- يقال ان سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله ومن ضمن هؤلاء السبعة الذى يقول كلمة حق امام سلطان جائر ويقال ايضا ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ويقال ايضا ان الدولة الكافرة التى يطبق فيها الحق والعدل تنتصر على الدولة المؤمنة التى تفتقر الى الحق والعدل وقد حدث ان النبى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى علمه شديد القوى وانه مؤيد من الله سبحانه وتعالى ان جاءه اعرابى وامسك بجلبابه وشده شدة قوية حتى حز الجلباب برقبته وكاد ان يخنقه وقد ظهرت اثار الشدة برقبته صلى الله عليه وسلم قائلا له اعطنى من مال المسلمين فهو ليس بمالك ولا مال ابيك .
- راى ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذلك فاستل سيفه كى يقطع به رقبة ذلك الاعرابى ولكن ولكن النبى صلى الله عليه وسلم اشار له بيده ان يعيد سيفه الى غمده قائلا له اعطيه يا عمر ما يريد وزده جزاء ما روعته من هنا احثنا النبى صلى الله عليه وسلم بكظم الغيظ والعفو عن الناس ولا ننسى ايضا احد المشركين الذي اعتاد ان يتبرز على عتبة دار النبى صلى الله عليه وسلم وعندما كف عن التبرز سال عنه النبى صلى الله عليه وسلم فعلم انه مريض فقام بزيارته والسؤال عنه وعندما رآه المشرك بهذه الصورة من السماحة قال له هل دينكم يحضكم على هذا وشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله فكل هذه الخصال النبيلة والخلق العظيم قد اكتسبها الغرب حتى ان احد علماءنا قال رأيت فى الغرب مسلمين دون اسلام اما عندنا فاسلام دون مسلمين فالحق هناك والعدل منهجهم ومسلكهم رغما عن السلوكيات الغير لائقة والتى يرتكبونها .
- فلو كانوا يعلمون بديننا الاسلامى الحنيف حق العلم لآمنوا به فهم لا ينقصهم الا الشهادة فقط وهى شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله فلو انهم امنوا لله بانه لا شريك له لاصبحوا كالمسلمين الاوائل والذين عاصروا حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك سئل احد الاساتذة الامريكان والذى كان بالسعودية واسلم قتيل له ما سبب اسلامك ؟ فرد قائلا انا لم اعتنق الاسلام اذا ما نظرت لاعمال المسلمين وانما اعتنقته عندما قمت بدراسته دراسة مستفرضة ولقد شدنى الى كتابة هذا المقال ما سمعته ودرسته من وسائل الاعلام وللاسف الشديد نحن نتحدث عن الشىء الذى ينقصنا وهو يمر علينا مر الكرام ونقرأه ونشاهده بالخط العريض عبر الشريط الذى يمر اسفل شاشة التليفزيون والذين يقومون بهذا العمل فى غفلة عن ما يقال وعن ما يحدث فى الحقيقة .
- فهل المسئولين عنا يسخرون منا وقد اعتبرونا مغفلين حتى وان علموا فى قرارة انفسهم اننا نعلم ونعى كل ما شاهدناه او نقرؤه او حتى نسمعه من وسائل الاعلام المختلفة فللاسف الشديد نسمع من الاخبار ان بعضا من رؤساء الدول الغربية اذا ما ارتكبت فاحشة حاكموه واقالوه من منصبه اما نحن الذين ننادى ونشيد بالديمقراطية فلا يمكن لاحد منا ان يجرؤ ويتفوه بكلمة واحدة لابن شرطى او حتى لابن غفير فقد يخاف من الامساك به والتوصية عليه فى قسم الشرطة ويناله مالم يكن فى الحسبان من ضرب واهانة وهدر للكرامة وسماعه الالفاظ النابية ونحن نعلم للاسف الشديد انه فى ايام الاستعمار البريطانى لمصر كان الشرطى منهم اذا ما راى احد يمتطى دابته وعلى ظهرها حمل ثقيل كان يعترضه ويرغمه على النزول والقاء الحمل الثقيل من فوق ظهرها رافة بالحيوان وانهم هم الذين انشأوا جمعيات الرفق بالحيوان فكانوا يقفون فى الشوارع ويكشفون عن ظهور الدواب فاذا ما رأوا على ظهر دابة جرح امسكوا بالدابة واحالوها الى احدى جمعيات الرفق بالحيوان والتى كان يطلق عليها الشفخانة وهذا من وازع الرحمة التى نحن بصدد تطبيقها اذا ما وجدت الرحمة فى قلوبنا فالنبى صلى الله عليه وسلم قال لا تنزع الرحمة الا من شقى وان الله هو الرحمن الرحيم وان رحمته وسعت كل شىء وان لا نقنط من رحمة الله فقد يكون هذا كله سبب فى انتصارهم علينا واذلالنا ونحن ما من جمعة نصليها بالمساجد الا وندعوا الله ان ينصرنا على الدول المعتدية فى العراق وافغانستان والشيشان وان الله لن يقبل منا كل هذا الدعاء نظرا لقلوبنا الخاوية من الدين والايمان فكيف لنا بالديمقراطية ونحن بعيدين كل البعد عنها اذا ما قسنا ديمقراطيتنا بديمقراطية الدول الغربية او حتى ديمقراطية اسرائيل والذى جاء فيها ان الشرطة الاسرائيلية تستجوب ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل .
- فمن هنا ديمقراطيتنا لا تساوى شىء يذكر بالنسبة لديمقراطية اسرائيل فليس لديمقراطيتنا اذن وجود او تطبيق عملى ولكن وجودها مقور على اختلاف انواعها المرئية والمسموعة والمقروءه فهل يجرؤ احد منا ان يتفقد احد من الرؤساء ايا كان موقعه فاذا ما سولت لاحد منا نفسه بالنقد فقد يختفى عن الوجود فجأة اما بالقتل او عن طريق تدبيره حادث له او بالسجن مدى الحياة هذه هى ديمقراطيتنا التى ننادى بها ونفخر بها امام العالم فقد قيل فى المثل " لو قلت للعريان فين توبك هيقول لك انت اللى اخذته اما الصمت المصحوب بالكبت النابع من كلمة لا تلقوا بايديكم الى التهلكة وان الانسان على نفسه بصيرا فتيار الظلم الجارف لا يستطيع الانسان منا المستقيم والذى يريد ان ينطق بكلمة حق ان يعترضه احد لربما يحرفه الى مالا يحمد عقباه فنحن للاسف المؤمنين بجميع الكتب السماوية وبالقرآن خاصة ندفن رؤوسنا فى الرمال خوفا من بطش الوحوش اما الاسرائليون والذى يقال عنهم انهم قتلة الانبياء والمرسلين يتسمون بالحق والعدل ويواجهون من بايديهم الهيمنة والسلطان بالنقد حتى يقيلونه من منصبه ومن بايديهم الهيمنة والسلطان لا يستطيعون بهيمنتهم وسلطانهم ان يظلوا فى مناصبهم لارتكابهم ما يرتكبونه فتسحب الثقة منهم فلا يؤمنوا على ما هم فيه او لا يامن الشعب لهم وهم يمسكون بدفة قيادتهم ونحن على علم وعلى يقين بان ديمقراطيتهم تطبق داخل شعبهم اسوة بالدول الغربية فديمقراطيتهم تطبق داخل شعوبهم ولست خارجها .
- وللعلم نحن قضينا عدة عقود تحت سيطرة الاحتلال المصرى قاسينا فيه ما لم نقاسيه فى ظل الاحتلال الاجنبى فقد كان الحاكم وحاشيته مسلطين على الشعب فاذلوه ونهبوا موارده فكاد الشعب ان يموت جوعا وبالرغم من كل هذا كانوا المستبدين ينادون بالديمقراطية الوهمية الى ان جاء وعد الله الحق وان لكل ظالم نهاية دفعت شباب الوطن الى الثورة والمطالبة باسقاط النظام وذلك كان تاييدا من الله سبحانه وتعالى ففضلوا الموت على الحياة فمن احب لقاء الله احب الله لقاءه ويظله يوم لا ظل الا ظله تحت عرشه وسماءه ويكون من المتكئين على الارائك ينظرون ويطوفون عليهم ولدان مخلدون باباريق وقوارير سائغ شرابه ومن الثمار الدانية قطوفها منه وذلك من عفو ربه ورضاءه يقطف منها كيف يشاء فهو الخالق الذى لا ينفذ عطاؤه فالى الله الذى خلقنا على الاسلام وهذا دليل على اننا من صفوة خلقه واحبئه لذا نرجو ان يحسن الله لنا ختامنا فلا يخذلنا ونحن فى اشد الشوق الى رؤياه فحن نحب ان نتطلع الى رؤية وجهه الكريم فنرجو الا يحرمنا منه كى نتمتع بضيائه وبهاؤه امين امين يارب العالمين .
-----------------------------------------------------
عهد الفساد والمفسدين
*****
- مما لا يدع مجالا لادنى شك ما رايناه وما قراناه وما شاهدناه من اخبار كانت تخفى على الشعب المصرى وذلك من منطلق الكميات الموهولة من الكيلووات والاطنان من الاقراص المخدرة والتى يتم ضبطها الذى يكاد ان يكون يوميا وهذا الذى يحدث اتضح وضوحا جليا دون ادنى شك انها كانت تغمر الوطن وذلك عن طريق المفسدين لكسب الاموال الطائلة من ورائها فضلا على تخريب عقول الشباب حتى ينشغلوا بما هم فيه من سكر وعربدة بل وبلطجة قد تميت من داخلهم الحمية والرجولة التى قد تحثهم او تشعرهم بالظلم والاستبداد من المسئولين الممسكين بقيادة البلد هذه من ناحية وهذه الناحية هى الاكثر خطورة امنا من الناحية الاخرى تسلط اجهزة الامن على المواطنين وعلى راسهم جهاز امن الدولة والذى كان مجند لهذه العملية مرشدين من البلطجية والمنحرفين ومرشدات ايضا لا يقلون انحرافا عن البلطجية من الرجال والشباب والشابات والفتيات ايضا حتى اصبح لدى المواطن المصرى شعور بالخوف والرعب المريب اذا ما سولت له نفسه ان ينبث او يتفوه بكلمة تمس النظام الحاكم .
- فمن هنا علمنا علم اليقين ما يتم ضبطه من اطنان واقراص مخدرة لم يكتشف امرها الا بعد قيام ثورة 25 يناير 2011م اتارى البلد كانت خربانه والشعب لا يدرى بما يدور حوله من تخريب وتدمير من الرئيس الحاكم وحاشيته وحتى يتفرغوا للسلب والنهب لموارد البلد وهذ ايضا قد ظهر جليا من الاموال الطائلة عن طريق الكسب غير المشروع من ناحية وسلب لموارد الدولة من ناحية اخرى وتهريبها الى الخارج فضلا على الممتلكات التى فى حوزتهم تاركين الشعب يعانى من البطالة والفقر والجوع فعمت السرقة وازداد النصب وياليتهم تركوا مجال للشباب يمارس فيه عمل يتقاضى منه ما يمكن ان يسد به رمقه الا وسلطوا جهاز المرافق يسطوا على المرافقين وياخذون منهم كل ما هو معهم من مواد غذائية يتاجرون منها لتوفير ادنى لقمة عيش تسد رمق اطفالهم حتى الموازين كانوا ايضا يصادرونها ولم يكتفوا بذلك بل كانوا يحررون لهم محاضر والمثل يقول " القتل فى الميت حرام " فالناس كانت فى حيرة لا وظائف ولا تاركين الشعب يمارس ادنى عمل يقتاتون منه .
- فهم فى هذه الحالة الميئوس منها فى تعداد الموتى وياليتهم يتركون الاموات على حالهم بل يقومون بتعذيبهم وذلك باستيلائهم على ما يتاجرون فيه لسد رمق اسرهم ولكن جهاز المرافق يستولون على كل شىء ويتقاسمونه فيما بينهم فالشعب كان فى حيرة شديدة يقاسون فيها الامرين من النظام السابق المستبد والخالى من الرحمة فكيف يعمل الشعب وهو يقاسى من البطالة فكان على المسئولين ان يتركوا البائعين يلتقطون ارزاقهم طالما هناك بطالة من العسير تفاديها لانهم هم الذين كانوا يمتلكون الشركات والمصانع عن طريق غير مباشر تحت اسماء وهمية من الخارج ومن هنا سرحوا الكثيرين من العاملين فى المصانع والشركات تحت اسم المعاش المبكر حتى تتوفر لهم المبالغ الطائلة والعازمين على سلبها ونهبها وحدث ما حدث من رفع لاسعار المواد الغذائية وغيرها وهذا كله كان لمصلحتهم ليس الا .
- وقد انكشف كل هذا بعد الثورة وبعد ان تم القبض عليهم اتضحوا جميعا انهم كانوا عبارة عن لصوص مسلطين على سلب ونهب موارد الوطن وحرمان الشعب من ادنى حقوق لهم حتى انهم كانوا يبحثون فى اكوام الزبالة لجمع ما قد يكون ملقى من الاغنياء من ثريد الخبز او غيره من فضلات الطعام فكانت حياة الشعب فى ذلك الوقت كئيبة ومريرة بل ويرثى لها ولكن الله الذى يابى على نفسه الظلم كان لهم بالمرصاد امهلهم كى يحاسبوا انفسهم ويشعروا بما يعانيه الشعب من فقر وعرى وجوع ولكن لم يرتدعوا او يكفوا عن ما هم فيه فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر وذلك بمناصرة قواتنا المسلحة للشعب المغلوب على امره والذى ادى به القهر الى قيامه بالثورة بعد ان فاض به الكيل فالجوع والفقر كان من ناحية والامساك بنواصى الشعب بقبضة من حديد كان من ناحية اخرى فهذان العاملان كانا سببا فى قيام الثورة والمطالبة باسقاط النظام فقد انطبق عليهم المثل الذى يقول " يا روح ما بعدك روح "
- ضحوا بانفسهم وارادوا الخلاص من ارواحهم المعذبة فباعوا انفسهم وبذلوا ارواحهم لتحقيق ما قد يخلقونهم ويكونوا على قيد الحياة من حياة كريمة وشرف وعزة يرفعون بها هاماتهم الى عنان السماء معترفين وداعين للشهداء الذين ضحوا بانفسهم مخلفين لهم حياة العزة والكرامة تحت قيادة قواتنا الباسلة والتى لم تنصاع وراء اوامر المفسدين وهذا الموقف من قواتنا المسلحة محط اعجاب العالم اجمع لنا لذا قررت الدول الخارجية وعلى راسها بريطانيا ان تدرس هذه الثورة السلمية لابنائها فى المدارس وهذا شرف عظيم لنا كشعب مصرى ايده الله بنصر من عنده فنحن نفخر بقواتنا المسلحة الفريدة من نوعها والتى ابت ان تقوم بابادة الشعب ارضاء للشرمذة الحقيرة من الحكام المستبدين وذلك بخلاف القوات المسلحة بالدول العربية الاخرى والتى انصاعت وراء حكامها وقاموا بتدمير شعوبها وابادتهم ناسين متناسين انهم وجنودهم من افراد الشعب .
- فكيف لهؤلاء المعتوهين والمتخلفين ان تمتد ايديهم الآثمة لابادة شعبهم وذويهم وهذه الاعمال الشائة والمريبة قد لا اكون مبالغا ان المحتلين والمستعمرين حتى وان كانوا طامعين فى سلب ونهب موارد الشعوب التى يحتلونها لم يكونوا بالصور المخيفة الى نراها على شاشات التليفزيون ونحن لا نلومهم اذا قسنا ما تقوم به القوات المسلحة فى تلك البلاد الاخرى من قتل وابادة لشعبهم وهم الدرع الواقى للوطن والذى من ابنائه تتكون قواته المسلحة التى تأبى ان يطأ ارضها محتل او مستعمر اجنبى جاء لسلب ونهب مواردها هذا التصرف الذى يؤدى الى الضعف والى الاستسلام للمستعمر والمحتل وان يقبل السوء على اهله رغما عن انفه لانه كان السبب فى ذلك .
- فياليت جميع القوات المسلحة فى الدول العربية الاخرى تسير على نهج قواتنا المسلحة المصرية الواعية بقياداتها الناظرة الى الامام وليست كقواد تلك الدول الذين ينظرون الى اسفل وتحت اقدامهم فيقعون فيما لا يحمد عقباه ويندمون على ما فعلوا وقد لا ينفع الندم بعد وقوع الخسائر الفادحة والناجمة عن غبائهم وسوء تصرفهم وذلك بعد ان يروا جثث شباب شعوبهم ملقاه على الارض مرضاة لقلة قليلة من الحكام الفاسدين والسالبين والناهبين لموارد الشعب ومقدراته لا يخافون لومة لائم من ناحية ولا يخافون من عذاب الله وانهم سيخلدون فى نار جهنم متناسين قول الله تعالى انه من قتل نفس بغير حق او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا وخص الله النفس اى نفس على اختلاف ديانتها تقتل بدون وجه حق .
- من هنا نحن كشعب مصرى حر مدينين بالولاء والعرفان لقواتنا المسلحة والتى بذلت قصارى جهدها على حقن الدماء والقبض على البلطجية وما قد تثيره فلول النظام السابق من اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار والحمد لله قد نجحت قواتنا المسلحة فى احباط كل من ينوى او تسول له نفسه اثارة الفتن او اشاعة الفوضى وسد افواه الغير مثقفين والذين يقولون نحن كنا فى امن وامان قبل قيام الثورة هذا ما توده فلول النظام السابق والمنتفعين ولكن الله خيب امالهم ويرجع الفضل الاول لقواتنا المسلحة .
- ونظرا لتواطؤ النظام السابق على بذل قصارى جهدهم لتهريب السلاح داخل مصر بما فيها من اسلحة ثقيلة وان دل هذا فانما يدل على ان اعداء مصر وان كانوا متوارين تحت تصريحاتهم بتأييد الثورة السلمية الا انهم ينوون من قلوبهم ان يثيروا بلبلة وانشقاقات بين طوائف الشعب المصرى حتى يظن الشعب ان النظام السابق والموالى لهم كان به امن وامان وذلك ظنا منهم ان الشعب ينقسم الى قسمين قسم مؤيد للنظام السابق وقسم معارض ويا حبذا كما يأملون ان ينصروا المؤيدين للنظام السابق وتعود هيمنتهم وسيطرتهم على الشعب المصرى بقيادة رئيسهم المخلوع والذى كان متواطؤ معهم يود ان يستمر فى منصبه الى ان يولى نجله من بعده .
- فهو كان يرى بل ويثق تمام الثقة ان بتواطئه مع اسرائيل وحليفتها الاولى الولايات المتحدة الامريكية والتى تتولى قيادة حلف الناتو سيقفون بجانبه ويؤيدونه وذلك لضمان تواطؤ نجله الذى سلك مسلك والده فى التواطىء فيكون عميلا لهم مدى الحياة ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن فقامت ثورة 25 يناير وذلك بتاييد من الله سبحانه وتعالى ان تنتصر على الرئيس السابق وحاشيته وفلول نظامه واحالتهم الى التقاضى واود ان اعيد ما ذكرته سالفا ان انتصار الثورة كان نابعا من ضمير قادة قواتنا المسلحة وهذا كله نابع من ذكر مصر فى القرآن الكريم ثلاث مرات او اكثر وقدرة الله لا يعلوا عليها شىء من هنا نقدم الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى كما اود ان الفت نظر القارىء من بعد ما اكتشفنا ان الاطعمة الفاسدة تغرق الاسواق ويبدو من هذا كله ان النظام السابق وحاشيته كانوا يودون ان ينفردوا بسلب ونهب موارد الوطن وذلك بعد ان يتخلصوا من الشعب لاسباب عدة اما بحرب اهلية عن طريق تهريب السلاح واما بسرطنة الاغذية للتخلص من الشعب كله ويصفى لهم الجو وهم لا يعلمون ان لكل ظالم نهاية .
- لذا اطلق على الرئيس المخلوع انه اخر فرعون من فراعين مصر قد احط الله من شانه وهيمنته وجبروته وعلى الباغى تدور الدوائر كما اود ايضا ان الفت نظر القارىء انه بالطبع ستكون هناك ثورة مضادة وقد تكون اعنف فى شدتها من الثورة التى قامت من اجل اسقاط النظام الفاسد وذلك لان فلول النظام السابق قد يخسروا الكثير والكثير والذين كانت مرتبات البعض منهم بالمليون شهريا او تقارب المليون سيصبح ضئيل جدا بالنسبة لهم فلا يزيد الواحد منهم عن ثلاثون الف جنيه شهريا فهناك فرق شاسع بين ما كانوا يتقاضونه وبين ما سيتقاضونه فلا بد من ان بذلوا قصارى جهدهم لتهيئة ثورة مضادة يحولونها ببعض ما كانوا يدخرونه فى النظام السابق آملين الا تنجح ثورة 25 يناير .
- وليست الثورة المضادة من البلطجية او من ارباب السجون وانما قد تكون ايضا من الفقراء الذين عانوا عقودا كثيرة من الفقر فعندما تقدم لهم اموال طائلة من فلول النظام السابق فهذا لهم كنز وقد يكون منجم ذهب انفتح لهم فيبيعون انفسهم مؤيدين للثورة المضادة وهذا الذى حدث من النظام السابق ومن علو مرتباتهم ومرتبات حاشيته كان ذكاء منهم باعتبارهم ارضية واسعة لهم تعمل على بقائه فى منصبه وقد يتعدى ذلك البقاء على تولية نجله رئاسة الجمهورية من بعده فكانوا من هنا واثقين ثقة تامة لا غبار عليها من دوامهم فى مناصبهم فكيف لهؤلاء الذين يعيشون عيشة البزخ والترف من الحصول على الاموال المكدسة فى البنوك الداخلية والخارجية ان يكونوا راضين عما حدث من ثورة تحرمهم من الحياة الرغدة التى يعيشون فيها بالطبع لن يضرهم اذا ما استغنوا عن مبلغ ضئيل من اموالهم المكدسة فى البنوك لانفاقها على المعدومين الضمير والبلطجية كى يعود النظام السابق ويعودوا هم الى ما كانوا عليه فكان يجب على القوات المسلحة استكمالا منهم على نجاح الثورة ومساندتها ان يطبقوا القوانين الصارمة والرادعة على هؤلاء الذين كانوا منتفعين والممولين لمكن يقومون بالثورة المضادة حتى ينتهوا عن اخرهم وذلك ليضطروا كل من كانوا فى النظام السابق ان يتوارى تحت الانقضاض او يدفنوا انفسهم داخل قمامات الزبالة وحتى يعلموا ويوقنوا ان دوام الحال من المحال
- وكان يجب على الاحرار الذين كانوا مضطهدين ومغلوب على امرهم فى النظام السابق ان ينظروا الى ما كانوا مهيمنين ومسيطرين فى النظام السابق نظرة احتقار حتى يشعروا بالمهانة والذل فيضطروا الى حبس انفسهم فى منازلهم تفاديا لنظرات الشعب لهم والتى حطت من قدرهم واسقطت من عزتهم وكرامتهم حتى يظنوا ان لا وجود لهم بين الاعداد الهائلة والتى تمثل الاغلبية الغالبة والعظمى من الشعب الحر الذى لا يقبل على نفسه ان يسلب وينهب موارده بل ويود ان يقبض على نواصيهم بقبضه من حديد والتى كانت متمثلة فى رجال الشرطة والامن المركزى وعلى راس هؤلاء جهاز امن الدولة والذى جاء عليه اليوم ويكون ضحية النظام السابق الذى جنده لقهر الشعب واذلاله .
- فياليتنا نعى هذه العبرة ونعتبر ونؤمن بان الله هو الذى يغير ولا يتغير وانه هو الذى يؤتى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويزل من يشاء بيده الملك وهو على كل شىء قدير " صدق الله العظيم " .
- راى ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذلك فاستل سيفه كى يقطع به رقبة ذلك الاعرابى ولكن ولكن النبى صلى الله عليه وسلم اشار له بيده ان يعيد سيفه الى غمده قائلا له اعطيه يا عمر ما يريد وزده جزاء ما روعته من هنا احثنا النبى صلى الله عليه وسلم بكظم الغيظ والعفو عن الناس ولا ننسى ايضا احد المشركين الذي اعتاد ان يتبرز على عتبة دار النبى صلى الله عليه وسلم وعندما كف عن التبرز سال عنه النبى صلى الله عليه وسلم فعلم انه مريض فقام بزيارته والسؤال عنه وعندما رآه المشرك بهذه الصورة من السماحة قال له هل دينكم يحضكم على هذا وشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله فكل هذه الخصال النبيلة والخلق العظيم قد اكتسبها الغرب حتى ان احد علماءنا قال رأيت فى الغرب مسلمين دون اسلام اما عندنا فاسلام دون مسلمين فالحق هناك والعدل منهجهم ومسلكهم رغما عن السلوكيات الغير لائقة والتى يرتكبونها .
- فلو كانوا يعلمون بديننا الاسلامى الحنيف حق العلم لآمنوا به فهم لا ينقصهم الا الشهادة فقط وهى شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله فلو انهم امنوا لله بانه لا شريك له لاصبحوا كالمسلمين الاوائل والذين عاصروا حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك سئل احد الاساتذة الامريكان والذى كان بالسعودية واسلم قتيل له ما سبب اسلامك ؟ فرد قائلا انا لم اعتنق الاسلام اذا ما نظرت لاعمال المسلمين وانما اعتنقته عندما قمت بدراسته دراسة مستفرضة ولقد شدنى الى كتابة هذا المقال ما سمعته ودرسته من وسائل الاعلام وللاسف الشديد نحن نتحدث عن الشىء الذى ينقصنا وهو يمر علينا مر الكرام ونقرأه ونشاهده بالخط العريض عبر الشريط الذى يمر اسفل شاشة التليفزيون والذين يقومون بهذا العمل فى غفلة عن ما يقال وعن ما يحدث فى الحقيقة .
- فهل المسئولين عنا يسخرون منا وقد اعتبرونا مغفلين حتى وان علموا فى قرارة انفسهم اننا نعلم ونعى كل ما شاهدناه او نقرؤه او حتى نسمعه من وسائل الاعلام المختلفة فللاسف الشديد نسمع من الاخبار ان بعضا من رؤساء الدول الغربية اذا ما ارتكبت فاحشة حاكموه واقالوه من منصبه اما نحن الذين ننادى ونشيد بالديمقراطية فلا يمكن لاحد منا ان يجرؤ ويتفوه بكلمة واحدة لابن شرطى او حتى لابن غفير فقد يخاف من الامساك به والتوصية عليه فى قسم الشرطة ويناله مالم يكن فى الحسبان من ضرب واهانة وهدر للكرامة وسماعه الالفاظ النابية ونحن نعلم للاسف الشديد انه فى ايام الاستعمار البريطانى لمصر كان الشرطى منهم اذا ما راى احد يمتطى دابته وعلى ظهرها حمل ثقيل كان يعترضه ويرغمه على النزول والقاء الحمل الثقيل من فوق ظهرها رافة بالحيوان وانهم هم الذين انشأوا جمعيات الرفق بالحيوان فكانوا يقفون فى الشوارع ويكشفون عن ظهور الدواب فاذا ما رأوا على ظهر دابة جرح امسكوا بالدابة واحالوها الى احدى جمعيات الرفق بالحيوان والتى كان يطلق عليها الشفخانة وهذا من وازع الرحمة التى نحن بصدد تطبيقها اذا ما وجدت الرحمة فى قلوبنا فالنبى صلى الله عليه وسلم قال لا تنزع الرحمة الا من شقى وان الله هو الرحمن الرحيم وان رحمته وسعت كل شىء وان لا نقنط من رحمة الله فقد يكون هذا كله سبب فى انتصارهم علينا واذلالنا ونحن ما من جمعة نصليها بالمساجد الا وندعوا الله ان ينصرنا على الدول المعتدية فى العراق وافغانستان والشيشان وان الله لن يقبل منا كل هذا الدعاء نظرا لقلوبنا الخاوية من الدين والايمان فكيف لنا بالديمقراطية ونحن بعيدين كل البعد عنها اذا ما قسنا ديمقراطيتنا بديمقراطية الدول الغربية او حتى ديمقراطية اسرائيل والذى جاء فيها ان الشرطة الاسرائيلية تستجوب ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل .
- فمن هنا ديمقراطيتنا لا تساوى شىء يذكر بالنسبة لديمقراطية اسرائيل فليس لديمقراطيتنا اذن وجود او تطبيق عملى ولكن وجودها مقور على اختلاف انواعها المرئية والمسموعة والمقروءه فهل يجرؤ احد منا ان يتفقد احد من الرؤساء ايا كان موقعه فاذا ما سولت لاحد منا نفسه بالنقد فقد يختفى عن الوجود فجأة اما بالقتل او عن طريق تدبيره حادث له او بالسجن مدى الحياة هذه هى ديمقراطيتنا التى ننادى بها ونفخر بها امام العالم فقد قيل فى المثل " لو قلت للعريان فين توبك هيقول لك انت اللى اخذته اما الصمت المصحوب بالكبت النابع من كلمة لا تلقوا بايديكم الى التهلكة وان الانسان على نفسه بصيرا فتيار الظلم الجارف لا يستطيع الانسان منا المستقيم والذى يريد ان ينطق بكلمة حق ان يعترضه احد لربما يحرفه الى مالا يحمد عقباه فنحن للاسف المؤمنين بجميع الكتب السماوية وبالقرآن خاصة ندفن رؤوسنا فى الرمال خوفا من بطش الوحوش اما الاسرائليون والذى يقال عنهم انهم قتلة الانبياء والمرسلين يتسمون بالحق والعدل ويواجهون من بايديهم الهيمنة والسلطان بالنقد حتى يقيلونه من منصبه ومن بايديهم الهيمنة والسلطان لا يستطيعون بهيمنتهم وسلطانهم ان يظلوا فى مناصبهم لارتكابهم ما يرتكبونه فتسحب الثقة منهم فلا يؤمنوا على ما هم فيه او لا يامن الشعب لهم وهم يمسكون بدفة قيادتهم ونحن على علم وعلى يقين بان ديمقراطيتهم تطبق داخل شعبهم اسوة بالدول الغربية فديمقراطيتهم تطبق داخل شعوبهم ولست خارجها .
- وللعلم نحن قضينا عدة عقود تحت سيطرة الاحتلال المصرى قاسينا فيه ما لم نقاسيه فى ظل الاحتلال الاجنبى فقد كان الحاكم وحاشيته مسلطين على الشعب فاذلوه ونهبوا موارده فكاد الشعب ان يموت جوعا وبالرغم من كل هذا كانوا المستبدين ينادون بالديمقراطية الوهمية الى ان جاء وعد الله الحق وان لكل ظالم نهاية دفعت شباب الوطن الى الثورة والمطالبة باسقاط النظام وذلك كان تاييدا من الله سبحانه وتعالى ففضلوا الموت على الحياة فمن احب لقاء الله احب الله لقاءه ويظله يوم لا ظل الا ظله تحت عرشه وسماءه ويكون من المتكئين على الارائك ينظرون ويطوفون عليهم ولدان مخلدون باباريق وقوارير سائغ شرابه ومن الثمار الدانية قطوفها منه وذلك من عفو ربه ورضاءه يقطف منها كيف يشاء فهو الخالق الذى لا ينفذ عطاؤه فالى الله الذى خلقنا على الاسلام وهذا دليل على اننا من صفوة خلقه واحبئه لذا نرجو ان يحسن الله لنا ختامنا فلا يخذلنا ونحن فى اشد الشوق الى رؤياه فحن نحب ان نتطلع الى رؤية وجهه الكريم فنرجو الا يحرمنا منه كى نتمتع بضيائه وبهاؤه امين امين يارب العالمين .
-----------------------------------------------------
عهد الفساد والمفسدين
*****
- مما لا يدع مجالا لادنى شك ما رايناه وما قراناه وما شاهدناه من اخبار كانت تخفى على الشعب المصرى وذلك من منطلق الكميات الموهولة من الكيلووات والاطنان من الاقراص المخدرة والتى يتم ضبطها الذى يكاد ان يكون يوميا وهذا الذى يحدث اتضح وضوحا جليا دون ادنى شك انها كانت تغمر الوطن وذلك عن طريق المفسدين لكسب الاموال الطائلة من ورائها فضلا على تخريب عقول الشباب حتى ينشغلوا بما هم فيه من سكر وعربدة بل وبلطجة قد تميت من داخلهم الحمية والرجولة التى قد تحثهم او تشعرهم بالظلم والاستبداد من المسئولين الممسكين بقيادة البلد هذه من ناحية وهذه الناحية هى الاكثر خطورة امنا من الناحية الاخرى تسلط اجهزة الامن على المواطنين وعلى راسهم جهاز امن الدولة والذى كان مجند لهذه العملية مرشدين من البلطجية والمنحرفين ومرشدات ايضا لا يقلون انحرافا عن البلطجية من الرجال والشباب والشابات والفتيات ايضا حتى اصبح لدى المواطن المصرى شعور بالخوف والرعب المريب اذا ما سولت له نفسه ان ينبث او يتفوه بكلمة تمس النظام الحاكم .
- فمن هنا علمنا علم اليقين ما يتم ضبطه من اطنان واقراص مخدرة لم يكتشف امرها الا بعد قيام ثورة 25 يناير 2011م اتارى البلد كانت خربانه والشعب لا يدرى بما يدور حوله من تخريب وتدمير من الرئيس الحاكم وحاشيته وحتى يتفرغوا للسلب والنهب لموارد البلد وهذ ايضا قد ظهر جليا من الاموال الطائلة عن طريق الكسب غير المشروع من ناحية وسلب لموارد الدولة من ناحية اخرى وتهريبها الى الخارج فضلا على الممتلكات التى فى حوزتهم تاركين الشعب يعانى من البطالة والفقر والجوع فعمت السرقة وازداد النصب وياليتهم تركوا مجال للشباب يمارس فيه عمل يتقاضى منه ما يمكن ان يسد به رمقه الا وسلطوا جهاز المرافق يسطوا على المرافقين وياخذون منهم كل ما هو معهم من مواد غذائية يتاجرون منها لتوفير ادنى لقمة عيش تسد رمق اطفالهم حتى الموازين كانوا ايضا يصادرونها ولم يكتفوا بذلك بل كانوا يحررون لهم محاضر والمثل يقول " القتل فى الميت حرام " فالناس كانت فى حيرة لا وظائف ولا تاركين الشعب يمارس ادنى عمل يقتاتون منه .
- فهم فى هذه الحالة الميئوس منها فى تعداد الموتى وياليتهم يتركون الاموات على حالهم بل يقومون بتعذيبهم وذلك باستيلائهم على ما يتاجرون فيه لسد رمق اسرهم ولكن جهاز المرافق يستولون على كل شىء ويتقاسمونه فيما بينهم فالشعب كان فى حيرة شديدة يقاسون فيها الامرين من النظام السابق المستبد والخالى من الرحمة فكيف يعمل الشعب وهو يقاسى من البطالة فكان على المسئولين ان يتركوا البائعين يلتقطون ارزاقهم طالما هناك بطالة من العسير تفاديها لانهم هم الذين كانوا يمتلكون الشركات والمصانع عن طريق غير مباشر تحت اسماء وهمية من الخارج ومن هنا سرحوا الكثيرين من العاملين فى المصانع والشركات تحت اسم المعاش المبكر حتى تتوفر لهم المبالغ الطائلة والعازمين على سلبها ونهبها وحدث ما حدث من رفع لاسعار المواد الغذائية وغيرها وهذا كله كان لمصلحتهم ليس الا .
- وقد انكشف كل هذا بعد الثورة وبعد ان تم القبض عليهم اتضحوا جميعا انهم كانوا عبارة عن لصوص مسلطين على سلب ونهب موارد الوطن وحرمان الشعب من ادنى حقوق لهم حتى انهم كانوا يبحثون فى اكوام الزبالة لجمع ما قد يكون ملقى من الاغنياء من ثريد الخبز او غيره من فضلات الطعام فكانت حياة الشعب فى ذلك الوقت كئيبة ومريرة بل ويرثى لها ولكن الله الذى يابى على نفسه الظلم كان لهم بالمرصاد امهلهم كى يحاسبوا انفسهم ويشعروا بما يعانيه الشعب من فقر وعرى وجوع ولكن لم يرتدعوا او يكفوا عن ما هم فيه فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر وذلك بمناصرة قواتنا المسلحة للشعب المغلوب على امره والذى ادى به القهر الى قيامه بالثورة بعد ان فاض به الكيل فالجوع والفقر كان من ناحية والامساك بنواصى الشعب بقبضة من حديد كان من ناحية اخرى فهذان العاملان كانا سببا فى قيام الثورة والمطالبة باسقاط النظام فقد انطبق عليهم المثل الذى يقول " يا روح ما بعدك روح "
- ضحوا بانفسهم وارادوا الخلاص من ارواحهم المعذبة فباعوا انفسهم وبذلوا ارواحهم لتحقيق ما قد يخلقونهم ويكونوا على قيد الحياة من حياة كريمة وشرف وعزة يرفعون بها هاماتهم الى عنان السماء معترفين وداعين للشهداء الذين ضحوا بانفسهم مخلفين لهم حياة العزة والكرامة تحت قيادة قواتنا الباسلة والتى لم تنصاع وراء اوامر المفسدين وهذا الموقف من قواتنا المسلحة محط اعجاب العالم اجمع لنا لذا قررت الدول الخارجية وعلى راسها بريطانيا ان تدرس هذه الثورة السلمية لابنائها فى المدارس وهذا شرف عظيم لنا كشعب مصرى ايده الله بنصر من عنده فنحن نفخر بقواتنا المسلحة الفريدة من نوعها والتى ابت ان تقوم بابادة الشعب ارضاء للشرمذة الحقيرة من الحكام المستبدين وذلك بخلاف القوات المسلحة بالدول العربية الاخرى والتى انصاعت وراء حكامها وقاموا بتدمير شعوبها وابادتهم ناسين متناسين انهم وجنودهم من افراد الشعب .
- فكيف لهؤلاء المعتوهين والمتخلفين ان تمتد ايديهم الآثمة لابادة شعبهم وذويهم وهذه الاعمال الشائة والمريبة قد لا اكون مبالغا ان المحتلين والمستعمرين حتى وان كانوا طامعين فى سلب ونهب موارد الشعوب التى يحتلونها لم يكونوا بالصور المخيفة الى نراها على شاشات التليفزيون ونحن لا نلومهم اذا قسنا ما تقوم به القوات المسلحة فى تلك البلاد الاخرى من قتل وابادة لشعبهم وهم الدرع الواقى للوطن والذى من ابنائه تتكون قواته المسلحة التى تأبى ان يطأ ارضها محتل او مستعمر اجنبى جاء لسلب ونهب مواردها هذا التصرف الذى يؤدى الى الضعف والى الاستسلام للمستعمر والمحتل وان يقبل السوء على اهله رغما عن انفه لانه كان السبب فى ذلك .
- فياليت جميع القوات المسلحة فى الدول العربية الاخرى تسير على نهج قواتنا المسلحة المصرية الواعية بقياداتها الناظرة الى الامام وليست كقواد تلك الدول الذين ينظرون الى اسفل وتحت اقدامهم فيقعون فيما لا يحمد عقباه ويندمون على ما فعلوا وقد لا ينفع الندم بعد وقوع الخسائر الفادحة والناجمة عن غبائهم وسوء تصرفهم وذلك بعد ان يروا جثث شباب شعوبهم ملقاه على الارض مرضاة لقلة قليلة من الحكام الفاسدين والسالبين والناهبين لموارد الشعب ومقدراته لا يخافون لومة لائم من ناحية ولا يخافون من عذاب الله وانهم سيخلدون فى نار جهنم متناسين قول الله تعالى انه من قتل نفس بغير حق او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا وخص الله النفس اى نفس على اختلاف ديانتها تقتل بدون وجه حق .
- من هنا نحن كشعب مصرى حر مدينين بالولاء والعرفان لقواتنا المسلحة والتى بذلت قصارى جهدها على حقن الدماء والقبض على البلطجية وما قد تثيره فلول النظام السابق من اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار والحمد لله قد نجحت قواتنا المسلحة فى احباط كل من ينوى او تسول له نفسه اثارة الفتن او اشاعة الفوضى وسد افواه الغير مثقفين والذين يقولون نحن كنا فى امن وامان قبل قيام الثورة هذا ما توده فلول النظام السابق والمنتفعين ولكن الله خيب امالهم ويرجع الفضل الاول لقواتنا المسلحة .
- ونظرا لتواطؤ النظام السابق على بذل قصارى جهدهم لتهريب السلاح داخل مصر بما فيها من اسلحة ثقيلة وان دل هذا فانما يدل على ان اعداء مصر وان كانوا متوارين تحت تصريحاتهم بتأييد الثورة السلمية الا انهم ينوون من قلوبهم ان يثيروا بلبلة وانشقاقات بين طوائف الشعب المصرى حتى يظن الشعب ان النظام السابق والموالى لهم كان به امن وامان وذلك ظنا منهم ان الشعب ينقسم الى قسمين قسم مؤيد للنظام السابق وقسم معارض ويا حبذا كما يأملون ان ينصروا المؤيدين للنظام السابق وتعود هيمنتهم وسيطرتهم على الشعب المصرى بقيادة رئيسهم المخلوع والذى كان متواطؤ معهم يود ان يستمر فى منصبه الى ان يولى نجله من بعده .
- فهو كان يرى بل ويثق تمام الثقة ان بتواطئه مع اسرائيل وحليفتها الاولى الولايات المتحدة الامريكية والتى تتولى قيادة حلف الناتو سيقفون بجانبه ويؤيدونه وذلك لضمان تواطؤ نجله الذى سلك مسلك والده فى التواطىء فيكون عميلا لهم مدى الحياة ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن فقامت ثورة 25 يناير وذلك بتاييد من الله سبحانه وتعالى ان تنتصر على الرئيس السابق وحاشيته وفلول نظامه واحالتهم الى التقاضى واود ان اعيد ما ذكرته سالفا ان انتصار الثورة كان نابعا من ضمير قادة قواتنا المسلحة وهذا كله نابع من ذكر مصر فى القرآن الكريم ثلاث مرات او اكثر وقدرة الله لا يعلوا عليها شىء من هنا نقدم الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى كما اود ان الفت نظر القارىء من بعد ما اكتشفنا ان الاطعمة الفاسدة تغرق الاسواق ويبدو من هذا كله ان النظام السابق وحاشيته كانوا يودون ان ينفردوا بسلب ونهب موارد الوطن وذلك بعد ان يتخلصوا من الشعب لاسباب عدة اما بحرب اهلية عن طريق تهريب السلاح واما بسرطنة الاغذية للتخلص من الشعب كله ويصفى لهم الجو وهم لا يعلمون ان لكل ظالم نهاية .
- لذا اطلق على الرئيس المخلوع انه اخر فرعون من فراعين مصر قد احط الله من شانه وهيمنته وجبروته وعلى الباغى تدور الدوائر كما اود ايضا ان الفت نظر القارىء انه بالطبع ستكون هناك ثورة مضادة وقد تكون اعنف فى شدتها من الثورة التى قامت من اجل اسقاط النظام الفاسد وذلك لان فلول النظام السابق قد يخسروا الكثير والكثير والذين كانت مرتبات البعض منهم بالمليون شهريا او تقارب المليون سيصبح ضئيل جدا بالنسبة لهم فلا يزيد الواحد منهم عن ثلاثون الف جنيه شهريا فهناك فرق شاسع بين ما كانوا يتقاضونه وبين ما سيتقاضونه فلا بد من ان بذلوا قصارى جهدهم لتهيئة ثورة مضادة يحولونها ببعض ما كانوا يدخرونه فى النظام السابق آملين الا تنجح ثورة 25 يناير .
- وليست الثورة المضادة من البلطجية او من ارباب السجون وانما قد تكون ايضا من الفقراء الذين عانوا عقودا كثيرة من الفقر فعندما تقدم لهم اموال طائلة من فلول النظام السابق فهذا لهم كنز وقد يكون منجم ذهب انفتح لهم فيبيعون انفسهم مؤيدين للثورة المضادة وهذا الذى حدث من النظام السابق ومن علو مرتباتهم ومرتبات حاشيته كان ذكاء منهم باعتبارهم ارضية واسعة لهم تعمل على بقائه فى منصبه وقد يتعدى ذلك البقاء على تولية نجله رئاسة الجمهورية من بعده فكانوا من هنا واثقين ثقة تامة لا غبار عليها من دوامهم فى مناصبهم فكيف لهؤلاء الذين يعيشون عيشة البزخ والترف من الحصول على الاموال المكدسة فى البنوك الداخلية والخارجية ان يكونوا راضين عما حدث من ثورة تحرمهم من الحياة الرغدة التى يعيشون فيها بالطبع لن يضرهم اذا ما استغنوا عن مبلغ ضئيل من اموالهم المكدسة فى البنوك لانفاقها على المعدومين الضمير والبلطجية كى يعود النظام السابق ويعودوا هم الى ما كانوا عليه فكان يجب على القوات المسلحة استكمالا منهم على نجاح الثورة ومساندتها ان يطبقوا القوانين الصارمة والرادعة على هؤلاء الذين كانوا منتفعين والممولين لمكن يقومون بالثورة المضادة حتى ينتهوا عن اخرهم وذلك ليضطروا كل من كانوا فى النظام السابق ان يتوارى تحت الانقضاض او يدفنوا انفسهم داخل قمامات الزبالة وحتى يعلموا ويوقنوا ان دوام الحال من المحال
- وكان يجب على الاحرار الذين كانوا مضطهدين ومغلوب على امرهم فى النظام السابق ان ينظروا الى ما كانوا مهيمنين ومسيطرين فى النظام السابق نظرة احتقار حتى يشعروا بالمهانة والذل فيضطروا الى حبس انفسهم فى منازلهم تفاديا لنظرات الشعب لهم والتى حطت من قدرهم واسقطت من عزتهم وكرامتهم حتى يظنوا ان لا وجود لهم بين الاعداد الهائلة والتى تمثل الاغلبية الغالبة والعظمى من الشعب الحر الذى لا يقبل على نفسه ان يسلب وينهب موارده بل ويود ان يقبض على نواصيهم بقبضه من حديد والتى كانت متمثلة فى رجال الشرطة والامن المركزى وعلى راس هؤلاء جهاز امن الدولة والذى جاء عليه اليوم ويكون ضحية النظام السابق الذى جنده لقهر الشعب واذلاله .
- فياليتنا نعى هذه العبرة ونعتبر ونؤمن بان الله هو الذى يغير ولا يتغير وانه هو الذى يؤتى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويزل من يشاء بيده الملك وهو على كل شىء قدير " صدق الله العظيم " .