تمرد شاب فى حق واله فعزم على ان يترك البيت هاربا من قسوة والده وضنكه عليه وحرمانه من المصروف لبخله وهذا كان الدافع الوحيد لعزم الشاب على الهروب فضنك على ابناءه خطا كبير وكذلك التفريط فى المصروف ايضا فيجب على العقل ان يحكم عقله ويتبع لوسطية فى حياته ولقد قال الله سبحانه وتعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " صدق الله العظيم " فالمصروف اذا كان كبيرا يفسد الولد لذا نرى ان يكون المصروف لا هو بكبير فنتائجه تكون عكسية يتعود عليها الابن فينجرف عن مساره الصحيح وكذلك المصروف الذى يكاد ان يكون منعدما يجعل الابن ينحرف ويمد يده لشعوره بالحرمان فيستولى على حاجة الغير فخير الامور الوسط فى كل شىء ونظرا لان الاب كان فى اعتقاده هرب ابنه من البيت اغلق عليه الباب ظنا منه انه لا يستطيع فتحة وخروجه منظر الابن من داخل شيش النافذة فراى فلاكا وطاووسا متمثلا فى صورة امراة ذات جمال وبهاء تستولى على قلوب الرجال بعيناها البراقتان اللذان يشعان سحرا واذا ما اسبلت عيناها يتيه الانسان فى دلالها وانوثتها ووجه ابيض مشرب بحجره ووجنتين عليها ووردتين حمراوتين وبرقبتها عقد من اللولى الابيض الجذاب من فرع واحد وليس بطويل وانما عل مقاس العنق او يزيد قليلا فهذا كله جعلها كالمصيدة اذا ما رآها رجل دخل فى مصيدتها ولم يخرج منها ابدا حتى اذا فكر احد ان يطرده ابى الخروج تحت اى ظرف من الظروف لانجذابه فى سحر جمالها الاخاذ نظر الولد من شيش النافذة ويهرب بها وظن انها هى التى ستمسك به ولن تفلته ابدا وحدث ماكان متوقعا من الابن فعند خروجه وهى سارحة فى ملكوتها تثبت على حين غفلة بخروجه فامسكت به فهم الولد للتخلص منها خوفا من بطش والده فتشبثت به فما كان من الولد الا ان حاول جاهدا للافلات منها فانقطع عقدها وتناثر جزء منه على الارض وانقطع جزء صغير من الفستان ثم قالت للولد كيف او اتجه والدك واخبره بانك استطعت الافلات منى فقال لها ها الذى حدث من قطع العقد والفستان يوحى بمقاومتى الشديدة مما جعلنى افلت منك وجرى مسرعا كى يجد وسيلة من وسائل المواصلات للالتحاق بها والهروب عن طريقها لان شبح والده يتتبعه وذهب الولد وخسر الرجل ابنه نتيجة لبخله وجبروته تجاة ابنه وقد تضيع ثروته التى عمل جاهدا على يد ابنه والذى كان والده سببا فى تشرده وانحرافه ولعدم تربيته الحسنة على القناعة لا على البخل والشح فتمرد الابن كان سببه الاب فلا تغتر بمالك على اولادك حتى لا ينظرون الى حاجة الغير فيسلكون مسلك الطمع والجشع والكذب والنفاق لانهم محرومين مما فى يد الناس وليس فى ايديهم فلم لا يكونوا مثل هؤلاء فحدث البخيل ورث البخل عن والده انه تزوج وانجب اولاد جعلهم فى حرمان شديد وقد سلك مسلك ابيه فى البخل من شابه اباه فما ظلم فبدلا من ان يطعمهم كل اسبوع لحمه كان يطعمهم بيض بدلا من اللحمة فيخصص له بيضه ولزوجته بيضه وبيضة لكل طفلين من اولاده اذا كان فقيرا كان يعذر على ذلك ولكنه يعمل باحدى الشركات العملاقة التى تمتاز بمرتبات وحوافز مجزية للغاية وبهذا لن تستمر العشرة بينه وبين زوجته وقد عزمت الزوجه على تركه لحرمانها هى واولادها من متع الدنيا وهى لم تطلب الكثير ولكن للقضية ظروف الحياة فنفدت بجلدها تاركه له اولادها الصغار الاطفل صغير جدا فقد توليه بعد ان تكبر ويستطيع المشى وقد مات والد ذلك الزوج محروما بعد ان حرم من متع الحياة من مأكل وملبس وخلافه تاركا وراءه ثروة هائلة ولمن ترك الثروة ؟ لبخلاء مثله فهذه الاموال مرصودة الى ان ياتى جيل يتمتع بها بعد ان حرمت اصحابها وكنوزها ظنا منهم انهم مخلدون على الارض فقد قيل على سبيل التهكم والسخرية على البلهاء ان بخيلا كان يركب طائرة ووقع منه قرش صاغ واحد على الارض فالقى بنفسه عليه فمن بخل واستغنى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هى الماوى - اثر الحياة الدنيا الا فضلها على غيرها فلم تكن الجنيه الا همه وشغله الشاغل فالانسان منا لا يعيش فى هذه الدنيا الا مرة واحدة فكيف يحرم نفسه وزوجته واولاده من نعيمها التى انعم الله بها عليه ويترك ما كنز لغيره يتمتع به فهناك الكثير من العيون التى تبصر والقلوب مطموسة وهؤلاء الذين يكنزون اموالهم ويحرمون انفسهم فستعود عليهم بعواقب وخيمة يوم القيامة وقد قال الله فيهم فى سورة التوبة " بسم الله الرحمن الرحيم " يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " صدق الله العظيم " وقد قيل عن البخيل ايضا انه كان يوجد فأرين احدهما يسكن فى منزل رجل كريم والاخر يسكن فى منزل رجل بخيل فالبخيل كلما تقع منه لقمة يتناولها وياكلا والفأر لم يجد شيئا ياكله فضمر ونحل جسمه والثانى الذى يسكن عند الكريم فكان الكريم ياكل ويترك الفضلات فى ناحية فياكلها الفأر الى ان سمن وكر وعزم على زيارة زميله فوجده مريض ونحيل وبعد ان تحاورا فيما هما فيه وسبب رعرعة الفار السمين وصحته الجيدة وسبب هزال الفار النحيف ومرضه فانتاب الفار السمين الحمية وحمل الفار المريض على ظهره كى يعيش معه وينعم بالطعام وعندما رآهما البخيل قال : انا لاول مرة ارى فار كبير وسمين يحمل فار نحيف وهزيل فقال الفار النحيل كل ما لحق بى من ضعف وهزال من بخلك لانى لم اجد شيئا فى بيتك اقتات من ه حتى الثريد الذى يقع من فمك تتناوله وتاكله وانا اتضور جوعا الى ان خارت قواى وضعفت عيناى فت اموت فى مانى .
البخـــلاء
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1