قيل ان سبعة يظلهم الله يوم القيامة لاظل الا ظله ضمن هؤلاء السبعة رجلان تحابا فى الله اجتمعا على محبته وتفرقا على محبته وقد قيل ايضا عن الصداقة رب اخ لك لم تلده امك فالصداقة احيانا قد تتوطد الى اخوة صادقة يتالم فيها الصديق لالم صديقه ويفرح لفرحه وان يجده وقت الشدة يقف بجواره ويشد من اذره ويعينه على تخطى المصاعب هذه هى الصداقة الوفية والحقيقية التى لا غبار عليها وقد يصادق الانسان انسان طمعا فى شىء ما يود ان يحصل عليه منه فقد يكون احدهما مخلص فى صداقته ولا لا خر غير مخلص بل قد يكون لئيم وخبيث فالثقة مضمحلة فىاحدهما ومتوطده وقد يكونا الصديقان لئيمان وخبيثان كل منهما ينوى رغم قرارة نفسه ان يستفيد من الاخر دون ان يعلم اصحابها بما يضره له الاخر فلا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى فقد اتخذه رجل له صديق من جيرانه وقد تعودوا ان يجتمعا بعضهما وتعود على شرب الشاى والقهوة وكان الذى يراهما يثق بصداقتهما الوطيده النقية الطاهرة حتى ان صداقتهما ادت بدورها الى صداقة زوجاتها فالرجلان يجلسان سويا وزوجاتهما يجلسان سويا وعلى مقربة منهما وحيث ان احدهما يضمر الخبث لصديقه وانه قد صادفه على هدف يريد ان يناله ويصر على تحقيقه قال لزوجته اذبحى جوز حمام ونظفيه ولا تطيبيه فذبحت جوز الحمام ونظفته ووضعته جانبا وانتظرت ان يامرها بطهيه ظنا منها انه ينوى اطعام صديقه وزوجته انه قد يعزمها على وليمة ثمينة فوليمة الحمام هى الوليمة المفضلة عند اغلبية الناس وقد جاء صديقة زوجته كعادتها كل ليلة فما من الصديق الخبيث الخائن الا واحضر الحمام ملفوف فى ورقة وغمر به زوجة صديقه كى تاخذه دون ان يعلم صديقه بذلك فقد اعطاها فى غفلة من زوجها فما ان اخذته وفتحت الورقة لترى ما بها فرات زوج الحمام فزاد غضبها وتميز غيظا من فعلته الدنيئة لانه يريد بذلك ان يجرها الى ممارسة الفاحشة معها فانفلت عيارها وانفلتت اعصابها فشتمته وعلا صوتها ورفعت يدها وصفعته على وجهه فالتفت زوجها اليه فسبه ووبخه على خيانته والتفت الى زوجته وشكرها على تهزيئها له وعلى عفتها وطهارتها واخلاصها له وقد صفعه الاخر على وجهه وامسك بيد زوجته وعاد بها الى منزله اما زوجته صديقة الخائن فقد ثارت وانهالت عليه بالسب والشتائم على لؤمه وخبثه وخيانته وقد تطورت المشاجرات بينهما الى ان طلقت منه ومكث فى بيته بمفرده وحبس نفسه فى بيته مغلقا عليه باب داره فلا يخرج منها ابدا الا اذا اضطرته الظروف القهرية للخروج فيكون الخروج بالنيبة له من اقصى ما يمكن فقد يخرج مطاطىء الراس سابلا عينيه لا يقوى على ان ينظر الى احد ويسير ملتصقا بحوائط الشارع فى الذهاب والاياب لانه يشعر بان الناس يتهامزون ويتلامزون عليه بالسخط فضلا على ان الاطفال تعودوا عند رؤيته ان يصفقوا خلفه ويصيحون قائلين الخبيث اهه وذلك فى الذهاب والاياب وياليت هذا يقف عند هذا الحد بل ويسمع وهو خلف جالس خلف باب داره النساء من النوافذ تحدث الواحدة منهن الاخرى قائلة الراجل اللى جرى له حتى يعمل عملته السوده فترد الاخرى قائلة مراته ياختى مش عايزة جميلة وحلوة وترد ثالثة وتقول رجاله عينها فارغة وظل على هذا الاستخفاف الى انفاض به وزاد عن طاقته فباع بيته وغادر الحى الذى كان يعيش فيه وخسر زوجته التى كانت تحبه ويحبها وعادت عليه هذه الفعلة بالخراب والدمار فقد تحطمت حياته بطلاق زوجته واشمئزاز الناس منه وبعدهم عنه فلا صديق له ولا انيس حتى اصبح لا يجرؤ ان يدخل بيت احد يسمح له بدخوله بيته حتى وان كان ضيفا لا تستغرق ضيافته بضع ساعات لان الناس نفرت منه وقد امتلا كآبة وبؤس وهذا جزاء الخبيث الخائن فى كل زمان ومكان فشرف الانسان فى سلوكه وسمعته الطيبة واخلاصه وثقة الناس به .
الصديق الخائن والزوجة الوفية
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1