الغيرة والطمع والحقد والجشع نسب هذا كله للانسان لانه اهل لجميع الشهوات شهوة الجنس والطعام والمال والاولاد وهذا نذكره دائما بين انفسنا وقد حثنا ديننا الحنيف على البعد عن كل هذا الا ما احله الله لنا ولم يدور بخلدنا ان ما حاق بالانسان من كل ما ذكرناه انه حاق ايضا بالحيوانات والطيور والحشرات فالحيوانات تتقاتل على الفريسة كل منهم يود لو يحوز لها لنفسه كذلك الطيور تنقر بعضها لتثتأثر لنفسها بكل ما فى الارض دونا عن غيرها وكذلك الحشرات فالكل فى تطاحن وسباق بالنسبة للحيوانات والطيور والحشرات لا نلومها على ذلك لان مستواها العقلى لا يرتفع بمستوى عقل الانسان الذى اخصه الله بالعقل دونا عن غيره من المخلوقات فقد نسمع حكايات وقصص كثيرة عن الحيوانات والطيور فى طمعها وحبها للنفس مقلها مثل الانسان فالحيوانات والطيور والحشرات لكل منهم لغة يتفاهمون بها فيما بينهم ولكن اود ان اسال سؤال يحيرنى كثيرا هل ما للانسان او الجنس البشرى من لغات مختلفة يتفاهمون فيما بينهم بالترجمة او الاشارة فهناك دول تتكلم بالانجليزية وغيرها بالفرنسية والاسبانية والالمانية والصينية والهندية وغيرها من اللغات المختلفة فيما بينهم بسهولة ويسر وقد قيل ان الطيور على اشكالها تقع وهذا صحيح فنحن نرى فى الحقول ان كل صنف من الطيور يكون فى مجتمعات مع بعضهم البعض وان تقاربت المسافات بين كل نوع ونوع فنجد الغربان فى مجموعة واحدة مستقلة عن مجموعة ابو قردان وابو الفصاد والهدهد وغيرهما من الطيور الاكله للديدان فبالرغم من ان طعامهم واحد وهو الديدان والحشرات الا ان كل مجموعة مستقلة بنفسها فهل فى وجود هذه الاختلاف فى النوع تختلف فيما بينهم اللغات فبالطبع قد تكون لغة ابو قردان تختلف عن لغة الغربان وابو الفصاد والهدهد وغيرهما من الطيور حتى ان كل مجموعة او صنف يوجد فى مجموعات مستقلة عن بعضها البعض وان لكل نوع لغة خاصة به كمثلها مثل الامم والشعوب واذا اختلفت لغة الطيور كل حسب نوعه فمن الطبيعى تختلف لغة الحيوانات كل حسب نوعه فلغة الجاموس غير لغة الابقار وكذلك الغنم والماعز والخيل وغيرها من الحيوانات وما يسير على الطيور والحيوانات يسير على الحشرات باختلاف انواعها حتى اننا نرى كل نوع مستقل بنفسه لفهمهم لغة بعضهم هذا ما نجمته ولكم نتصل اليه حتى الان ولكن هذه القصة التى سردت من الخيال تختلف تماما عما قلته لان احداثها كانت تدور بين الحمار والثور والثعلب وهؤلاء مختلفين تماما فى الخلقة وفى النوع ومن المؤكد فى اللغة ايضا فمن الممكن تكون لغة كل نوع من هؤلاء يختلف عن النوع الاخر فقيل ان الحمار والثور كانا يعيشان فى جزيرة وارفة الاشجار غنية بالاعشاب الخضراء ياكلان ويشبعان ويمرحان دون خوف من منازع او فاتك قد يفتك بهما من الحيوانات المفترسة الفتاكة وكان على مقربة منهما ثعلب وكانوا الثلاثة اصدقاء ونحن نعلم ان الثعلب داهية فى المكر وزرع المكايد بذكاء خارق ففكر مليا فى حياة هذان الحيوانان الحمار والثور واللذان يتمتعان بصحة جيدة من تناولهما للعشب الاخضر من هنا تحركت الغيرة فى قلب الثعلب وامتلأ بالحقد لهما فبيت النية على التخلص منهما فذهب كل منهما على حد ى وقال للحمار فى عدم وجود الثور لا تنام الليلة فالثور يريد ان ينقض عليك ويفتح بطنك لاحدى قرنيه للتخلص منك بعدها ذهب للثور فى عدم وجود الحمار وقال له لا تنام الليلة فالحمار يريد ان يصوب لك عدة ركلات برجليه حتى تفارق الحياة وملأ قلب كل منهما بالخوف من الاخر وجاء الليل ولم يناما على مقربة من بعضهما كالعادة وكل منهما فاتح عيناه خشية من بطش الاخر له وبينهما هما فى حذر وترقب شديدين اتت للحمار سنة من النوم تمرع على اثرها ناسيا ما به من خوف وترقب وفى اثناء مرمغته فى التراب لمست احدى رجليه بطن الثور فقام الثور مفزوعا وانقض على الحمار وفتح بطنه باحدى قرنيه واخذ الحمار يركل برجليه ودارت بينهما معركة حامية انتهت بموت الاثنين الحمار والثور وبعد ان همدت جثتهما فرح الثعلب لنجاح مكيدته لهما ووقف ينظر الى جثتهما يهز ذيله مغتبطا وهو يقول ما تقاتلتكما ولا انتهى تقاتلكما بالموت فخوف كل منهما الاخر ادى بهما الى الاقتتال حتى الموت من هنا نعلم ان الخوف ملموس فى الحيوانات والطيور والحشرات فاذا كان عندك قطة وقدمت لها الطعام فانها تتناوله باطمئنان دون خوف اما اذا لم تقدمه لها فقد تشم رائحته وتدخل خلسة تتلصص وعندما تخطفه تجرى مسرعه وهذا ينم عن الخوف لانها تعلم انها خطفت عنوة وبغير رشا صاحبه وكذلك الطيور اذا ما حطت على كومة من اكوام الغلال فانها تطير عندما تلمح احد يقترب منها فهى بالمقاومة مـن بنـى الانسان لها لانها تعتدى بـل وتلتهم ما يملكه مـن غلال وكما جعل الله الاطمئنان فـى القلوب جعل ايضا الخوف فالامان يولد الحب امـا الخوف فيولد الكراهية والانتقام 0
الغيرة والحقد
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1