روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    من زرع شيئا حصده

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 35
    الموقع : اسيوط

    من زرع شيئا حصده Empty من زرع شيئا حصده

    مُساهمة من طرف Admin الخميس مارس 15, 2012 8:43 pm

    تعود احد الضباط العاملين بأحد الشجون الوقوف على شط الإبراهيمية متأملا ملاطمة الموج والصيادين وهم يصيدون السمك حيث يقع مبنى السجن على الطريق الذى يحف بالشاطىء الايمن للترعة الابراهيمية والذى تغطيه ظلال الاشجار الوارفة وبينهما هو فى تاملاته راى احد الصيادين وقد امتلا شباكه بالاسماك الحية التى يتلوى جاهدة فى الهروب من الشباك وبينما هو ماخوذ بها ومبهور بحركاتها واختلاف انواعها راى ثلاثة سمكات كبار فعزم عرى شرائهم من الصياد فتقدم الى الصياد طالبنا شرائهم فلبى الصياد طلبه واعطاه السمكات الثلاثة رافضا تقاضى ثمن السمك من ذلك الضباط وليس هذا خوفا منه حيث ان الضابط حينئذ كان يلبس ملابس مدنية وليس ملابس عسكرية يبدوا ان الضابط كان فى وقت راحته ولم يسبق للصياد ان راى الضابط ها من قبل حتى يقدم له السمك دون ثمن تقديرا له وقد حاول الضابط جاهدا ان يعطيه ثمن السمك ولكن الصياد اصر على اعطائه السمك دون مقابل كانه قد تفاءل به واستحوذ على كميات كبيرة من الاسماك فى هذا اليوم فتعجب الضابط لطيبة هذا الصياد وسخائه وتبرعن بكمية كبيرة من اسماكه التى رزقه الله بها للطالبين والسائلين وذلك مرضاة الله الذى جاد عليه ورزقه من حيث لا يحتسب فالضابط المتنكر لملابسه المدنية ينظر بعينه الثاقبة وجه الصياد الطيب والضياء يتامل وجه الضابط وهو لا يعرفه وكانه يخلق حبا وودا بينه وبين الناس وقد راى الصياد ذات يوم احد بعض اصدقاءه الذين ينحرفوا عن الطريق المستقيم ولجأوا الى المتاجرة فى جلب المخدرات من غزة والعريش وانهم اعتنوا فجاة وصارت زوجاتهم تلبس الملابس الفاخرة واولادهم كذلك يلعبون بالفلوس لعب كما يقال عن الناس الاثرياء حين يطرا عليهم الثراء المفاجىء وتغير حالهم من حال الطبقة المتوسطة الى حال الطبقات الغنية والثرية التى بلغ ثراؤها الى حد الرزق من غير حساب زوجة الصياد الطيب هذا قد لاحظت ذلك التغيير السريع لاصدقاء زوجها وزملائه فى العمل الغير محسوب حيث ان الصياد رزقه يختلف من يوم الى يوم بل من ساعة الى ساعة والذى يقال عنه الرزق المقسوم ذات يوم استدرجت زوجته الصياد الطيب زوجها مستفسره عن سبب ثراء هؤلاء الذين لا يختلفون عن زوجها فى المهمة حتى قالت له ذات يوم لماذا لا تغير مهنتك كهؤلاء لتكون مثلهم هل هم احسن منك وهم لا يتعبون ولا يبذلون جهدا كما تبذل انت بل يسافرون ويعيبون يومين او ثلاثة وياتون محملين بالخيرات والنقود التى لا تعد ولا تحصى وقد قدم الصياد الطيب نفسه الى زملائه كى يشركوه معهم فى اعمالهم حتى يغتنى مثلهم وذهب بحسن نية معهم ولكن رجع بخفى حنين وركب القطار راجعا الى بيته وارته وبجانبه امراة تحمل معها مقاطف مملوئة بالبرتقال وهو لا يدرى ما المراة وما البرتقال وفى هذه الاثناء مر بها مباحث تفتيش من المخدرات حيث وصلت اليهم اشارة تفيد بوجود مخدرات بالقطار محشوة داخل برتقال محشو بالمخدرات والتى كانت وراء ذلك المراة التى تركب بجوار ذلك الصياد الطيب بسؤال المراة عن صاحب مقاطف البرتقال هذه ردت المراة قائلة انا لن اعرف شيئا عن هذه المقاطف ملك لهذا الرجل اشارت عليه فرد الرجل الطيب هذا بالنفى وانه لا يعرف عنها شيئا وقف القطار باحدى محطات الصعيد وحمل المباحث مقاطف البرتقال المحشوه بالمخدرات وقادوا الرجل والمراة اللذان كانا يركبان بجوار المقاطف هذه وزج بالمتهمين متلبسين بتهمة المتاجرة بالمخدرات فى احد مراكز الشركة وكان من حظ هذا الصياد الطيب الذى غرر به ان يسلك مسلك الاخرين ان الضابط الذى اعطاه الثلاثة سمكات قد رقى ضابط مباحث بهذا المركز فلما راى الضابط الصياد تذكر ملامحه وطيبته وتوكله وفعل الخير وقد استغرب الضابط وتعجب واستبعد ما نسب للصياد من تهمه قد تطيح به فى اعماق السجون ذلك الرجل الذى تعودت ان اراه يصلى ويبتهل ويدعو ربه حتى وهو فى اثناء صيده على الشاطىء او بالقارب وسال الضابط الرجل الطيب قائلا له هل ما ضبط هذا انت شريك فيه ؟ فاجاب الرجل بالنفى القاطع الذى يبعد عنه الشبهه ولمس الضابط طيبته وان خام بطبيعته وان طبيعته لم تتغير منذ ان رآه واشترى منه السمك وقد تركه جانبا وطلب المراة وسالها بعد تهديدها فردت بالايجاب واخلى سبيل الرجل بعد ان ذكره بما دار بينهما من حديث حين اشترى منه السمك فاستغرب الصياد من ابتاعه السمكات يتغير بقدرته قادر الى ضابط يحس براءته وحسن نيته وطيبته والتوكل فحمد الله على ما قدمه من خير ووجده امامه ذات يوم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 8:18 am