لقد لجات الدولة الى خصخصة الشركات التى كانت خاضعة للدولة تحت اسم القطاع العام وظل القطاع العام هو المسيطر والمهيمن على اقتصاد البلد ظنا من الدولة ان القطاع العام الخاضع للحكومة لا تهمه الخسارة ولا يهمه المكسب طالما مرتبات العاملين تصرف تلقائيا فى نهاية كل شهر فمن هذا المنطلق لجات الدولة الى بيع الشركات وخصخصتها من منطلق ان اصحاب الشركات هم الذين يهتمون بها طالما تدر عليهم مكاسب كثيرة باسلوبهم او باسلوب العاملين بها والذى يجذب الزبائن والمترددين على تلك الشركات اما فى نظام القطاع العام فلا يهمه ذلك لان مرتبات الذين يعملون فيه لا تخضع لمكسب او خسارة هذا وقد يكون صحيحا ومعقولا ولكن على الحكومة الا تترك اصحاب الشركات والقائمين على نظام القطاع الخاص يتحكمون فى الاسعار فيرفعون السعر كما يشاءون باتفاق فيما بينهم كما لن يسمح لهم التوظيف كما يحلو لهم وانما يكون للتوظيف شروط وقوانين تنظيم ذلك كى ياخذ كل ذى حق حقه طالما نعد انفسنا من الدولة الديمقراطية المراعية للعدل فميزة القطاع الخاص قد يكون التنافس على الجودة والسعر فيقول المثل بيع كتير واكسب قليل تجد نفسك فى النهاية انك كسبت الكثير والكثير وكما ان لشركات القطاع الخاص يبحث عن الجودة كى تروج تجارته كذلك الحال فى خصخصة قصور الثقافة فالمهيمنين عليها قد تجاهلوا على المدى البعيد والذى يتمثل فى الاعوام الكثيرة الماضية من هم كانوا يقرضون الشعر ويقولون لادوار الدالة على المباراة بين المتنافسين من فنانى ذلك العصر فكان يقول الفنان دور من الادوار فيرد عليه الفنان الاخر فى الحال هكذا كانت فراستهم وبداهة ردهم وهذا اللون من الشعر لم يستطيع احد ممن درسوا وتعمقوا فى هذا المجال ان يقول شىء عما يقال فى عصر هؤلاء الذين ذهبوا عنا واندثروا واندثر فنهم معهم وكان هذا الفن الذى اندثر مع اصحابه يطلق عليه الكف وكان هذا يتمثل فى صفين من الرجال متوازين وفى مواجهة بعضهم البعض اى ان كل صنف يواجه الصنف الذى يقابله ويصدر من الصفين نظام معين من التصفيق المصاحب لرقصة معينة وهم فى مكانهم وبداخل الصفين وهم على هذا الحال توجد فتاة تلبس ازهى الثياب تنبعث منها رقصة وهى تمسك بيدها عصا ذهابا وايابا بين الصفين من اولهما الى اخرهما وبالعكس وفى كلا الصفين فنان يلقى بالدور الذى قد ينفذ فيه الفنان المقابل له او يطرح قضية تمسى المجتمع فيرد الاخر بدور يغطى على الدور الذى صدر عن ما يقابله فى الصنف الاخر والموازى للصف الذى يقف فيه وغالبا ما يكونا متقابلين وتلك الادوار تشد من انتباه المستحقين فيحكمون على مدى مقدرة الواحد منهما فى استحسانهم للقول وفيما يدل عليه القول من دلالات توحى بمدى خبرة القائل وثقافته فى الحياة فثقافة المجالس التى كانت تجمعهم غالبا كل مساء وليست الثقافة التى نعنيها الان من دراسة للكتب وكان ذلك يقام فى الافراح والليالى الملاح فكان يقام بين حين واخر بالليل لاسعاد الناس ومدى تشوقهم الى سماع ما يقال فى مباراة الكف ونظرا لخضوع قصور الثقافة لسيطرة الحكومة فيما يشبه القطاع العام قد اهملوا المهيمنين والقائمين عليها هذا الذى سردناه فماتوا هؤلاء الناس ومات من هم معهم ولم تقصر الافراح فى ذلك الوقت على الكف وانما كانت هناك شعراء بمعنى الكلمة وان جعلوا العروض والقافية فكانوا يقولون ما يثير اعجاب الناس مع الضرب على الدفوف فكانت الناس تهيم لمجرد سماعهم لهؤلاء المغنين فكانوا يقومون ويعقدون من فرط اعجابهم لما يسمعونه فمن علمنا ان القطاع الخاص فى هذا المجال ينتقى الاحسن ويعرضه كى يدر عليه اموالا طائلة فياليت تتنبه الحكومة او ينتبهوا المسئولين لتلك الدعامة القوية الشامخة اذا خصصت شانها شان ما اقبلت الحكومة على خصخصته من مدارس وجامعات حتى يرتدعوا المعوقين لتلك الثروة الثقافية محاولة من الحكومة ان تحصل تلك الدور الثقافية على ما تبقى من ثقافة قديمة اندثر معظمها على ايدى من لا دين ولا ضمير لهم فقد علمت ان احد قصور الثقافة فى الصعيد كانوا يتحدثون عن النسوة اللاتى كن يقلن ما كان يثير اهل المتوفى فيزيد بكاءهم ويشتد نحيبهم ونحن نعلم ان هذا حرام كنا نود الا نندثر هذا الفن ليكون تراثا للاجيال المقامة حتى تعلموا ان ما كان يقال لم يكن يقال مجازفة وانما كان يقال من نسوة اجادوا فن الغناء القديم وتاليف الكلام المناسب الذى كان سائدا فى ذلك العصر وهن انفسهن كن يجدن فيه الكلام الذى كان يقال فى المآتم فهؤلاء لناس المهنيين والمسيطرين على ذلك لقطاع الثقافى يهمهم فى المقام الاول الجاه والسلطان والهيمنة والتظاهر والتعالى على من هم دونهم ولكن فى الحقيقة فهم نوابغ عنهم واتضح من ذلك اننا الان نتباكى على ما اندثر من ثقافات وكنا السبب فى ضياعها واندثارها فيهم هؤلاء الناس الكسب المادى حتى لا يزاحمهم فيه احد ولا يهمهم اندثار ما قد اندثر وما قد يندثر كما ان دور النسر جميعها مقصورة على وجودها فى العاصمة فقط وليس هناك دوور نشر فى المحافظات وهذا كان ايضا سببا فى اندثار الثقافة وهذه هى تلك العوائق التى تعوق من تتوفر فيهم كثير من المواهب فكل من له موهبه فى المحافظات لم يجد دور نشر يبرز فيها مواهبه فينظر الى عدم تنمية مواهبه وليس هناك من مشجع فيستسلم الى الخمول فيقتلعها من ذهنه طالما لم يكن هناك تشجيع يحفز صاحب الموهبة الى تنمية موهبته من هنا شلت حركة تنمية المواهب فالى متى نظل فيما نحن فيه فلا دور نشر فى المحافظات ولا تشجيع للمواهب علما بان الدول التى تعمل على تنمية مواهب ابناءها من المفكرين والادباء هؤلاء على يقين من حرص المسئولين على العناية بهؤلاء والعمل على انتزاع كل ما يجول بخاطرهم دون الانصراف بفكرهم الذى قد يذهب فى زحمته ما تموج فيه الناس من لفظ وصخب فقد خصصت لتلك الدول لمفكريها قطار خاص لا يمتطيه الا المفكرين وقد يخطر ببالهم ما يفيد مجتمعهم من فكر وادب وثقافة من هنا يعملون على تهيئة الراحة لهم فقد ياتوا بجديد فياليتنا نقتدى بهم ونسير على نهجهم هدانا الله الى سبل الرشاد .
الخصخصة والثقافة
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1