل على توافر الشقق المعروضة للايجار
    ومساهمة الشعب فى حل مشكلة الاسكان مع الحكومة لحد ان المالك الذى يملك شقة او اكثر ويود ان يؤجرها لاحد ولم يجد من يستاجرها وكانت الناس تقول له عشان يحبها ساكن وكانت اللافتات معلقة على المسكن الخالى او الشقة الخالية والتى تبحث عن ساكن يسكها
    كانت هذه الظاهرة منتشرة والشقق على قفا من يشيل كما يقولون
    وبعد ان صدر قانون الايجارات المشئون تلاشت تلك الظاهرة وعزفت الناس عن المبانى حتى ان الذى لديه بيت فاضى يخاف ان يؤجره لاحد ويمتلكه المستاجر وكانه باعه الى المستاجر فكان يحتفظ به لاولاده حتى يكبروا فكان ذلك القانون حجر عثرة
    اما المستثمرين الذين يريدونان يستثمروا اموالهم فى البناء مساهمة منهم فى حل مشكلة الاسكان جنيبا الى جنب مع الحكومة
    من هنا انتهز بعض المستثمرين فرصة عدم ت وافر الشقق المعروضة للايجار فاستثمروا اموالهم فى بناء الشقق وبيعها كتمليك كى يريح نفسه ودماغه من وجع الراس
    فكيف يكون العقار ملكه ويجلب عليه الهموم ومن من الشعب يملك الاموال حتى يتمكن من شراء شقة لنفسه او حتى لاحد من ابنائه
    فكل ما نعانيه اليوم من ازمة فى المساكن كان من الاثار الوخيمة التى جلبها قانون الايجارات بعد قيام الثورة
    فنحن انذاك كنـا لا نحس ولا نشعر بمساوىء القانون ظنـا منـا انه سيريح الناس ولكـن بعـد مـرور الوقـت اكتشف انـه عائقا دون انتشار المبانى وتـوافـر الشقق
    فقد صدر هذا القانون عشوائيا ودون دراسة مستفيضة او كانت الديكتاتورية هى المسيطرة على افكار الناس اذ ان احدا لم يجرؤ ينبث بكلمة .
    فقد كانت الثورة فى اوج عظمتها ومن يستطيع ان يتفوخ بكلمة وان كان يعلم ان نتيجة تطبيق هذا القانون سيعود بالعواقب الوخيمة على الشعب
    وهناك لفتة اود ان يعرفها القاربىء عن موسمى حصاد القمح وجنى القطن فقبل الثورة وقبل ان تضع الحكومة مناخيرها فى كل شىء كانا هذين الموسمين تقام فيهما الافراح والليالى الملاح وتنصب الليالى اسبوعا على الاقل قبل ليلة زفاف او ختان الصبيان
    فتدق الدفوف وتمارس هوايات الرقص ولعب الحطب او العصايا كما يقولون ولعب الحطب يشبه المبارزه بين رجلين داهل حلقة السامر والناس ملتفين كحلقة واسعة يمارس داخلها اللعب بالبعصا وهو الحطب وكان المغلوب يترك عصاه لمن يريد ان يهزم المنتصر او الغالب
    وقد تكون هناكم الخيالة والذين يمارسون هواية الرقص على الخيول وكذلك لعب العصايه وهم ممتطين خيولهم
    فكانـا هذيـن الموسمين علـى موعد لكـل مـن لـه ولـد يريد ان يزفه او يبطاهره " يختنه "
    لان هناك كانت الحرية فى ممارسة الفلاحين لانتاجهم من القمح والقطن وغيرهما من المحاصيل ولا تدخل للحكومة فى ذلك .
    وكانت الاطفال والنساء يصيفون القمح اى " يلتقطون السبل " السنابل " الملقاه على الارض فىمقاطف ويدفون بالعصى والسنابل فى المقاطف الى ان ينفصل التبن عن القش ثم يذرونه تحت نسيم الهواء فيطير التبن فى الهواء ويتبقى القمح فى قعر المقاطف
    وفى اخر النهار يعودون الى بيوتهم فرحين مستبشرين بيوم سعيد وهم يغعنون للصيفية التى جمعوها طول يومهم ويتباهون فيما بينهم بما يجمعه من قمح ومن منهم جمع بنشاطه اكثر من غيره .
    وما كان يسرى على القمح كان يسرى على القطن فكانت النساء والاطفال من بنين وبنات يتسابقون ايضا فى التقاط اللوز المرمى على الارض فيصنفونها اى يجمعونها بما علق من اوراق القطن الجافة على ان ينظفوها براحتهم فى منازلهم فهم منهمكين فى جمع اللوز اتلمرمى على الارض وكل منهم يود لو يجمع اكثر من غيره او اكثر من الذين معه
    فالواحد من هؤلاء مش فاضى ينظف اللوز من الورق حتى يكون القطن نظيفا وخالىمن الورق والشوائب العالقة به وهو يجمهعها بل وينظفها فى المنزل وذلك بعد ان يكون قد جمع الكثير والكثير فى مقاطفهم او اجولتهم
    كما ان تجار القطن الصغار يجلس الواحد منهم تحت ظل شجرة يميزانه الكفة الصغير كى يبتاع من هؤلاء المصيفين وكان كل هذا يحدث فى حركة دائبه كلها حيوية ونشاط
    قفكانت مواسم خير ورخاء للغنى والفقيرعلى السواء
    وكانت تقام الافراح والاسواق تموج الناس فى بعضها البعض فى حركة لا دائبة لا تنقطعه ابدا ليلا او نهارا .
    اما التجار الكبار فكان الفلاح الى من يجب منهم وياخذ منه سلف وخيش لكبس القطن بعد جنيه دون ارباح تضاف على الفلاح وكان التاجر بنفسه يستاجر العربات اكارو ويحمل القطن مـن بيوت الفلاحين ويوزع علـى الصغار مـن ابنـاء الفلاحين النقود كمرضاة لهـم فكانت أيـام الحصاد وايـام جنـى القطن أيـام عيد للجميع
    وبعد قيام الثورة وبعد ان وضعت الحكومة كل شىء تحت تصرفها ذهبت البسمة من على الوحدة وحلت محلها الكآبه وعدم النشاط فكانت الناس تدوس على لوز القطن المرمى على الارض دون اهتمام او رعاية فهناك فرق بين حرية الناس فى زراعاتهم وجمع محاصيلهم لهم وبين جمع محاصيلهم
    وسوف نوردنها للحكومة وفين حلنا لما يقبضوا الثمن وذلك بعد عذاب اليم منتظرين نتيجة اللجنة المشرفة على القطن اهو من الدرجة الاولى ام من الدرجة الثانية وكل درجة لها سعر معين
    من هنا جعلت الست الفلاحة والتى كانت تنقى اللوز المتبقى فى الحطب قبل ان تشعل النار فى الكانون لانها كانت تحس فى داخلها بان القطن الذى تجمعه فهو لها وممكن تبيع ما تجمعه للتاجر الصغير كى تشترى لوازم البيت
    بعدها وبعد ان حجزت الحكومة على الفلاح واعتبرت كل شىء ملكها اصبحت الفلاحة تشعل الحطب بما يحتويه من قطن
    وبعد ان كان الفلاحون يرشون الحطب المحمل باللوز عقب اذان كل عصر كى يجمعونه من الحطب فى اليوم التالى صباحا وتكون الاوراق الجافة قد لانت فلا تلتصق بالقطن اثناء الجنى
    كان ذلك يحدث للحطب الخاوى للقطن فى المنازل فيكون القطن نظيفا وعلى درجة عاليه من النقاوة .
    وحلت بالفلاحين الكآبه وعندما اشرفت الجمعيات التعاوينة للزراعيين على التسويق وصرف المديونات على الفلاحين بارباح انهكت الفلاح من صرف سماد وتقاوى وخلافه وقد يتردد الفلاح على الجمعية يوم واتنين كى يحصل على ما يحتاج اليه من الجمعية مما قد يؤدى الى تعطيل المصالح
    فاحيانا كان يغيب الصراف واحيانا موظفى التصنيف واحيانا اخرى صراف الجمعية اى كانت الحاية قرف فى قرف والفلاح فى حوسه من الجمعيات التى زادتهم كمدار حسرة على ماكانوا عليه من حرية قبل نظام الحكم الشمولى وقبل ان تضع الحكومة يدها على كل شىء
    ونشكر الحكومة الحالية وقد احست بالخلل فعملت على حل المشكلات وازالة المعوقات ومنح الحريات للمزارعين والفلاحين املها ان يعود النظام الذى كان سائدا من قبل وكل مستثمر امواله كما يشاء وكما يحلو له وبمعرفتة الخاصه
    فلا يصون المال الا صاحبه ولدينا الرحيل الكافى فجميع الدول التى سرنا على نهجها كالاتحاد السودانى ويوغوسلافيا والمانيا الشرقيه قد تفككت لسوء حالاتهم الماديه والاقتصاديه وهجوم الفقر على كل منها والدول الراسماليه تزداد غنى والدول الاشتراكيه تزداد فقرا.
    وهناك فرق بين بشاوات زمان وبشاوات اليوم فبشاوات زمان كانت البشويه من اب لجد وبيوتهم مفتوحه للفقراء والمساكين
    امـا بشاوات اليـوم الذيـن اغتنـوا بعـد فقـر فبيوتهـم خـلاء لانهـم لم يعرفوا ما كانت عليها البشاويه زمان حيث النعيم باديـا علـى وجوههم وكانهم قد خلقوا لها
    والامور اليوم اختلطت فاصحاب الثراء والذين كانوا يربون الخيل المسومة ويركبونها انتهوا واختفواواصبحت السقاقوة اليوم يركبون الخيل دون ادنى حياء او خجل
    كما ان الامور ولت لغير اهلها فكثير من ذوى المناصب فى ايامنا هذه ليسوا اهلا لهذه المناصب
    وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال فى اخر الزمان الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون فى البنيان وتولى الامور لغير اهلها وهذا ما نراه ونلمسه فى ايامنا هذه ولقد فاتنى ما هو اهم واجدى مما ذكرناه من سلوك الفلاحين قبل تدخل الحكومة فى شئونهم
    حيث كـان الحـب هـو البسمـة الغعاليـة عليهـم والتـى كانـت تتجسد فى وقت الظهيرة
    حيث كانوا يجلسون جماعات جماعات كل جماعة منهم يجلسون تحت ظل شجرة كى ينالوا قسطا من الراحة بعد عناء العمل وكى يتناولوا وجبة الغداء
    من هنا كانوا يجلسون جماعات وفى حلقات وكل منهم ياتى بما اتاه الله من فضله وكل حسب سعة عيشه فيفرشون حصرهم او مناديلهم بما تحتويه من خيز وطعام وكل يمد يده وياكل ممن اتى به او مما اتى به غيره والكل ياكلون دون تفرقة وفى محبة غامرة تعم القلوب وكاسرة واحدة لا فرق بين غنى وفقير
    اما من جهة البشاوات والاقطاعيين فكانوا لا يكلفون من يعملون معهم من الفقراء او البسطاء ان ياتوا معهم طعامهم فكانوا الذين يحضرون الطعام لهؤلاء الماجورين .
    وفى نهاية الموسم كانوا يذبحون البذبائح ويعطونهم فتعم الفرحة قلوبهم
    اما اليوم فقد ذهبت تلك الظاهرة والتى كانت تبعث فى النفوس الحب حتى لمن لم يشاركوهم طعامهم
    فكان منظر اللحمة وتناول الطعام فى جماعات يشعر الرائى بان هناك حب والفة بين افراد الجماعة
    فهذه الظواهر لو تخيلها القارىء وهو يمارس حياته اليومية فى ايمانا هذه قد لا يصدقها ويعتبرها من اساطير الاولين لذهاب كل ما هو فيه حب والفة وكل منشغل بما يشغله ساعيا وراء مصلحته الخاصة ولا تهمه مصالح الاخرين وكل مشغول بشانه
    واصبحت المادة طاغية ففرقت بين الاخوة والاخوات والاهل والاصدقاء وذهب مع الطمع الاصول والظواهر القيمة والسعيدة
    والان وبعد ان عادت الحقوق الى اهلها وبعد ان طبقت القوانين الجديدة والتى اعادت الحب والمودة بين الملاك والمستاجرين والذين كانوا من قبل كالقط والفار كل منهما متربص للاخر
    ونامل فى ان تعود البسمة على الشفاه والحب والالفة تعم الناس بدلا من الطمع والضغينة والحقد التى سببتها القوانين الجائرة والظالمة وتعود الالفة وظهور الجماعات المتحابه والمتهاونة بين الفلاحين من جديد كما كانت من قبل فلا عداوة ولا ضغينة بين الناس
    هناك قصة صغيرة كنا نسمعها ان السمكة الكبيرة جمعت صغارها واخذت تنصحهم وتحذرهم بالابتعاد عن الشخص والتى ينتهى بسنارة بها طعم تغرى به السمك فتمسك باحداها
    وفى اثناء النصح والتحذير فوجئوا بالشبكة تحيطهم من كل جانب وقد نزلت عليهم كالصاعقة فسالوها صغارها وما هذه يا اماه ؟
    فقالت هذه شوطة وخدت الكل
    فالقوانين البائدة كانت بمثابة شوطة اخدت الغنى والفقير على السواء فالكل كان ساخطا عليبها ما عدا الطامعين والانتهازيين والكارهين للحقوق الشرعية التى امر بها الله وان لكل ذوى حق حقه
    ونحن لا ننكر ان الثورة عملت علـى طـرد المستعمر الغاصب نعم طردت المستعمر الاجنبى ولكنها فى نفس الوقت خلقت مستعمر محلى داخلى جعلت منا مـن تخيل الاخر مكان المستاجر كالمحتل للمالك سلبه حقوقه ولم تراعى العدالة فـى ذلك
    من هنا كان الاحتلال الداخلى واكل اموال الناس بالباطل فالقارىء اذا فكر فى اننى من الاثرياء او الاقطاعيين وذلك من منطلق كلامى فهو خاطىء
    فانا لم يكن والدى من البشاوات او الاقطاعيين كى انحاز لهم وادافع عنهم بل كنا من الطبقات المتوسطة
    واذا كنت فى يوم من الايام من المتحمسين للثورة ومن المؤيدين لها ومن المشجعين لما تقوم به من سن قوانين وما تصدره من قرارت
    ولكن بعد مرور الاعوام وتفاقمت المشاكل فرقت بين ما هو صحيح وبين ما هو خطا
    فالساكت عن الحق شيطان اخرس واليوم بشهادة رئيس جمهوريتنا الرئيس حسنى مبارك حين قال له توزع اراضى توشكا على الخريجيين رفض ذلك لان الخريجيين ليس لديهم الاموال الطائلة التى تساعدهم على اصلاح الاراضى وتسويتها واعدادها اعدادا كاملا للزراعة والانتاج فى مثل هذه البقعة من الارض فكان رايه ان يبدا بالمستثمرين اولا ثم الخريجين حتى يعملوا فى ظل المستثمرين الكبار والمالكين للاموال
    هذا هو الراى الصائب والسديد فى نفس الوقت وذلك نتج عن دراسة مستفيضة وليست قوانين عشوائية تصدر على عجلة ودون تانى وقد ادت الى ما نحن الان من ازمة فى المساكن وتفتت للاراضى الزراعية لدرجة ان المستاجر سواء كان مستاجرا للمساكن او للاراضى وطلب منه تركها طلب المستاجر ثلث الثمن وكانه احد الوارثين للارض او العقار دون حياء او خجل
    علاوة على ان ولاىةامورنا قد جنبوا شبابنا الدخول فى معارك طاحنة لا تابى من ورائها الا الخراب والدمار واتجهو بشبابنا الى البناء والتعمير والانتاج من اجل مستقبل افضل وتدخل الجيش فى عملية التنمية فضلا عن كونه الحصن الحصين فى الدفاع عن الوطن
    اتظن ليس بعد ذلك قول قد نخوض فيه
    فاردت ان اوضح للقارىء الفرق بين ما كنا عليه قبل الثورة من الناحية الداخلية وما بعدها الى ان تولى امرنا اناس قد اداروا ظهورهم للمعارك والتطاحن وجنحوا للسلم كما امر الله وعلى راسهم الرئيس حسنى مبارك قائد الحرب والسلام وليس معنى ذلك انهم تخلوا النهوض بالقوة العسكرية وانما جعلوا القوة العسكرية فى الجيش جنبا الى جنب مع الايدى العاملة والسواعد القوية المتجهة الى الانتاج والنهوض برفاهية البلد
    وفـق الله ولاة امورنـا الـى عـدم الخـوض فـى المهاترات وهداهـم الله سواء السبيل
    وحتى لا يفوتنا شىء عن مساوىء قانون المساكن العقيم انه اتاح الفرصة للمقتدر ينوى ذوى المعارف وبعض المسئولين الى اجتياز اكثر من شقة للتجارة فيها وبيعها كى يكسب من ورائها اموالا طائلة
    وهذا مما شجع الحكومة على سن قانون جديد محدود المدة يتسابق الملاك ويتنافسون فيما بينهم لبناء المساكن فينقلب الوضع من البيع والتمليك والمتاجرة الى نظام الايجارات كى يكون فى تناول الجميع دون خلو اومقدم ايجار لا يستطيع الرجل او الشاب المتوسط الحال على جمعه
    وكلما كثر العرض قـل الطلب والايجارات تكون فـى متناول الجميع كـل حسب دخله
    وحتـى اكون منصفا او علـى الاقل احوم حول دائرة الانصاف او فى مجالها لا ننسى الملك السابق فقد اود ان اذكر بعضا مـن محاسنه والتى كنا نسمع عنها ونحن صغار
    فنحن مع الثورة وما قلته عنه من فساد ورشوة فى عهده ومعاشرة للنساء الا الن الكليات المرموقة وخريجيها يمسكون بزمام البلد ولهم اليد الطولى فى الحماية الخارجية والداخلية كانت لا تقبل الا ابناء من لهم ممتلكات حتى لا يكونوا نزهين لا يمدون يدهم الى احد ويكونون الصفوة المنتقاه من الشعب حتى ان الطالب المتقدم لمثل تلك ا لكليات ان كان قريبه مـن الدرجة الثالثة وعليه سوابق يعوقه عـن الدخول فـى تلـك الكليات وذلـك بخلاف ما نسمعه فـى ايامنا هـذه والله اعلم
    حيث ان المادة وهى السبب الوحيد والمنفذ السهل والاداه الموصلة لتلك الابواب بصرف النظر عن المعة الطيبة او الاخلاق الحميدة او طهارة اليد
    وكيف لى وانا طالب واعلم اننى قد التحق بتلك الكلية او ذاك وبهذه الصورة ولم اكن نهما فى تعويض ما قد دفعه لى والدى بل وزيادة عليه
    فالبندقيـة اذا ضربـت مـن بيـت النـار فـلا جـدوى مـن حملها شىء العصا اقوى منها
    وما بال الرشوة اذا اتت من مال غير مشروع فقد يزيد الطينة بلة
    فالخريـج يكـون منعـدم الضميـر والاخـلاق وهـذا ما ننادى به ونسعى الى تحقيقه
    والحق يقال ان فى عهد جمال عبد الناصر قائد الثورة وان كانت الوساطة موجوده الا انها كانت فى اضيق الحدود لان الناس انذاك كانت تخاف من بطشه ولان الثورة كانت فى عنفوان قوتها وجبروتها وليس ما قلته هذا مقصورا على تلك الكليات وانما سادت تلك الظاهرة فى التعييات فمن يستطيع ان يدفع وليس له واسطه يتعين فورا وتركنا الحبل على الغارب وكل مشغول بمنصبه تاركين الناس تموج فى بعضها البعض دون رابط من وازع دينى او اخلاقى
    فالنبته اذا نبتت فى الارض غير طيبة اتت اكلها بكل خبث وضار وتقشف العدوى واتت بابخث الارابيح
    فاذا ما صار بنا وتصدينا بلكل ما نسمعه شعرنا باننا نعيش داخل بستان تنبعث منه رائحة طيبة تعطى نشوة لكل افراد الشعب نشوة الحق والعدل فاذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت الرقص
    فاذا كنا نعمل نحن وغير مقتنعين بمن حولنا فلا داعى للعمل وان كان هناك عمل فلا يكون مثمرا
    فنحن نريد ان تكون هناك عصا من حديد تدق راس كل من تسول له نفسه التلاعب سواء فى الظاهر او من وراء الكواليس فدولة الظلم ساعة ودولة العدل حتى قيام الساعة
    ولما لا نقتدى بامامنا وقائدنا والتى تتكلم عنه الكتب السماوية عن اخلاقه وسلوكه ومدى عدله فى اقامة العدل واعطاء كل ذى حق حقه
    فقد وصل به العدل الى درجة انه نام تحت شجرة وحين سال عنه الاعرابى اشير اليه بانه هذا الرجل الذى ينام تحت تلك الشجرة فما كان من الاعرابى الا انه قال حكمت فعدلت فامنت فنمت ياعمر
    وهل بعد ذلك الكلام شىء اخر يوصف به عمر رضى الله عنه وارضاه وقـد لقب بالفاروق لانهيفرق بيـن الحق والباطل فنحن جميعا لا نساوى مقلمة فى احدى اظافره
    وهل هناك احد من ولاة امورنا يستطيع ان يحزو حزوه من بعد ان وصفه الشاعر حين قال :
    يوم اشتهت زوجه الحلوى
    فقال لها من اين لى بثمن الحلوى فاشريها
    ما زاد عن قوتنا فالمسلون اولى به فقومى لبيت المال رديها

    من منا فى زماننا هذا يستطيع ان يخالف امر زوجته ولم يقدم لها الحلوى فى ايامنا هذه الا من هم فى قمة الورع والاخلاص لله رب العالمين
    نحن فى عصر يقتل فيه الرجل ابنه طائعها لزوجته مادام ليس ابنها وانما ابن ضرتها او الزوجة الثانية مع ذلكفهو ابنه وضناه فكيف تسول له نفسه ويطيعها فى اقتراف اثم لا يغتفر ويقتل ابنه مرضاة لزوجته الثانية
    فالاخلاص لم يهبه الله لاحد من عباده الا لمن احبه الله وخصه بالحب والرضا عنه فيكون الاخلاص اداه له فى اعتلاء كل ما هو مشين او يرى فيه ما يعود بالضرر على الناس
    قد وصل العدل بعمر رضى الله عنه انه قال لوعثرت بغلة فى الشام يكون مسئولا عنها عمر يوم القيامه فقد يقول الله سبحانه وتعالى لعمر لم لا تمهد لها الطريق فلو كنت مهدت لها الطريق ما وقعت الدابة
    وقد يقول البعض ان عمرا رضى الله عنه رغم ورعه وتقواه قد مات مقتولا على يد لؤلؤة المجوسى عليه لعنة الله اقول ان الصلاحية لا تمنع المكتوب
    ولقد مات عمر رضى الله عنه شهيدا وهو فى قمة طاعته لربه فقد قتل وهو ساجد بين يدى الله قتلته اليد الاثمة والتى اختارت لنفسها مقعدا من النار
    ورغم كل هذا فقد قرات عن الملك السابق انه كان مستقيما وطيبا والحاشية الفاسدة التى التفت حوله كانت سببا فى انحرافه وفساده
    وحتى لا يفوتنى شىء فى هذا المقال ان ما شاهدته امامى ان بعض اناس تقضى من صالح الجمهور
    وقد قام احدهم من الصلاة اقول للاسف من الصلاة وعندما تمتد له يد بمبلغ ما ياخذه ويسه فى جيبه
    الى متى ستظل هذه الظاهرة السيئة ؟
    الم يعلم ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟
    وعن كل شىء قد يلوث جسم الانسان من اكله للسحت ؟
    فكل جسم نبت من حرام فالنار اولى به
    وكيف يقوم من صلاته ويمد يده لاخذ الرشوة او يمكن يسميها اكرامية حتى يحلل الحرام ؟
    وكيف لا يستحى وهو قائم من الصلاة ويمد يده الاثمة ؟
    فهل من الان فصاعدا يستطيعون المسئولين على منعها وعدم تكرارها ولو بقرارات حاسمة طالما الدين اصبح فى قلوب هؤلاء ضعيفا او لم يكاد يكون عندهم دين البته فتردعهم القوة ويردعهم الخوف
    فاذا ما سرنا على الطريق المستقيم ونزهنا انفسنا من التسول بطريقة اجبارية فسوف تنصب علينا لعنة الله
    وماذا لو كان الذى يسهر على راحتنا وامننا من هم فى الدرجات الادنى ويمدون ايديهم
    اهذا يعتبرونه مكسب فيتسابقون ويتنافسون على تحصيله فلقد صدق الذى قال " يحرسوا الحأة للحم "
    فنرجو ان يسن قانون من الهيئات التشريعية بان من يمد يده لا بد وان تبتر يده مهما اطلقوا عليها من تسمية سواء كانت اكرامنية او هدية
    ولقد نبه رئيس الدولة انه سيحارب الفساد بجميع صوره
    فاذا كان كذلك فنحن ندعوا الله له بالتوفيق والسداد

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 3:31 pm