روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    جوز الاثنين

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    جوز الاثنين Empty جوز الاثنين

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:52 pm

    الحياة فى ايامنا هذه اصبحت معقدة مما لها من ملابسات كثيرة يصعب على المرء حصرها بعد ان كانت شبه بدائية يغلب عليها طابع الالفة والمودة والرحمة بكل ابعادها وجوانبها وكل واحد ينظر للاخر من ابناء عمومته بنظرة مشبعة بالتاخى والتقارب فكان الزواج فى تلك الفترة من الاقارب اكثرها شيوعا فى المجتمعات القروية اكثر منها فى المجتمعات الحضارية لكان للاب حق الاختيار فهو الذى يختار لابنه البنت التى يراها من وجهة نظره انها هى الملائمة والتى تصلح لابنه زوجة حتى ولو كانت على قدر يسير من الجمال او معدومة الجمال بالمرة فهو يختار اول ما يختار لابنه درجة القرابة الاولى وذات السمعة الطيبة شانها شان اهلها الطيبين والذى يراهم عن قرب لانهم اقاربه فتكون مضمونة لديهم حيث اتربت من داخلهم وقد لا يكون قد رآها الابن وليس من حقه الاعتراض فقد فرضت عليه فرضا طالما اختارها له والده دون نقاش او تمرد 0

    فكان لرجل اربعة اولاد ذكور واراد ان يزوجهم فاختار لهم من الاقارب وكان نصيب الابن الاصغر قريبة له ليست بها ادنى درجة من الجمال وهو لم يكن رآها من قبل وفى ليلة الزفاف وبعد ان رآها اصيب بصدمة احزنته واقلقته فبات ليلته معها وبعد ان اصبح الصباح ترك الرواق والرواق هذا عبارة عن حجرة عادة تكون بالدور الثانى وشبابيكها تفتح على الشارع ونزل لوالدته فراته مهموما مخزولا فعلمت ان عروسته لم تعجبه ويبدو انها قد اعترضت فى بادىء الامر من زواج ابنه منها ولكن مع كل هذا لم تستطع ان تثنى رغبة والده فى اختيارها زوجة لابنه 0

    ولما كان الزواج يتم فى القرى مبكرا عند سن البلوغ اجلسته امه على حجرها وربتت عليه قائلة له معلش ما تزعلش ان كان لى عمر وخلتنى الكدابة وتقصد بالكدابه هنا الدنيا لانها تغدر بالانسان الذى قد يكون له امل وطموح فيها فتتعجل به ولا تبقيه يكمل مشوار حياته فقالت له لو اطال الله فى عمرى لازوجك باحسن منها وربتت على ظهره وطيبت خاطره وهدات من روعه واعطته الامل فى الزواج من غيرها مستقبلا ولكن لم يمهلها القدر فتوفت ولكنها تركته بعد ان ايقنت له انها ستزوجه من اخرى تكون اجمل منها وظل حديثها عالقا فى ذهنه الى ان سنحت له الفرصة وخطب لنفسه من بنات اخواله واخوال ابيه حيث كان اخوال ابيه من نفس عائلة اخواله هو من قرية تبتعد عن قريته بضعة اميال ولم يعلن لاحد البته انه خطب وسيتزوج الى ان جاءت ساعة الصفر فنبه على خادمه البيت ان تهيىء الرواق وذلك بعد ان الزم زوجته الاولى بان تقم بالدور الارضى قبل الشروع فى الزواج باشهر عديدة وكانه كان يترب للحدث المرتقب وقد هيات الخادمة الرواق ونظمت الفراش وهى لا تدرى بما سيحدث من جراء ذلك لانه قد سبق له وان نبهها عدة مرات بتهيئة الرواق والعمل على نظافته واتى الليل وبعد العشاء تقريبا بركت الجمال بهودجها خارج البيت واطلقت الزغاريد من اهل العروس وتبين انه سيبنى عشا جديدا لعروسته الجديدة وقد تم ما كان يتمناه ويحلم به وزف على زوجته الجديدة والزوجة الاولى لم تصدق ما حدث فلم يهنا لها بال ولم يرتاح لها حال وقلبت الجنة الى جحيم وعذاب اليم فظلت مفتوحة العينين صاغية الاذنين لاى لمسة او لمزة راصدة كل حركة صغيرة او كبيرة فى البيت كى تكون مبرر لها فى خلق الخناقات فى صخب ومهاترات وقد تجعل الجيران يقومون من نومهم فى ساعة متاخرة من الليل 0

    ولما كان من عادة الزوج على السهر احيانا يتسامر مع من هم فى مثل سنه ثم يعود الى البيت وبمجرد طرقه على الباب تستيقظ زوجته وتنزل من اعلى كى تفتح له الباب وفى نفس الوقت تستيقظ زوجته الاولى والتى تقطن حجرة بالدور الارضى فيتقابلان وتنشب المعركة بينهما وينفرج الباب عن امراتين تمسك احداها بالاخرى وكل منهما اتعود لو تثتاثر به لوحدها ويكون فى حوذتها ونحن نسمع ان زوج الاثنين اما قادر واما فاجر 0

    اما من ناحية المقدرة فهو قادر لما يمتلكه من اطيان زراعيه واموال واما من ناحية الفجر فهو لم يكن فاجر بمعنى كلمة الفجر فالفجر لا يطلق الا على المستهترين والذين يفتقدون الى القيم والاخلاق وانما هو كان من باب اولى الباس الشديد فبنظرة منه قد تخرس الكبير والصغير بالبيت ولكن كان السبب جراتها فى دب الخناقات واحداث الاضطرابات ان والد زوجها كان بمثابة خالها وقد نرى بزواج ابنه من غيرها لا يوافق على تطليقها 0

    ولما تواصلت الخناقات وطال تكرارها فكر الزوج فى حيلة قد تجنبه من ثرثرة زوجته الاولى والتى لا تهدا ولا تتوانى فى خلق الاضطرابات وكانما قد خلقت لهذا او اصبحت مدمنة خناقات فماذا ادى به تفكيره ؟

    لقد كف عن طرق الباب اذا ما رجع متاخرا بالليل واكتفى بالبحث عن حصاة او اثنين قد يلقى باحداها تلو الاخرى على شباك الرواق فتسمع زوجته الجديدة طرق الشباك نتيجة لقذفه بالحصى فتقوم فى هدوء تام وتنزل من فوق وتفتح الباب دون همس 0

    وتكررت هذه الحالة واختفى الخناق وعم الهدوء ارجاء البيت ولم تعد الجيران تسمع اى صوت ومع كل هذا لم تهدا زوجته الاولى وساورها الشك محدثة نفسها حيث قالت هل كف زوجى عن السهر كعادته ؟

    ام زوجته الجديدة تسهر الليل بانتظاره مترددة على الشباك تنظر حوله فبعد ان كانت تقوم على طرق الباب متحفزة للخناق باتت تسهر الليل هى الاخرى كى تتقصى حقيقة ما يحدث الى ان فوجؤا بشيطانة الليل تظهر لهما من جديد وتدب الخناقات من جديد فعزم الزوج على ابعادها كى تقيم بالمنزل الاخر وذلك بعد موافقة والده العجوز والتى عادت لم تسمع له كلامها وحتى تكف عن ما كانت تقوم به كل ليلة من ثرثرة وخناقات وهدات الاحوال وحلت الطمانينة بالبيت 0

    ومن الذى كان سببا فى كل ما كان يحدث ؟

    والد الزوج الرجل الكبير فهو بمثابة خالها مما طمانها على ما كانت تقوم به لانها كانت تعلم مهما عملت فلا يمكن الاستغناء عنها او تطليقها خوفا من كلام الناس وهذا عيب كبير فكيف لخال يطرد ابنة اخته من البيت ويؤثر عليها ؟

    ما هى فى الزوجة الثانية من القرابة فكانت الناس تنظر فى ذلك الوقت الى بعيد خوفا من ملامة الناس 0

    ومع هذا لا ننسى الحالات الكثيرة والتى كانت سائدة فى القرى انذاك فقد كان الرجل يتزوج بامراتين وثلاثة واربعة يعيشون تحت سقف واحد لا تستطع احداهن ان تنبث بكلمة واحدة فكل منهن تهىء الجو الصافى لزوجها وتعمل على راحته كى تحافظ على عشرتها معه وكى لا تعكر صفوه وحتى لا يهجر مضجعها وتحرم من مؤانسته لها ولكن جميعهن يتسابقن فى ارضاءه وكانهن سمن على عسل مع بعضهن البعض وكان لهذا نظاما معينا فى تناول الطعام حيث تمد الطباق والرجال ياكلون اولا ومن بعدهن النساء ويجلسن ويتناولن الطعام وهن فى الفة ومودة وعيشة راضية رغم بدايتها 0

    هكذا كان النظام المتبع فى الاسرة قديما فكان الرجل عندما يشخط الشخطة فى البيت يتسمرن النساء على الارض متحفزين جميعهن ينتظرن اشارة منه كى يستجبن الى ما يريد 0

    وقد يسال السائل لماذا كان الرجل من هؤلاء يتجوز اكثر من واحدة ؟

    اقول لان موردهم الرئيسى انذاك كانت الزراعة والزراعة فى الحقول تتطلب العزوة بكثرة الرجال الذين يقفون خلف والدهم يرهبون من تسول له نفسيه الطمع فـى السطو او النهب فيخافون بطشه وباسـه الشديد فـلا يجرؤ احـد الاقتراب او النيل منهم فضلا عـن هـذا مساعدتهم لوالدهم فـى فلاحة الارض وجمعه المحصول 0

    قـد يقـرا الجيـل الحاضـر هـذه القصـة ويـراوده الشـك هل يصدق ما جاء به ام لا ؟

    من تعدد الزوجات لعلهم ما نشر فى الصحف والمجلات من تآمر المراة على زوجها فتقتله وتمزقه اربا وتلقى به فى مصرف او ترعة اذا ما احست انه سيخونها او يتزوج عليها 0

    ومما جعل الرجل يعمل للمراة الف حساب خوفا على حياته لئلا تهدر روحه عشية او ضحاها 0

    وقد تصيب الرجل الدهشة سائلا نفسه المراة الواحدة فى ايامنا هذه تتجاسر وتعمل ما يزين لها شيطانها فى الفتك بزوجها وما بال النسوة وكيف كن يستسلمن وينصعن لاوامر ازواجهن 0

    اهذا الذى يقال كانت حقيقة واقعة ومتتبعة ام اسطورة خيالية ؟

    وهل النساء الاوائل كن ملائكة ونساء الحاضر شياطين 0

    اقول نساء الماضى كانت مغروسة فيهن القيم والاخلاق واحترام الزوجة لزوجها وكان هذا الاحترام شىء مقدس فى ضمير الزوجة فمهما حدث من تغيير وتحضر فالزوج الذى يامر ويطاع طالما الامر لا يسىء الى المراة او يهدر من كرامتها والمراة هى المراة تطيع زوجها فى كل شىء الا ما حرمه الله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الله فالمراة هى منذ الاذل فراش زوجها وملاذه حين تضاق به السبل فلا معين له فى اجتياز المصاعب الا هى فقد تخفف عنه ما قد يعترضه من بؤس وشقاء لتاخذ بيده وتخطو به الى بر الامان والحمد لله انه لا زال والى الان زوجات صالحات كثيرات تكن المراة فهن لزوجها كل حب وتقدير تشاركه السراء والضراء فى حياته والتى اوصى بهن الرسول حين قال لا ينال المرء بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة اذا امرها اطاعته واذا نظر اليها اسرته واذا غاب عنها حفظته فى ماله وعرضه وقال ايضا : اوصيكم بالنساء خيرا فهن رياحين البيوت ولا تعلموهن بذلك وقال لو كانت المراة تسجد لغير الله لسجدت لزوجها لعظم حقه عليها فلا تزال الدنيا بخير رغم كل ما حدث وسيحدث طالما لا تخلو من الصالحين والصالحا
    ت

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:40 pm