وضع سره فى أضعف خلقه
يقول المثل على من يفتقرون إلى القدرة أو المعرفة أن الله وضع سره فى أضعف خلقه وهذا المثل ينطبق على الكثيرين ممن يعتقد الناس فيهم أن لا منفعة تأتى من ورائهم وهذه القصة أود أن أرويها للقارئ وهى تعد نادرة من النوادر التى تلفت نظر القارئ وتجعله يتيه فكرة فى دهشة وذهول فقد روى عن أحد الأشخاص الفاقدين للبصر أن كان له حقل منزرع بالبرسيم فكان يركب دابته أى حمارته ويتجه بها من قريته إلى حقله ونحن نعلم أن الدابة إذا ما تعودت على مكان فسرعان ما تقف عنده وتدخله فكان فى كل صباح يمتطى دابته ويمسك بأحد طرفى حبل والطرق الآخر من الحبل مربوط برقبة بقرته فكان يسير بالدابة وبقرته تسير من خلفه إلى أن يصل إلى الحقل فتقف الدابة وينزل من فوقها ويربطها ويربط البقرة ليأكلا من البرسيم وكان ذلك يلفت نظر الفلاحين المجاورين له فى الحقل ويثير دهشتهم وإعجابهم .
وجلسوا ذات يوم يتسامرون فلقت نظرهم وشد انتباههم الرجل الأعمى فى كيفية حضوره للحقل ممتطيا ً دابته ومصطحباً بقرته من خلفه ومعرفته لحقله وقيامه بإطعام دابته وبقرته وقد تأمروا عليه كى يتأكدوا من مدى ذكائه ومعرفته لدابته وبقرته ففكوا بقرته من مربطها وأخذوها بعيداً وربطوا مكانها بقرة أخرى فعندما جاء واقترب من بقرته كعادته وعندما مر بيده على جسمها كعادته فى كل مرة وتأكد أن البقرة المربوطة فى حقله ليست ببقرته فأمسك بعصا غليظة وانهال عليها ضرباً حتى كاد أن يقتلها فتسارعوا الفلاحين الذين قد سبق وأن تآمروا علي وقالوا له كف عن ضربك للبقرة التى أوشكت أن تموت من الضرب فرد عليهم قائلاً بقرتى وأنا حر فيها فعلموا من ذلك بل وتأكدوا أنه عرف أن البقرة ليست ببقرته .
فتبادلوا معه الحديث بلطف وأخبره بأنهم أرادوا من ذلك أن يختبروا قدرته فى مدى معرفته لبقرته وأعادوا له بقرته وأخذوا البقرة الأخرى واستبعدوها عنه فمن هنا قد يكون الإنسان مفتقر لشىء ما فى تكوينه وخلقته وقد يكون الله قد عوضه عنها وجعله من ذوات العقول الأولى وقد تحتقر الناس منظره وهيئته وفى نفس الوقت يشد انتباههم بحسن تصرفه واتزان عقله ونبوغ إدراكه وسعة مداركه وقدرته على حل المشكلات المعقدة التى يعجز المرء الذى وصل إلى أعلى درجات العلم فى حلها فقدرة الله فوق كل شىء .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى
يقول المثل على من يفتقرون إلى القدرة أو المعرفة أن الله وضع سره فى أضعف خلقه وهذا المثل ينطبق على الكثيرين ممن يعتقد الناس فيهم أن لا منفعة تأتى من ورائهم وهذه القصة أود أن أرويها للقارئ وهى تعد نادرة من النوادر التى تلفت نظر القارئ وتجعله يتيه فكرة فى دهشة وذهول فقد روى عن أحد الأشخاص الفاقدين للبصر أن كان له حقل منزرع بالبرسيم فكان يركب دابته أى حمارته ويتجه بها من قريته إلى حقله ونحن نعلم أن الدابة إذا ما تعودت على مكان فسرعان ما تقف عنده وتدخله فكان فى كل صباح يمتطى دابته ويمسك بأحد طرفى حبل والطرق الآخر من الحبل مربوط برقبة بقرته فكان يسير بالدابة وبقرته تسير من خلفه إلى أن يصل إلى الحقل فتقف الدابة وينزل من فوقها ويربطها ويربط البقرة ليأكلا من البرسيم وكان ذلك يلفت نظر الفلاحين المجاورين له فى الحقل ويثير دهشتهم وإعجابهم .
وجلسوا ذات يوم يتسامرون فلقت نظرهم وشد انتباههم الرجل الأعمى فى كيفية حضوره للحقل ممتطيا ً دابته ومصطحباً بقرته من خلفه ومعرفته لحقله وقيامه بإطعام دابته وبقرته وقد تأمروا عليه كى يتأكدوا من مدى ذكائه ومعرفته لدابته وبقرته ففكوا بقرته من مربطها وأخذوها بعيداً وربطوا مكانها بقرة أخرى فعندما جاء واقترب من بقرته كعادته وعندما مر بيده على جسمها كعادته فى كل مرة وتأكد أن البقرة المربوطة فى حقله ليست ببقرته فأمسك بعصا غليظة وانهال عليها ضرباً حتى كاد أن يقتلها فتسارعوا الفلاحين الذين قد سبق وأن تآمروا علي وقالوا له كف عن ضربك للبقرة التى أوشكت أن تموت من الضرب فرد عليهم قائلاً بقرتى وأنا حر فيها فعلموا من ذلك بل وتأكدوا أنه عرف أن البقرة ليست ببقرته .
فتبادلوا معه الحديث بلطف وأخبره بأنهم أرادوا من ذلك أن يختبروا قدرته فى مدى معرفته لبقرته وأعادوا له بقرته وأخذوا البقرة الأخرى واستبعدوها عنه فمن هنا قد يكون الإنسان مفتقر لشىء ما فى تكوينه وخلقته وقد يكون الله قد عوضه عنها وجعله من ذوات العقول الأولى وقد تحتقر الناس منظره وهيئته وفى نفس الوقت يشد انتباههم بحسن تصرفه واتزان عقله ونبوغ إدراكه وسعة مداركه وقدرته على حل المشكلات المعقدة التى يعجز المرء الذى وصل إلى أعلى درجات العلم فى حلها فقدرة الله فوق كل شىء .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى