ولد الهلف والارض الخرس

قال الله تعالى " وتلك الايام نداولها بين الناس " فالغنى لا يستمر فى غناه والفقير لا يستمر فى فقره فكلام الله ليس فيه ادنى شك لانه من الخالق الذى يعلم ما فى السموات وما فى الارض ويعلم وما فى الصدور والعلم او التعليم مطلوب كالماء والهواء وكما قال عميد الادب العربى الدكتور طه حسين : والذين نادوا بمجانية التعليم واتخذوا من مجانية التعليم اسلوبا فى خطبهم فما بلتعليم من مزايا الا انه لا يخلوا من اضرار بل واضرار بشعة وهدامه فانا مع مجانية التعليم فى المدارس المتوسطة وليس بالجامعات لان خريج الجامعات سيكون مستقبلا قادة للبلد وقادة البلد اذا كان منهم دون الاخلاق والتربية والنزاهة وطهارة اليد فلا فائدة فى بلد يمسك بزمامها من هم مثل هؤلاء حيث كان التعليم مقصورا على ابناء البشاورات والاثرياء الذين شبوا فى بيئات مملوءة بالخير فلا مجال للكذب والتعالى على الناس لانهم لا يعرفون ذلك فالذى يتعالى على الناس من الشرذمة التى افسح لها المجال فى الترقى والعلو فيجد نفسه فى حالى غير الحال الذى نشا عليه ومن هنا ينسى ماضيه ويامر وينهى فيما ليس له من داعى فى الامر والنهى متظاهرا امام غيره من زملائه بانه الصفوة المنتقاه فى الشعب وهى دون ذلك وتكون البلد للتحايل على ما سيحصل عليه باى طريقة من الطرق ولنضرب مثلا على هذا النفر من الاشخاص من بيئة غير جدير بمنصب من المناصب فى المجتمع وتخرج فيها من سيكون ذا منصب ويرى زميله من البيئات ذو الهيبة والثراء يمتلك عربة موديل كذا فيرى فى نفسه نقصا فيفكر فى الحصول على عربة مثله ومفيش حد احسن من حد فتراوده نفسه على السرقة وقبول الرشوة من هنا نصدق بل ونجزم فى التصديق حديث النبى صلى الله عليه وسلم والذى لا ينطق عن الهوى قال فى اخر الزمان الحفاة العراة رعاة الشاة والابل يتطاولون فى البنيان وتولى الامور لغير اهلها اى ان الذى يتولى امرا من امور البلد لم يمكن ابدا وباى حال من الاحوال اهل لهذا المنصب الذى وصل اليه فاذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت الرقص فاذا كان رئيس مصلحة من البهلوانات فتكون الفئة التى تعمل معه فئة قرود وبهلوانات والعملية فى وقتنا هذا ظاطت والفرق بين الحال الاول قديما وبي الحديث ان قديما كان التعليم فى الجامعات لابناء الاثرياء الذين يستطيعون الانفاق فتتعالاهم النعمة والثراء التى كانت تشع فى وجوههم الرؤساء فى احد الموظفين الكبار عنه فى السن ونبذ بالالفاظ لا تليق بمنصبه وكرسيه الذى يجلس عليه فما كان من الموظف ان يرد عليه قائلا انا اتعلمت بالفلوس اما انت فقد اتعلمت بالمجان وهذا الرد له مغزى يدل على انه من عائلة ثرية وذا هيبة اما هو فمن عائلة دون مستوى عائلته فهؤلاء لم يجالسوا الناس ولم يمارسوا الديمقراطية حيث نشا تقريبا فى جماعات متفرقة لا يعرفون فيما بينهم الا قانون الغاب الذى يحكمهم بعيدين عن مخالطة الناس ومعرفة ما يدور بداخلهم لكان منذ عهد غير بعيد يبحثون عن كل من يتقدم الوظيفة متحرين عنه وعن سلوكه وعن اخلاقه ومدى مكانته فى المجتمع وخاصة فى الوظائف الحساسة والتى قد تكون مستقبل من الوظائف القيادية والتى تتعلق بارواح الناس بل ومستقبلهم والدليل على هذا اننا اليوم نتباكى على نظام العمد والمشايخ والذى ولى عهدهم وذهب ولكن كانت العمد والمشايخ الذى اتكلم عنهم اليوم من ذوى الممتلكات والثروة والتى تبعده عن مد اليد للغير الا هؤلاء والاعوجاج والمحاباه والميل مع هذا وترك هذا وذلك بخلاف ما نسعى عليه اليوم فى تعيين العمد والمشايخ فبعيدا عنالانتخابات فقد يعينوا بمرتبات كموظفين عاديين فى المجتمع وليسوا من ذوات الثراء والعزوة ويقول كلمته فينصاع له من هم تحت رعايته ويعرف المنحرف والضال وذو الاخلاق والمستقيم ويقال ايضا بالنسبة للتعليم لا تعلموا اولاد السفهاء العلم لانهم قد يستخدمونه فى كيفية الافلات من القانون ومستخدمه فى الضرر اكثر من النفع وهذا ما نراه فى ايامنا هذه فكل من كان حقيرا واعتلى منصبا عاليا مرموقا تعالى على الناس ونظر للناس بنظرة حقيرة ونسى انه كان الى عهد قريب حقيرا او ابن حقير لانه مش قادر يحمل النعمة التـى منحت لـه والمثل والامثلة السائدة فـى المجتمع بتقول القوالب نامت والانصاص قامت وقالوا فـى اخـر الزمان لا ينفع فيـه الا ولـد الهلف والارض الخرس