النحس والحظ
كانت كلمة المنحوس تطلق على كل من لا يوفق فى حياته فكان دائماً وأبداً ينتابه الشؤم فمن هم فى مثل هذا يكون قد وقر فى قلبه أن الشؤم يلاحقه فى كل زمان ومكان فينتابه اليأس ويحل به الخمول محل الأمل والتطلع إلى الأفضل ومن هنا قد أسردت القصص والمواقف التى لا توحى بخير لمثل هؤلاء الذين أطلق عليهم أنهم منحوسين فمن هنا قيل أنه كانت تطلق كلمة المنحوس والمحظوظ وأود أن أسرد القصة التى كانوا يتداولونها الناس فيما بينهم فأطقلت هذه المقولة على قردين قرد منحوس وقرد محظوظ وقد تعودا هذين القردين على أن يصطحبا بعضهما ويذهبان إلى شجرة موز فكان أحدهما يستلق شجرة الموز ويأكل منها ويلقى على صاحبه قشور الموز ليأكل منها صاحبه الذى يقف تحت الشجرة وكان كلما جاء صاحب البستان ورأى ذلك كان يوسع القرد الذى يقف تحت الشجرة ضرباً وعندما يرى القرد الذى فوق الشجرة ذلك يقفز بسرعة ويولى هارباً وكانت هذه الحادثة تتكرر يومياً إلى أن مل القرد الذى يقف تحت الشجرة وضاق زرعاً مما يحدث له من ضرب وأهانه فطلب من صديقه القرد الذى يتسلق شجرة الموز ولا يمس بأذى أن يتسلق هو الشجرة ويحل محله القرد الذى تعود على التسلق بالشجرة والهروب من الضرب والإهانه فوافقه على ذلك .
وجاء صاحب الشجرة ومعه صديق له وعندما رأى ذلك كعادته قال لصديقه لقد أوسعت ذلك القرد الذى يقف تحت الشجرة ضرباً أما القرد الذى فوق الشجرة فلم يناله منى أذى فأود أن أتسلق للقرد الذى فوق الشجرة وأوسعه ضرباً وقد حدث ذلك فمن هنا أطلقت هذه المقولة وهى التى تقول " المنحوس منحوس والمحظوظ محظوظ " ولكن من جانبى أود أن أسرد قصة تنفى ذلك فقد حدث وأن طلبت إحدى الكنائس شماس يعمل بالكنيسة فتقدم لهذه الوظيفة اثنان أحدهما يجيد القراءة والكتابة والآخر أمى لا يقرأ ولا يكتب فبطبيعة الحال فاز بالوظيفة الذى يجيد القراءة والكتابة والآخر الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب والذى لم يحظى بالوظيفة فى عمل يعينه على مداومة الحياة فعمل مع أحد المقاولين وبعد فترة من الزمن وبعد أن تعلم مهنة المقاولين حدثته نفسه ولم أعمل مقاول كالذى أعمل معه وقد ترسخت تلك الفكرة فى نفسه وزاول تلك المهنة على نطاق ضيق إلى أن اتسعت أعماله وصار من المقاولين الأثرياء حتى أنه كان يعمل معه بعض المهندسين والخريجين من كلية الهندسة .
وذات مرة ذهب إليه أحد المهندسين كى يوقع إحدى الأوراق اللازمة للعمل فاكتشف أنه أمى لا يجيد القراءة ولا الكتابة فقال له كيف تتمتع بهذا الثراء الفاحش ولا تجيد القراءة والكتابة فرد عليه قائلاً أنا لو كنت أجيد القراءة والكتابة كان زمانى أعمل شماساً فى كنيسة فنحن نسرد ما توحى به هذه الكلمة كلمة المنحوس والمحظوظ محظوظ فهذه كلمة وإن كائن تبدو شبه صحيحة إلا أنها عقبة فى طريق من هو متطلع إلى مستقبل أفضل وليست تلك المقولة هى الوحيدة والفاصلة وهناك من عبر عنها بطريقة أخرى تثبط السهم وتقف حجر عثرة فى طريق ينتابهم الشئوم والنظر إلى تحت أقدامهم ولم ينظروا إلى الإمام لهذه المقولة لا تقل تعبيراً عن المقولة السابقة والتى تقول " قالوا رايح فين يا فقر قال رايح لناس أعرفهم قالوا له ماتوا يا فقر قال رايح لخلايفهم " فاٍلإنسان العاقل والمفكرة ينظر إلى الإمام سواء كان متعلماً أو غير متعلم وهذه المقولة توحى بعدم الاستسلام للمقولات التى تعوق الإنسان عن آماله وتطلعاته وهذه المقولة تقول " أعظم معلم يعيش العمر يتعلم ويخس باب الطريق ويقف حد اسلم ويعلا درجة بدرجة ولا يوصل آخر سلم فيا ما ناس متعلمة تسألها وتبلم وناس من غير علام تترجم وتتكلم والدليل على ذلك إسحق نيوتن لم يتعلم وجاء ذات يوم وهو جالس فى ظل شجرة سقطت ثمرة أحدثت صوت على الأرض مما لفت نظرة لذلك وأخذ يفكر فيما حدث ويقول " لماذا لم تصعد تلك الثمرة إلى فوق بدلاً من أن تسقط على الأرض وعلمه الله الذى يعلم الإنسان ما لم يعلم فتوصل إلى وضع قانون الجاذبية الأرضية والتى تتعامل به البشرية إلى يوم القيامة .
فقد جاء فى سورة آل عمران فى الآية 140 بسم الله الرحمن الرحيم " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " صدق الله العظيم وفى سورة التوبة فى الآية 105 بسم الله الرحمن الرحيم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " صدق الله العظيم والآيات التى تكون وازعا للإنسان وأن يجد فيها رزقه من عمل يؤد به جاء فى سورة النساء فى الآيات من 97 – 100 بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " صدق الله العظيم .
فأود أن أذكر من ظن انه منحوس وقد إنسدت الأبواب فى وجهه أن يغير ظنه ولا يستسلم للنحس ويظل قاعداً فعليه أن يعمل ويرى ما سيحدث له من تغيير فقد ينقلب نحسه إلى طير وازدهار وذلك لأن الدنيا لو دامت لأحد فى الغنى والثراء ما حظى بها آخر وذلك ليوم القيامة ونحن رأينا فى حياتنا أن كثيراً من الناس كانوا فقراء وصاروا أغنياء والعكس صحيح فكثير من الذين كانوا أغنياء وصاروا فقراء والله حثنا على العمل والتفانى فيه بشرط أن يكون الكسب من حلال كى يبارك الله فيه .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى
كانت كلمة المنحوس تطلق على كل من لا يوفق فى حياته فكان دائماً وأبداً ينتابه الشؤم فمن هم فى مثل هذا يكون قد وقر فى قلبه أن الشؤم يلاحقه فى كل زمان ومكان فينتابه اليأس ويحل به الخمول محل الأمل والتطلع إلى الأفضل ومن هنا قد أسردت القصص والمواقف التى لا توحى بخير لمثل هؤلاء الذين أطلق عليهم أنهم منحوسين فمن هنا قيل أنه كانت تطلق كلمة المنحوس والمحظوظ وأود أن أسرد القصة التى كانوا يتداولونها الناس فيما بينهم فأطقلت هذه المقولة على قردين قرد منحوس وقرد محظوظ وقد تعودا هذين القردين على أن يصطحبا بعضهما ويذهبان إلى شجرة موز فكان أحدهما يستلق شجرة الموز ويأكل منها ويلقى على صاحبه قشور الموز ليأكل منها صاحبه الذى يقف تحت الشجرة وكان كلما جاء صاحب البستان ورأى ذلك كان يوسع القرد الذى يقف تحت الشجرة ضرباً وعندما يرى القرد الذى فوق الشجرة ذلك يقفز بسرعة ويولى هارباً وكانت هذه الحادثة تتكرر يومياً إلى أن مل القرد الذى يقف تحت الشجرة وضاق زرعاً مما يحدث له من ضرب وأهانه فطلب من صديقه القرد الذى يتسلق شجرة الموز ولا يمس بأذى أن يتسلق هو الشجرة ويحل محله القرد الذى تعود على التسلق بالشجرة والهروب من الضرب والإهانه فوافقه على ذلك .
وجاء صاحب الشجرة ومعه صديق له وعندما رأى ذلك كعادته قال لصديقه لقد أوسعت ذلك القرد الذى يقف تحت الشجرة ضرباً أما القرد الذى فوق الشجرة فلم يناله منى أذى فأود أن أتسلق للقرد الذى فوق الشجرة وأوسعه ضرباً وقد حدث ذلك فمن هنا أطلقت هذه المقولة وهى التى تقول " المنحوس منحوس والمحظوظ محظوظ " ولكن من جانبى أود أن أسرد قصة تنفى ذلك فقد حدث وأن طلبت إحدى الكنائس شماس يعمل بالكنيسة فتقدم لهذه الوظيفة اثنان أحدهما يجيد القراءة والكتابة والآخر أمى لا يقرأ ولا يكتب فبطبيعة الحال فاز بالوظيفة الذى يجيد القراءة والكتابة والآخر الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب والذى لم يحظى بالوظيفة فى عمل يعينه على مداومة الحياة فعمل مع أحد المقاولين وبعد فترة من الزمن وبعد أن تعلم مهنة المقاولين حدثته نفسه ولم أعمل مقاول كالذى أعمل معه وقد ترسخت تلك الفكرة فى نفسه وزاول تلك المهنة على نطاق ضيق إلى أن اتسعت أعماله وصار من المقاولين الأثرياء حتى أنه كان يعمل معه بعض المهندسين والخريجين من كلية الهندسة .
وذات مرة ذهب إليه أحد المهندسين كى يوقع إحدى الأوراق اللازمة للعمل فاكتشف أنه أمى لا يجيد القراءة ولا الكتابة فقال له كيف تتمتع بهذا الثراء الفاحش ولا تجيد القراءة والكتابة فرد عليه قائلاً أنا لو كنت أجيد القراءة والكتابة كان زمانى أعمل شماساً فى كنيسة فنحن نسرد ما توحى به هذه الكلمة كلمة المنحوس والمحظوظ محظوظ فهذه كلمة وإن كائن تبدو شبه صحيحة إلا أنها عقبة فى طريق من هو متطلع إلى مستقبل أفضل وليست تلك المقولة هى الوحيدة والفاصلة وهناك من عبر عنها بطريقة أخرى تثبط السهم وتقف حجر عثرة فى طريق ينتابهم الشئوم والنظر إلى تحت أقدامهم ولم ينظروا إلى الإمام لهذه المقولة لا تقل تعبيراً عن المقولة السابقة والتى تقول " قالوا رايح فين يا فقر قال رايح لناس أعرفهم قالوا له ماتوا يا فقر قال رايح لخلايفهم " فاٍلإنسان العاقل والمفكرة ينظر إلى الإمام سواء كان متعلماً أو غير متعلم وهذه المقولة توحى بعدم الاستسلام للمقولات التى تعوق الإنسان عن آماله وتطلعاته وهذه المقولة تقول " أعظم معلم يعيش العمر يتعلم ويخس باب الطريق ويقف حد اسلم ويعلا درجة بدرجة ولا يوصل آخر سلم فيا ما ناس متعلمة تسألها وتبلم وناس من غير علام تترجم وتتكلم والدليل على ذلك إسحق نيوتن لم يتعلم وجاء ذات يوم وهو جالس فى ظل شجرة سقطت ثمرة أحدثت صوت على الأرض مما لفت نظرة لذلك وأخذ يفكر فيما حدث ويقول " لماذا لم تصعد تلك الثمرة إلى فوق بدلاً من أن تسقط على الأرض وعلمه الله الذى يعلم الإنسان ما لم يعلم فتوصل إلى وضع قانون الجاذبية الأرضية والتى تتعامل به البشرية إلى يوم القيامة .
فقد جاء فى سورة آل عمران فى الآية 140 بسم الله الرحمن الرحيم " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " صدق الله العظيم وفى سورة التوبة فى الآية 105 بسم الله الرحمن الرحيم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " صدق الله العظيم والآيات التى تكون وازعا للإنسان وأن يجد فيها رزقه من عمل يؤد به جاء فى سورة النساء فى الآيات من 97 – 100 بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " صدق الله العظيم .
فأود أن أذكر من ظن انه منحوس وقد إنسدت الأبواب فى وجهه أن يغير ظنه ولا يستسلم للنحس ويظل قاعداً فعليه أن يعمل ويرى ما سيحدث له من تغيير فقد ينقلب نحسه إلى طير وازدهار وذلك لأن الدنيا لو دامت لأحد فى الغنى والثراء ما حظى بها آخر وذلك ليوم القيامة ونحن رأينا فى حياتنا أن كثيراً من الناس كانوا فقراء وصاروا أغنياء والعكس صحيح فكثير من الذين كانوا أغنياء وصاروا فقراء والله حثنا على العمل والتفانى فيه بشرط أن يكون الكسب من حلال كى يبارك الله فيه .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى