للاسف الشديد ومما يحزن ان الفكرة التى اخذت عن الصعايدة فكرة خاطئة وغير صحيحة اللهم ان كانوا متشددين فى سلوكهم فهم يميلون الى الحق والدوغرى فلا احد يسمح لغيره فى ان يهضم حقه او يجور عليه ويظلمه فيرد الصاع صاعين وهذا هو الدليل الذى يقول واحد زائد يساوى اثنين فالصعيدى لم يالف المكر والخداع واللف والدوران وهذه سلوكيات طيبة واخلاقيات حميدة هذا فى باطنها اما فى ظاهرها التشدد والتحيز للحق والعدل فهو على فطرته التى فطره الله عليها فالجدية سلوكه ومسلكه فهو لا يحب الميوعه ولا المجاملة فالحق عنده حق ولا بد من اتباعه ولو باع عليه نفسه فمن كل هذا قد اتهمه البعض بانه مقفول او متغطرس وهو فى الحقيقة لا مقفول ولا متغطرس فقد يحل حلولا يحتار فيها القاضى وقد تندهش لهذا الصعيدى وكيف وصل به فكرة الى ذلك الحل الذى قد يستغرق فى المحاكم سنوات طوال وقد يقال عن الحل فى الصعيد بقعدة العرب وقد ترضى جميع الاطراف المتنازعة واكون مبالغا اذا قلت ان كل طرف منهم قد ارتاح لهذا الحكم العادل والذى سنه لهم شيخ العرب 0
ولا ننسى ان الصعايدة قد انجبوا كثيرا من الفنانين والكتاب وقد يمتازون بالاستقلالية التامة من غيرهم مما يجعلهم ياتون دائما بجديد وان دل على ذلك القول فانما يدل على مدى عبقرية الصعايدة اذا ما استخدموا عقلهم الواعى ووقفوا وقفة فيما بينهم وبين انفسهم على ان يتفادوا كل ما هو يضيرهم ولا ينفعهم 0
ومما دعانى الى اسراد قصتى هذه دهاء احد الصعايدة ومكره وحسن تصرفه وسعة حيلته والذى دعانى الى ذلك ما فعله الصعيدى مع استاذ الجامعة حيث اجتمعوا على غير موعد فى مكان ما ولما راى الاستاذ الجامعى الصعيدى جالس ولم يتكلم اراد ان يتحدث معه قضاءا للوقت ومسامرته فسال الاستاذ الصعيدى قائلا ما رايك اما ان تسالنى سؤال واما اسالك سؤال فاذا ما سالتنى ولم اجب على سؤالك سادفع لك عشرة جنيهات واذا سالتك انا سؤال ولم تجيب عليه فسوف تدفع لى جنيها واحدا فقط 0
اتحب ان تبدا انت السؤال ؟
فرد عليه الصعيدى قائلا انا الذى ابدا بالسؤال 0
فقال الاستاذ الجامعى اسال ما تريد 0
فساله سؤال قائلا ؛
مـا الطائر الـذى يطيـر برجليـن وعندمـا ينـزل علـى الارض يمشى على اربعة ارجل ؟
فاجاب الاستاذ الجامعى قائلا : انا لم اعرفه فقال الصعيدى اعطنى العشرة جنيهات الرهان الذى اتفقت عليه فاعطاه الاستاذ اياها 0
وعندما سال الاستاذ الصعيدى قائلا وما هو الطائر الذى تتحدث عنه ؟
قال الصعيدى انا ايضا لم اعرفه وخد رهانى الذى اتفقنا عليه واخرج جنيها واحدا من جيبه واعطاه للاستاذ 0
هل بعد هذا كله يقال لصعايده ما يقال ؟
فلقد ظن الاستاذ ان بعلمه وخبرته انه سيكسب الرهان البسيط من الصعيدى اذا ما جاوب على سؤاله الذى سيساله اياه 0
وقـد اشترط الاستاذ علـى نفسه بدفع رهان كبير الى الصعيدى اذا ما جاوب على سؤاله
اما اذا ما ساله الاستاذ وصعب على الصعيدى الاجابة على سؤاله فان الاستاذ لم ياخذ منه سوى جنيها واحدا ولماذا ؟
لانه استاذ يستطيع ان يسال ويجيب اما الصعيدى فلا يستطيع ان يسال ولا يستطيع ان يجيب 0
من هنا اشترط الاستاذ على الصعيدى اذا ما سال الاستاذ الصعيدى ولم يجيبه يعطيه عشرة جنيهات اما اذا حدث العكس وسال الاستاذ الصعيدى ولم يوفق الصعيدى فى الاجابة فان الاستاذ لم ياخذ منه الا جنيها واحدا من هنا وقد راى الاستاذ الجامعى من الصعيدى الجاهل بالتعليم والمتفتح بامور الحياة كيف بحيلته ودهائه قد تغلب على من هو بات منكبا على كتبه ودراسته وما زال القارىء فى تعليم وحصل على اعلى الشهادات وارتقى الى اعلى المناصب وبين ما هو دونه فـى التعليم ومـا بالـك فيمن قـد فتح الله عليه ببصيرة نافذة وحادة جعلته يكسب الرهان الكبير ظنا بهذا الصعيدى المقفول كمـا يدعون عليه انه لا يستطيع ان يسال اى سؤال 0
وقد ابعدوا صفة التعالى والاستهتار بالناس واحيانا التعالى على الجميع فالاستاذ هو الانسان وما دونه فلا يستحق ان يعيش وليس بذلك ان ننكر دور العلم والتعليم فالله امر بالقراءة حين خاطب جبريل محمد صلى الله عليه وسلم فى الغار وقال له اقرا فرد عليه ما انا بقارىء وجذبه عدة مرات وهو يقول له اقرا ويرد عليه قائلا ما انا بقاىء فقال له جبريل اقرا باسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق الى اخر السورة 0
ومع هذا قد يتجلى الله على عبد قد تستهتر به او تحتقره فى نظرنا ولكن الله بتجليه عليه قد يفتح بصيرته وتصدر من داخله ما يدل على انه عبقرى رغم جهله وعدم معرفته بالقراءة والكتابة فلربما اشعث اغبر لو اقسم على الله لا بره ولم نتوه ونحن نعلم ان العالم اسحق نيوتن لم يتعلم او لم ياخذ القدر الكاف من التعليم ولكن بتجلى الله عليه فى فتح بصيرته قد سمع وهو جالس تحت سجرة بسقوط ثمرة منها فطرات علي ذهنه فكرة قائلا لنفسه لماذا وقعت الثمرة على الارض ولم تصعد الى فوق وهداه تفكيره الى استنباط قانون الجاذبية الارضية وقد تشعبت هذه القوانين وقرنت باسمه وعرفت باسم قوانين نيوتن والتى ستظل الى يوم تقوم الساعة ويرث الله الارض وما عليها 0
ونحن نذكر احيانا ان خريجى كليات الهندسة مهندسين فى كل الاتجاهات منها المعمارية والتكنولوجية والميكانيكية وخلافه ولكنى ارى من جانبى ان الحلاق مهنس فى حلاقته ولولا انه مهندس ما اخرج من تحت يده مهندم ولا وجيه وكذلك النقاش اذا ما رايت نقشه على الحائط او غيرها قد بهرت عمله بخلاف غيره الذى لم يتقن النقش 0
فكل من يتخذ الابداع فى عمله فهو مبدع وفنان فصاحب كل عمل او صاحب مهنة فهو مهندس فى مهنته طالما خرجت من بين يديه صنعة قد تبهر الناظر اليها وقد يكون مشدوها بها مبهورا فتلقبه بالمهندس لانه هندس فى عمله واخرجه فى قالب رائع جميل وتطنه انه متعلم وهو فى الحقيقة بعيدا كل البعد عن العلم والتعليم وما بال المتعلم والذى يجيد بعلمه ما يمارسه فالعلم فى هذه الحال يضيف على جمال الشىء جمال اخر من نوع الفن والابداع فيحس فيما بينه وبين نفسه بالزهو والاختيال شاكرا ربه على نعمته التى منحها الله له ووفقه الى ما يتميز بها على غيره فكل جمال وكل فكر تجد فيه الله سبحانه وتعالى فالله جميل يحب الجمال وهو الذى يهب الجمال لمن احب من عباده ولا ننسى ايضا ان الكاتب الكبير عباس العقاد والذى لم ياخذ القدر الكاف من التعليم وقد علم نفسه بنفسه وحين قيل له نحن نريد ان نعطيك الدكتوراه فرد قائلا اعمل بيها ايه الدكتوراه وانا كل عبقرية من مؤلفاتى دكتوراه وغيره كثير وكثير فالله اذا ما اراد لعبد من عبيده ان يرفعه فلا راد فى رفعة اى عبد من عباده 0
فالصعيدى اذا ما استخدم فنه وتكتيكه فى كل مايهم القيام به فلا عقبة تجعله يحيد عما هو مقبل عليه 0
فاذا ما راى اصر ان يحصل على الدكتوراه من سلوكيات الصعايدة فانه يكشف الكثير والكثير من الذى لا يخطر على بال فى الرجولة والشهامة والاقدام والدليل على ذلك الحكم والامثال التى تتردد فى الصعيد وهذه الحكم والامثال لم تاتى من فراغ ولكنها ذبدة كل خبرة وحنكة وموقف كان له فى ذلك الوقت رهبة لمن قاموا على تحليله ووضع المثل الذى يليق به
ولا ننسى ان الصعايدة قد انجبوا كثيرا من الفنانين والكتاب وقد يمتازون بالاستقلالية التامة من غيرهم مما يجعلهم ياتون دائما بجديد وان دل على ذلك القول فانما يدل على مدى عبقرية الصعايدة اذا ما استخدموا عقلهم الواعى ووقفوا وقفة فيما بينهم وبين انفسهم على ان يتفادوا كل ما هو يضيرهم ولا ينفعهم 0
ومما دعانى الى اسراد قصتى هذه دهاء احد الصعايدة ومكره وحسن تصرفه وسعة حيلته والذى دعانى الى ذلك ما فعله الصعيدى مع استاذ الجامعة حيث اجتمعوا على غير موعد فى مكان ما ولما راى الاستاذ الجامعى الصعيدى جالس ولم يتكلم اراد ان يتحدث معه قضاءا للوقت ومسامرته فسال الاستاذ الصعيدى قائلا ما رايك اما ان تسالنى سؤال واما اسالك سؤال فاذا ما سالتنى ولم اجب على سؤالك سادفع لك عشرة جنيهات واذا سالتك انا سؤال ولم تجيب عليه فسوف تدفع لى جنيها واحدا فقط 0
اتحب ان تبدا انت السؤال ؟
فرد عليه الصعيدى قائلا انا الذى ابدا بالسؤال 0
فقال الاستاذ الجامعى اسال ما تريد 0
فساله سؤال قائلا ؛
مـا الطائر الـذى يطيـر برجليـن وعندمـا ينـزل علـى الارض يمشى على اربعة ارجل ؟
فاجاب الاستاذ الجامعى قائلا : انا لم اعرفه فقال الصعيدى اعطنى العشرة جنيهات الرهان الذى اتفقت عليه فاعطاه الاستاذ اياها 0
وعندما سال الاستاذ الصعيدى قائلا وما هو الطائر الذى تتحدث عنه ؟
قال الصعيدى انا ايضا لم اعرفه وخد رهانى الذى اتفقنا عليه واخرج جنيها واحدا من جيبه واعطاه للاستاذ 0
هل بعد هذا كله يقال لصعايده ما يقال ؟
فلقد ظن الاستاذ ان بعلمه وخبرته انه سيكسب الرهان البسيط من الصعيدى اذا ما جاوب على سؤاله الذى سيساله اياه 0
وقـد اشترط الاستاذ علـى نفسه بدفع رهان كبير الى الصعيدى اذا ما جاوب على سؤاله
اما اذا ما ساله الاستاذ وصعب على الصعيدى الاجابة على سؤاله فان الاستاذ لم ياخذ منه سوى جنيها واحدا ولماذا ؟
لانه استاذ يستطيع ان يسال ويجيب اما الصعيدى فلا يستطيع ان يسال ولا يستطيع ان يجيب 0
من هنا اشترط الاستاذ على الصعيدى اذا ما سال الاستاذ الصعيدى ولم يجيبه يعطيه عشرة جنيهات اما اذا حدث العكس وسال الاستاذ الصعيدى ولم يوفق الصعيدى فى الاجابة فان الاستاذ لم ياخذ منه الا جنيها واحدا من هنا وقد راى الاستاذ الجامعى من الصعيدى الجاهل بالتعليم والمتفتح بامور الحياة كيف بحيلته ودهائه قد تغلب على من هو بات منكبا على كتبه ودراسته وما زال القارىء فى تعليم وحصل على اعلى الشهادات وارتقى الى اعلى المناصب وبين ما هو دونه فـى التعليم ومـا بالـك فيمن قـد فتح الله عليه ببصيرة نافذة وحادة جعلته يكسب الرهان الكبير ظنا بهذا الصعيدى المقفول كمـا يدعون عليه انه لا يستطيع ان يسال اى سؤال 0
وقد ابعدوا صفة التعالى والاستهتار بالناس واحيانا التعالى على الجميع فالاستاذ هو الانسان وما دونه فلا يستحق ان يعيش وليس بذلك ان ننكر دور العلم والتعليم فالله امر بالقراءة حين خاطب جبريل محمد صلى الله عليه وسلم فى الغار وقال له اقرا فرد عليه ما انا بقارىء وجذبه عدة مرات وهو يقول له اقرا ويرد عليه قائلا ما انا بقاىء فقال له جبريل اقرا باسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق الى اخر السورة 0
ومع هذا قد يتجلى الله على عبد قد تستهتر به او تحتقره فى نظرنا ولكن الله بتجليه عليه قد يفتح بصيرته وتصدر من داخله ما يدل على انه عبقرى رغم جهله وعدم معرفته بالقراءة والكتابة فلربما اشعث اغبر لو اقسم على الله لا بره ولم نتوه ونحن نعلم ان العالم اسحق نيوتن لم يتعلم او لم ياخذ القدر الكاف من التعليم ولكن بتجلى الله عليه فى فتح بصيرته قد سمع وهو جالس تحت سجرة بسقوط ثمرة منها فطرات علي ذهنه فكرة قائلا لنفسه لماذا وقعت الثمرة على الارض ولم تصعد الى فوق وهداه تفكيره الى استنباط قانون الجاذبية الارضية وقد تشعبت هذه القوانين وقرنت باسمه وعرفت باسم قوانين نيوتن والتى ستظل الى يوم تقوم الساعة ويرث الله الارض وما عليها 0
ونحن نذكر احيانا ان خريجى كليات الهندسة مهندسين فى كل الاتجاهات منها المعمارية والتكنولوجية والميكانيكية وخلافه ولكنى ارى من جانبى ان الحلاق مهنس فى حلاقته ولولا انه مهندس ما اخرج من تحت يده مهندم ولا وجيه وكذلك النقاش اذا ما رايت نقشه على الحائط او غيرها قد بهرت عمله بخلاف غيره الذى لم يتقن النقش 0
فكل من يتخذ الابداع فى عمله فهو مبدع وفنان فصاحب كل عمل او صاحب مهنة فهو مهندس فى مهنته طالما خرجت من بين يديه صنعة قد تبهر الناظر اليها وقد يكون مشدوها بها مبهورا فتلقبه بالمهندس لانه هندس فى عمله واخرجه فى قالب رائع جميل وتطنه انه متعلم وهو فى الحقيقة بعيدا كل البعد عن العلم والتعليم وما بال المتعلم والذى يجيد بعلمه ما يمارسه فالعلم فى هذه الحال يضيف على جمال الشىء جمال اخر من نوع الفن والابداع فيحس فيما بينه وبين نفسه بالزهو والاختيال شاكرا ربه على نعمته التى منحها الله له ووفقه الى ما يتميز بها على غيره فكل جمال وكل فكر تجد فيه الله سبحانه وتعالى فالله جميل يحب الجمال وهو الذى يهب الجمال لمن احب من عباده ولا ننسى ايضا ان الكاتب الكبير عباس العقاد والذى لم ياخذ القدر الكاف من التعليم وقد علم نفسه بنفسه وحين قيل له نحن نريد ان نعطيك الدكتوراه فرد قائلا اعمل بيها ايه الدكتوراه وانا كل عبقرية من مؤلفاتى دكتوراه وغيره كثير وكثير فالله اذا ما اراد لعبد من عبيده ان يرفعه فلا راد فى رفعة اى عبد من عباده 0
فالصعيدى اذا ما استخدم فنه وتكتيكه فى كل مايهم القيام به فلا عقبة تجعله يحيد عما هو مقبل عليه 0
فاذا ما راى اصر ان يحصل على الدكتوراه من سلوكيات الصعايدة فانه يكشف الكثير والكثير من الذى لا يخطر على بال فى الرجولة والشهامة والاقدام والدليل على ذلك الحكم والامثال التى تتردد فى الصعيد وهذه الحكم والامثال لم تاتى من فراغ ولكنها ذبدة كل خبرة وحنكة وموقف كان له فى ذلك الوقت رهبة لمن قاموا على تحليله ووضع المثل الذى يليق به