روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    عريس الغفلة

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    عريس الغفلة Empty عريس الغفلة

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:50 pm

    قد تنقلب الطيبة الزائدة غالبا الى الضد او العبط حيث المغالاه فيها وقد تبلغ ذروتها متمثلة فى شاب يدعى حسنين باحدى القرى كان على نياته كما يقولون وهذا الشاب الذى لا يعرف من امور الدنيا شىء قد توفى والده وتركه على اخوته الكبار الذين تزوجوا وكون كل واحد منهم اسرة من صبيان وبنات كثيرين وكذلك اخواته البنات اللاتى تزوجن ايضا وانشغلن بصبيانهن وبناتهن تاركين اخوهم الشاب ذلك المتوكل مع والدته التى طعنت فى السن وقد اجتمعت الاسرة بكامل هيئتها لتقرر مصير ذلك الشاب التى قد تتوفى والدته فى يوم من الايام ولم يجد من يعوله او يتولى امره فعزموا على زواجه من احدى بنات القرية وكيف لا ترضى واحدة منهن زواجه وهو يرث عن والده بضعة افدنه قد تغنيه عن اخوته وسيقتات هو وزوجته منها وهذا هو المتاع الذى ورثه عن والده فضلا عن منزل مكون من دورين كالمتبع والمالوف فى القرى حيث لا يزيد ارتفاع اى منزل عن دورين وهذه قد تعتبر احسن زواجه كانت تتمناها اى بنت فى اى قرية حيث كانت الحياة فى ذلك الوقت تعتمد على الزراعة وكان المتبع المالوف حين يريد اى شاب ان يتزوج فعند تقدمه لاى بنت اهل البنت يسالون عنه هل لديه اطيان زراعية ولو بضعة قراريط قليلة فى وقت كان لا يلتفت فيه الى الوظائف وفى وقت كانت تعز فيه الوظائف او تكاد تكون معدومة فالحياة كانت تقوم على الزراعة اولا واخيرا حيث كانت الزراعة هى المصدر الرئيسى للبلد ولا ننسى ما كانت عليه الموظفين فقليلا منهم كان نصف متعلم والباقين يعرفون القراءة والكتابة بالعافية ويعدون على الاصابع اذا قيس عددهم بالاعداد التى نراها الان 0

    فالمالكين فى ذلك الوقت لقراريط قليلة يعدون من الاعيان ومن زوى الممتلكات فقد يتحدثون عنه الناس الغنى والثراء من هنا رحبت الاسرة التى تقدموا اليا اخواته لطلب يد ابنتهم حسنين المتوكل هذا وزفاف ابنتهم اليه رغم هبله وتوكله وهذا الهبل وذلك المتوكل قد وضع جانبا من اسرة الزوجة واضعين فى اعتبارهم بضعة الافدنة التى يملكها والتى ستجعل ابنتهم تعيش عيشة راضية مما قد تنتجه تلك الارض وهذه تعتبر زواجة لقطة وقليلا ما تحظى بها بنت من بنات القرية مما جعل الاسرة ترحب بزفاف ابنتهم لهذا الشاب بل وشعروا ان ليلة القدر انفتحت لهم فوافقوا على زفاف ابنتهم اليه واقيمت الافراح والليالى الملاح حيث كانت الافراح تقام فى القرى قبل موعد الزفاف باسبوع على الاقل حيث تدق الطبول وتمد الموائد فى ليلة الزفاف بما لذ وطاب للمعازيم هكذا كانت افراح الفلاحين بقرى الصعيد 0

    وانتهت السبعة ايام الحافلة بالافراح وجاءت ليلة الزفاف وقد كان الشاب العريس طيلة اسبوع الافراح يسال عن سبب اقامة هذا الفرح فيردون عليه قائلين هيزوجوك ياحسين 0

    وزف الشاب الى عروسته وزج به داخل حجرة نومه حيث اقيم بداخلها سرير حديد ذو اربعة اعمدة يتدلى على جوانبها التلى الابيض الذى يطلق عليه اسم الناموسية 0

    وعندما وقعت عينيه على السرير المقام داخل الحجرة وقد لف بالناموسية ظنه مقصورة لضريح احد اولياء الله الصالحين التى ظهرت كرامته واتاهم فى المقام بعد وفاته وامرهم ان يقيموا له مقام داخل الحجرة فاخذ يلف حول السرير ويتمتم كانما كان يقرأ الفاتحة على روح المتوفى او ذلك الولى الصالح والذى بين او ظهر كرامته فى الحجرة واقامت له الاسرة مقام فيها 0

    كل هذا ولم يدور بخلده ان ما يراه امام عينيه سرير وبداخله عروسه ستكون له زوجه وقد اضاءت بجمالها الحجرة وقد بدت وهى على السرير وداخل الناموسية ملاك قد اذدان فى حلته الحريرية قد يتوه عقل العاشق اذا رآه فى منظر جميل خلاب تهفو اليها النفوس المتشوقة ليلة زفافها 0

    رات العروس بعلها او الذى سيكون بعلها بعد لحظات يلف حول السرير ويتثبث به يدعو ربه ويبتهل بالدعاء 0

    رات العروس هذا منه فلفتها الدهشة والعجب لما بدر منه وطنت انه لم يراها او ياخذ باله منها فهمست له تناديه بصوت حنين ورقيق باسمه داخل الناموسية وهى جالسة على السرير ترفل فى ثياب حرحرية وقد اخذت رونقها واتزينت متحفزة لتلك الليلة ليلة العمر التى كانت تنتظرها منذ داب فيها الحلم 0

    وعندما سمع الشاب المبتهل همس رقيق يناديه من داخل السرير ويداعبه والذى ظنه انه مقام لاحد الاولياء الصالحين جحظت عيناه وثبت فى مكانه كى يتاكد من ذلك الذى يهمس فى اذنيه ولما لم تجد منه استجابة لتلك الهمس الذى سمعه ارادت ان تكشف عن غطائها وترفع الناموسية كى يراها وتهىء له ولها ليلة سعيدة قد تجعله ينتبه ويحس نفسه انه صار رجلا مسئولا عن اقامة العش السعيد التى تحلم به كل بنت فى مثل سنها 0

    ولما لمست منه ان لم يحرك له ساكنا كل ما رآه وسمعه جعلها تجزع خائفة على مستقبلها ومستقبل زواجها منه فاصيبت بالقلق والتوتر 0

    راى حسنين ما راه وسمع ما سمعه من همس ومداعبة فبدلا من ان يسر وينشرح صدره لها وتعم قلبه الفرحه انكر كل ما سمعه وراه ورد عليها بكلام وقع على سمعها كالصاعقة التى هزت كيانها وكادت تقع من طولها مغشيا عليها حين سمعته يقول من الذى اتى بك الى هنا كى تكلمينى وتنادينى وتهمسى الى 0

    ومع كل هذا بذلت ما فى وسعها جاهدة كى تجعل منه انسانا اخر يعتمد عليه غير ما هو عليه من بلاهه وعبط وتوكل ولكن دون جدوى وباءت محاولاتها بالفشل الزريع وقد امسك بها وحملها والقى بها من الشباك ظنا منه ان ما راه عار ولا بد ان يتخلص منه فهوت على الارض ولم تدرى بنفسها الا وهى بين الاسرة البيضاء فى احدى المستشفيات وقد اصابها الصم نتيجة لذلك الحادث الاليم الذى نجم عن ابله وعبيط ولولا عناية الله لها وان البيوت فى القرى لا يزيد ارتفاعها عن دورين لفارقت الحياة 0

    وما كان من الاسرتين الا ان اجتمعا لمعالجة ما ترتب عليه هذا الزفاف المشين الذى ادى الى صمم الزوجة طالبين تعويضا يوازى ما ترتب على ميل بختها وما قد يعينها على مواصلة الحياة فحكمت لها الجلسة المكونة من اكابرالقوم بفدانين من نصيبه كتعويضا لما لحق بها من ضرر اعجزها عن الزواج ودمر حياتها وكان شيئا فى الدنيا يوازى صحتها وفقدان متعتها فى الحياة ومستقبلها التى كانت ترجوه مترقبه الى حياة افضل ولو عوضت بكنوز الدنيا فضلا عن الروع الذى اصابها والذى قد يؤدى مستقبلا الى عدم الزواج والى ما صارت عليه من عدم قدرتها على الانجاب 0

    لذا كان يجب فى هذه الحالة وما يماثلها الى التروى حتى لا تنقلب بهجة الفرح الى هم وغم قد يتحول الى قلق وحزن وعدم انصاف وقد صارت هذه الزواجه احدوثه بين الناس يتغنى بها السمار كنقد لبعض تصرفات الناس الذين يقبلون على مواقف قد تكون محرجة لهم وما كانت تلك المواقف فى الحسبان حيث اقبلوا عليها بوازع من الطمع ولم يراعوا الكفاءة فى الزوجين من حيث العمر ايضا فلا يجوز زواج شابة من شاب قد يكبر فى السن عنها كثيرا مما يؤثر على سعادتهما فى مقدم العمر فتنقلب الحياة السعيدة الى جحيم قد يؤدى الى الانحراف فالمال دون كفاءة ليس له قيمة تذكر ولا الجاه ايضا اذا لم تتوافر فيهما الكفاءة فالخادم احسن من ذوى الجاه والثراء والسعادة لا تشترى بالمال فياليت اولياء الامور يراعوا ذلك حتى لا تنقلب الحياة السعيدة الى تعاسة وشقاء

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 10:48 am