اعتادت الناس فى الزمن الماضى على احترام بعضهم البعض والاخلاق والقيم كانت سائده انذاك الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير والذى يتعثر فى شىء تمتد له يد المساعدة كى يجتاز محنته دون تعب وشقاء الى حد انه اذا حل باحدهم ضيف وكان صاحب البيت لا يمتلك شيئا كان كل ما يحتاجه الضيف يقدم له من فوق الحيطان اى الحوائط او من على الاسطح فى سرية تامة لا يعلمها احد الا الله فكان الانسان وان لم يعلم شيئا الا انه كان يرحب بالضيف لانه يعلم ان جيرانه ستساعده وسيقدم له كل ما يحتاجه فى سرية تامة كما ذكرنا حتى انهم يحزنون لحزن احدهم فاذا ما حدث لاحد منهم كارثة او حالة وفاة كانوا يحزنون لحزنه بل ويشاركونه ذلك الحزن وان بيت المتوفى لا يعول هم اى شىء طالما الجنازة قائمة فكل من الاهل والجيران كانوا يقومون بواجب الجنازة كل يخصص له يوم يقوم فيه بفرائض الجنازة من خبز ولحم وشاى وسكر وغير ذلك مما تحتاجه جلسات المآتم دون ان يكلفوا اسرة المتوفى شىء حتى المتوفى ووقارهم فكانوا يوقرون بعضهم بعضا ويشترون خواطر بعض وما يقومون به مساهمة ومشاركة فى حالة الوفاه والحزن ايضا نفس الترابط والتآخى فى حالات الافراح ايضا وحدث ذات مرة ان توفى احد اشخاص القرية وقد شذ عن هذا السلوك احد جيران المتوفى ولم يؤجل الفرح واستمر فى الزغاريد ودق الطبول غير مبالين بوقار او احترام اسرة المتوفى ولا مجرد شراء خواطرهم او حتى الاستئذان منهم وذلك بعد ان تمر الايام الاولى من الوفاه وهى الايام العصيبة على اهل المتوفى فهم مجروحين مما سبب الكيد والضجر لهؤلاء المحرضين بوفاة من هو منهم وقد كظموا غيظهم الى ان توفى واحد من اسرة صاحب الفرح الذى لم يوقر جاره او يشترى خاطره ومن غير مناسبة اقام الاول فرحا عظيما وهائلا اظهارا منه عدم وقار جاره وشراء خاطره لان الثانى قد اقام فرحه دون مراعاة لشعور جاره الاول والتى كانت لديه حالة وفاة فكى يرد الصاع صاعين كان كل من يسال صاحب الفرح قائلا له الديك حالة زواج او طهاره اى ختان لاحد ابناءك فكان يجيبهم قائلا لقد اقمت هذا الفرح لانى سأطاهر الكلب اى سيعمل له عملية ختان لقد صدق المثل القائل من قدم السبت لقى الاحد او الحد باللغة العامية الدارجة من هنا نعلم ان من يوقر الناس ويشترى خواطرهم فانما يكون قد وقر نفسه واشترى خاطر نفسه ولا احد يستطيع ان يوجه له اى لوم وقد ادبه ادبا شرعيا جعله لا يستطيع ان يلقى عليه لوما كما القى عليه اللوم من قبل هذا العبث والاستهتار بالعادات والتقاليد التى تحفها القيم والاخلاق فاين نحن اليوم من القيم والاخلاق وقد طغت علينا المادة واصبحت الدنيا كل همنا ضاربين بعاداتنا وتقاليدنا عرض الحائط نحن فى زمن الحضارة والديمقراطية وهل الحضاره والديمقراطية تنسينا مبادئنا الاخلاق والقيم كانت ايام الجهل فماذا لو اجتمعت الحضارة وانعدمت الاخلاق والقيم ومعرفة الاصول لى هذا حدث لاكتملت سلوكياتنا ولحسدتنا الشعوب .
الاخلاق والسلوكيات
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1