الدنيا من الناس الطيبين والذين لا يعرفون المكر والخديعة اناس شاء الله لهم ان يكونوا على نياتهم وكانهم لم يكونوا فى الدنيا وان كان لهم اهداف فقد يعملوا على الوصول اليها دون تنافس فلا يكون الهدف هو الشغل الشاغل لديهم قلوبهم بيضاء ولا تشوبها شائبة الدنيا عندهم لا تساوى شىء فهم لا يفرحون بما اتاهم ولا يحزنون على مافاتهم ولا يضمون لاحد سوء ممن اساءوا اليهم هؤلاء اخصهم الله بالميزة النقية فقد يحكى ان احد الطيبين ضاعت حماره منه فسال احد الاشخاص عنها فدله شخص خبيث يعرفه وقال له استخفافا به اذهب الى الطبيب ليدلك عن حمارك الذى ضاع فذهب الشخص الطيب بحسن نية للطبيب ليدله على حماره المفقود كما قيل له وبعد ان دفع الكشف قال له الطبيب مما تشكوا فرد عليه وقال ضاع حمارى واريدك ان تدلنى عليه اندهش الطبيب من قوله وقال هل انا منجم او عرافا ليسالنى عن ضياع حماره ام هو يسخر منى ويستهزء بى ولكن عندما راى الطيبة والسماحة فى وجهه قال له سادلك على حمارك ولكن بعد اخذ جرعة من شربه الملح هذه وستجد حمارك الضائع بمشية الله فانصاع الرجل للطبيب وشرب شربة الملح واثناء خروجه من العياده ونزوله السلم شعر ببطنه تموج محدثتا صوت كركبه من اثر الشربة فاحتاس الرجل باحثا عن مكان يقضى فيه حاجته من شدة الاسهال التى كادت ان تنفلت منه فتلوث ملابسه واثناء بحثه عن مكان يقضى فيه حاجته وجد خرابه امامه وهى عبارة عن زريبة حالية من وجود اناس فيها فاندفع اليها لقضاء حاجته وبعدها فوجىء بوجود حماره الضائع ففرح به فرحا شديدا ووقر فى قلبه ان الطبيب شاطر وهو الذى دله على حماره من اول جلسة - قد تكون هذه قصة تتحاكى بها الناس على مر الايام وقد تسىء اليه والى اسرته فبعثوره على الحمار دل على سلامة نيته وطيبة قلبه مما جعله ينصاع وراء ما سمعه من ذلك الذى سخر منه وكلما راه وتذكروا ما قيل له ونفذه بحسن نية – قد بشر النبى صلى الله عليه وسلم هؤلاء الطيبين وهو جالس بالمسجد قائلا لاصحابه سيدخل علينا الان رجل من اهل الجنة فعزم احد الجالسين ان يقتدى بمن بشره النبى صلى الله عليه وسلم فحل ضيفا عليه ثلاثة ايام وكان هذا هو المعتاد عند العرب وبعد انقضاء ضيافته سال الضيف عن حاجته فرد عليه لقد جئت اليك دون حاجة غير اننى علمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم انك من اهل الجنة فحللت عليك ضيفا كى اقوم بما تقوم به من عبادات فوجدتك لا تفعل اكثر مما تفعله الناس من عبادات فما الذى جعلك تحظى بمرضاة الله حتى يبشرك النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة فرد عليه قائلا لقد رايت ما رايت بى الا اننى ابات ليلى صافى القلب لا اكن ضرا لاحد اقابل السيئة بالحسنة وابيت ليلى خالى البال طاهر القلب ومن سماتى العفو والتسامح فلا حقد ولا ضغينة فى قلبى لاحد وقد خصنى الله بسريرة نقية - فذهب الضيف من حيث التى وسلك مسلك الرجل المبشر بالجنة حتى يحظى مثله بالجنه - فالنية السليمة والقلب الطيب نبراسا لصاحبه يهديه الى سواء السبيل وفى الاخرة لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
سلامة النية ونقاء القلب
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1