روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روايات من قلب الصعيد

بقلوب ملؤها المحبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة

روايات من قلب الصعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روايات من قلب الصعيد

الشاعر والكاتب / عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب شاعر الصعيد عامتا ومدينة أسيوط خاصتا شاعر رواية من قلب الصعيد روايات واقعية - شخصيات تاريخية - قصة قصيرة - نوادر - احداث تاريخية - شعر العامية - المربعات - رومانسيات - ادوار صعيدية - الادب الساسي


    التعـــــفــــــف

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 590
    نقاط : 1769
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 15/11/2011
    العمر : 34
    الموقع : اسيوط

    التعـــــفــــــف  Empty التعـــــفــــــف

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مارس 03, 2015 11:12 pm

    التعفف
    ـــــــــــــ

    يقال إن احد الأطباء كان يجلس في الشارع فوقعت عيناه علي ما لم يكن في الحسبان أو ما قد لا يخطر بباله رأي فتاه في غاية الروعة والجمال حتي أنها كانت تلفت أنظار الناس إليها فما من احد رآها إلا وانبهر بجمالها ورقة خطواتها فأدي به انفعاله بها إلا انه تأكد في الحال إن الحياة له من دونها فنهض علي الفور وسار خلفها يتتبع خطواتها كي يستدل علي المكان التي تقيم فيه حتي انه تقدم لوالدها يطلب يدها لتكون زوجة له في إن طلب من والدها ذلك إلا وقال له والدها ماذا تعمل ؟
    فرد عليه قائلا إنا طبيب فقال له والدها إنا سأوفق علي زواجها منك مقابل إن تسلك مسلكي فانا ليس لي عمل إلا إنني أتسول فان وافقت علي إن تتسول مثلي فانا لن أتردد لحظه واحده في موافقتي من زواجك منها فنظر لجمالها وسحر عيونها ورقة حديثها وافق علي الفور .
    فمن هنا احضر له جلباب متواضع يوحي بمن يرتديه بأنه لا يملك من حطام الدنيا شئ وقاده إلي مكان ما وقال له اجلس في هذا المكان ومد يدك للمارة وتظل علي هذه الحال لمدة لا تقل عن أربعون يوما فوافق علي الفور وقاله له هل أسلمك المبلغ الذي احصل عليه أخر كل يوم فقال له لن استلم منك شئ إلا بعد انقضاء المدة الأربعون يوما وبعد إن انقضت المدة لم يصدق الطبيب نفسه من علو المبلغ الذي حصل عليه في الأربعون يوما ومن هنا قد تعود الطبيب علي ممارسة الشحاتة والتسول وصارت طابعا محفورا فيه وهذا في الشرع والقانون وهناك الكثير من هم علي شاكلة هؤلاء المتسولين والغير محتاجين فالتسول في حد ذاته لا مكان له في الشرع فالشرع أمر بالعمل والجدية فقد قال النبي (صلي الله عليه وسلم ) وقل اعملوا فسيرى الله عليكم ورسوله وقال أيضا من عمل منكم عملا فليتقنه وانه من بات كالا من عمل يده غفر له .
    فانا أود إن الفت نظر القارئ إن القصة التي رويتها هذه قد بينا بها الصدق بل ومن المؤكد وذلك لعلمي بان احد العاملين ؟ بأحدي الجامعات كان دائما وأبدا لن يكف عن التسول هو وزوجته وأبناءه في الشوارع وفي المقابر خاصة في أيام الجمع وكذلك في الأعياد حين إن من عادات الناس وخاصة في الريف يزورون القبور فكانوا يعدون العدة لتوزيع الأطعمة والمأكولات علي الفقراء المترددين والحريصين علي التسول في المواسم والأعياد وبالرغم من كل هذا هناك أناس فقراء جدا ولكن عفهم تنهاهم عن التسول ولقد قال الله فيهم في سورة البقرة في ألأيه 273 ^ بسم الله الرحمن الرحيم ^ << للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم<<
    صدق الله العظيم .
    ولقد روي عند سيدنا رضي الله عنه انه ذهب لأحد أصدقائه وكلف رجل في الشارع أن يحرس له دابته لحين أن تنهي الفترة التي سيستغرقها مع صديقه وفي نفس الوقت قد ضمر له أن يعطيه مبلغ معين اجر حراسته للدابة وبعد أن انقطعت فترة جلوسه مع صديقه خرج ليأخذ دابته ففوجئ إن السرج الذي كان علي الدابة لم يكن علي ظهر الدابة فسأله عن السرج الذي كان علي الدابة فتردد في إجابته فما كان من سيدنا علي رضي الله عنه إلا إن ادخل في قلبه الطمأنينة وعدم الخوف أذا ما صرح له بالحقيقة في كان الحل إلا إن قال لسيدنا علي انه قد باعه فقال له سيدنا علي بكم بعت السرج فقله له بملغ كذا وكان المبلغ الذي باع به السرج هو نفس المبلغ الذي ضمر له سيدنا علي إن يعطيه له اجر حرا سنة فمن هنا قال سيدنا علي رضي الله عنه أن الإنسان سيأتيه رزقه من حلال فيستعجل ويأخذه من الحرام .
    فالأرزاق قد ذكرها الله في سورة هود ألأيه 6 ^بسم الله الرحمن الرحيم ^ << وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين << صدق الله العظيم .
    فلابد من يقدمون الصدقات لابد وان يتحروا عن من هم فقراء بحق وحقيقي وليسوا ممن يتخذون التسول مهنه يتمادون فيها وقد جاء في سورة التوبة في ألأيه 60 ^ بسم الله الرحمن الرحيم ^ << إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم << صدق الله العظيم .
    فهؤلاء المتسولين الغير محتاجين طار فيهم الحياء ويفتقرون إلي الدين والضمير فقد صدق الحديث الذي إذا لم تستحي فا صنع ما شئت فالحياء بضع وسبعون درجه من درجات الإيمان فهؤلاء ومن هم علي شاكلتهم من المحتمة عليهم إن يعلموا كي يكسبوا لقمة العيش بالجهد والعرق فكل من بات كالا من عمل يده غفر له ومن عمل منكم عملا فليتقنه فهؤلاء المتسولين الغير محتاجين قطعوا الطريق علي من هم في اشد الحاجة إلي لقمة العيش .
    ولا يخفي عنا أن نلفت نظر القارئ في أن هناك بعض المتسولين يبدعون في طرق التسول وعلي سبيل المثال تجد بعض المتسولين يمسك الواحد منهم بأحدي يديه خرطوم ينتهي بكيس به بول خارج من فتحه في الجلباب ويمد يده الأخرى متسولا بها فإذا ما نظر أليه احد ظن انه أجريت له عمليه جراحيه فلن لم يتواني لحظه في أن يدخل يده في جيبه ويقدم له الصدقة التي تعينه علي مجاراة حياته ومنهم من يمسكون بأيديهم أكياس أدويه وقد تكون علبة الأدوية التي بالأكياس التي يحملونها بأيديهم فارغة وهذه الطريقة تختص بها النساء ولقد قال الله سبحانه وتعالي في سورة الضحى ^ بسم الله الرحمن الرحيم ^ << والضحى والليل إذا سجي – ما ودعك ربك وما قلى – وللآخرة خير لك من الأولي – ولسوف يعطيك ربك فترضى ألم يجدك يتيما فأوي – ووجدك ضالا
    العظيم . فمن هنا قد أمرنا الله سبحانه وتعالي إن لا تقهر اليتيم ولا تنهر السائل فهؤلاء الغير محتاجين ويحترفون التسول بالطرق التي يمارسون وعلم الناس بذلك قد أغلقوا الطريقة أمام الفقراء والمساكين والمحتاجين بحق وحقيقي .
    ويستثني من ذلك كله ألاجئين أو النازحين من بلادهم لاضطراهم علي ذلك وهؤلاء فقد اضطرتهم الظروف إلي ؟ واللجوء وقد يكون الذي أجبرهم علي ذلك نشوب الحروب في بلادهم من المتصارعين علي السلطة والذي قد يؤدي إلي حرب أهليه فهؤلاء هم الذين يستحقون الصدقات بل والعطف ولحنو عليهم.



    عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
    أسيوط – ألوليديه شارع إسماعيل الشريف – حارة احمد السويفي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 3:43 pm