كان لرجل ثرى قد بلغ ثراه الى حد قد يعجز احد ان يحصره لكم من مال واراضى زراعية شاسعة ومع كثرة ما عنده وما يمتلكه فليس له من الذرية سوى بنت واحدة فهى التى سترث كل ما عنده ومع ثراءه وما يمتلكه فهو رجل صالح يعرف الله حق المعرفة فينفق من امواله على الفقراء والمساكين .
وكان يحج كل عام وياخذ معه من المال ما يكفى انفاقه على الفقراء والمساكين هناك حيث كانت الاراضى الحجازية لم يكتشف فيها البترول بعد وتصبح بلد ضمن البلاد الغنية
فكان اهل مكة والمدينة بل والمملكة العربية السعودية باسرها قبل اكتشاف البترول فقراء لا يعتمدون فى عيشهم الا على ما ياتون به الحجاج كل عام من مال وخبز وغيره ممن يطعمون به هؤلاء
بل كان منهم مطوفين يجوبون البلاد الاسلامية قبل موسم الحج لينفرد كل مطوف منهم بعدد لا باس به من الحجاج اى بمثابة عملية تسويق لما يقومون به من خدمات للحجاج
فكان موسم الحج بالنسبة لهؤلاء بل ولشعب السعودية موسم خير وفرج ووسعة كانوا ينتظرونه من العام الى العام
كان لذلك الرجل الثرى الذى تعود ان يحج كل عام دفتر يقيد فيه اسماء الفقراء ليعطى كل واحد منهم نصيبه من المالى الذى ياخذه معه .
تعود الرجل على انفاق ماله فى سبيل الخير ومعاونة الفقراء والمحتاجين فى تلك البلاد فى مواسم الحج .
مرض ذلك الرجل الثرى فخاف على انقطاع ما يتصدق به وينفقه على الفقراء اوصى ابنته الوحيدة فى ان فعل الخير واتباع ماكان يقوم به وقد اعطانا الدفتر المدون فيه اسماء من كان يعطيهم مم اعطاه الله وقد تعود الفقراء على ما يمن به الرجل عليهم فينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر حتى اذا ماراوه التقوا حوله لينال كل منهم نصيبه كما عودهم .
سكلت البنت مسلكه فى فعل الخير وانفاق الكثير من المال على فقراء مكة والحرم وفقراء المدينةوبذل الاموال لشراء جميع ما يلزم الحرمين الشريفين من كسوة للكعبة وسجاد للعلم .
فقد كانت مصر هى التى تقوم جادة لكسوة الكعبة الشريفة وقد كانت لمصر تكية تاوى الفقراء فى مكة وارجو ان لا يخرج من يقرا هذه القصة من حكام المملكة العربية السعودية حيث الثراء والغنى الفاحش التى يتمتعون به اليوم فالله قـال وتلك الايام نداولها بين الناس فالفقير لا يستمر فى فقره وكذلك الغنى لا يستمر فى غناه
وما مقلته فى قصتى هذه هو قول الصدق والحق فلا حسد ولا حقد بما انعم الله به على تلك البلد فلا شىء يدوم فى هذه الدنيا الا العمل الصالح .
فلما تعودت البنت على القيام بما يقوم به والدها من حج كل عام وانفاق بسخاء وعلى كل ا لمحتاجين وظلت على هذا المنوال اخذه بوصية والدها .
وجاء اليوم الذى مرضت فيه البنت واقعدها المرض عن مزاولة ما كانت تبذله وتنفقه على فعل الخير بنفسها
فكلفت زوجها للقيام بدلا منها فى عمل الخير والحج سنويا واسندت اليه الدفتر المدون فيه اسراء الفقراء والمحتاجين ولكن زوجها هذا كان بخيلا فاخذ ما معها من اموال كى ينفقها على ما اوصت به زوجته ولكن نجله اسكته وطبق يديه عن فعل الخير والانفاق على الفقراء الذين تعودوا على ان ياخذوا نصيبهم
وظهر على حين غفلة رجل من الحجاج قد فقد نقوده وهو رجل ترى ايضا ومن الاعيان فمن ياتى بالمال الذى يعينه على مهمة الحج والذى اتاه من بلاد بعيدة فلم يكن معه من يعرفه كى يقرضه مبلغا من المال يعين به نفسه الى ان يفرع من تادية الفريضة كى يردها اليه بعد عودته .
وقد احتار الرجل فى الحصول على مبلغ من المال بدلا من الذى فقد منه فاذا ما وجد احد يقرضه له يرده له بعد عودته فسيكون من الشاكرين لانه اغاث ملهوفا فى حالة قلق واضطراب فهو لم يتعود امن يمد يده الى احد وكيف يمد يده الى احد وهو من منبت عز وكرم ؟
فلما وجد الرجل البخيل زوج ابنتة الرجل الثرى والذى جاء كى يحج وينفق على الفقراء بدلا من زوجته التى كلفته بهذا وهذه ايضا قد عودها والدها على ذلك واوصاها بما كان يقوم به من حج وانفاق على الفقراء .
وجد ذلك الرجل الذى ضاعت امواله فى قلق وحيرة واضطراب فساله عن سبب ما هو فيه ؟ وما يعانيه من كبت وخجل فهو لم يمد يده لاحد ويسال الناس وقد الح عليه عن سبب ما هو فيه فا فصح له بما الم به وكان سبب ذلك ضياع ماله ولم يكن معه قريب او صديق او احد يعرفه من اهل بلدته كى يقرضه ويعطيه ما يريد .
سمع البخيل ذلك منه فوصفه على المكان الذى يقيم فيه كى ياتيه فيعطيه ما يريد فلما ذهب اليه الرجل كى ياخذ منه ما يريد كما وعده يقول له تعالى غدا وكلما وعده يخلف وعده الى ان يئس الرجل منه وفى اخر مره ذهب اليه فيها قال له مد يدك فى الجراب والجراب هذا وعاء م الجلد به النقود او المال قائلا له خذ من المال ماتريد ومايكفيك لحين عودتك وقد صدقه الرجل ووثق فيه فما ان مد يده داخل الجراب الا وانفلتت منه صرخة مدوية يستغيث فيها من ذلك الرجل فبخله وشحه لم يطاوعه ان ياخذ احد منه شيئا .
اجتمعت الناس على ذلك الصراخ والعويل واتهمه بالسرقة وقد نسى انه هو الذى عرض عليه ان يدخل يده فى الجراب وياخذ ما يريد وما جزاء السارق الا قطع يده فقطعت يده عدوانا وظلما
فكيف لرجل وهو معروف لدى الناس فى بلده وانه من السادة الاشراف ذات الجاه والسلطان والسمعة الطيبة يعود وقد قطعت يده وما موقفه امام الناس ومهما قص او حكى لهم فلم يصدقوه فلولا انه سرق ما قطعت يده اتنظر الناس له بانه حرامى وهو السيد الشريف ؟
فهام على وجهه فى البلاد الى ان رسى على بلدة بها مسجد فخم فدخله يقيم فيه الصلاة ويؤذن كلما اتى وقت للصلاة وعلى على تنظيف المسجد واستمر يعمل فى المسجد دون اجر اللهم الا ما تقدمه له امراة ثرية واهى التى اسس ذلك المسجد وقامت ببناؤه من طعام وشراب وقد اشفقت عليه حينما علمت ان يده مقطوعة
وهل يعلم ذلك الرجل التى قطعت يده ان المسجد الذى يقيم فيه شعائر الدين ان المراة التى اقامته هى زوجة لذلك الرجل الذى تسبب فى قطع يده ؟
طبعا لم يعرف ذلك وظل يعمل بالمسجد وهو راضى النفس مستريح الضمير وكانما القدر يخبىء له مفاجاة سارة تعوضه مما الم به .
ولسبب من الاسبا دب خلاف كبير بين تلك المراة الثرية وزوجها الرجل البخيل والذى تسبب فى قطع يد رجل برىء فى الحد وانتهى بالطلاق وقد سبق لهمن قبل ان طلقها مرتين وهذه هى الطلقة الثالثة والاخيرة فلا تحل له ثانية حتاى تنكح زوجا غيره
وقد سال لعابه على الثراء الذى يعيش فيه وهو معها فماذا يعمل وقد حرمت عليه ؟
بحث عن محلل لها كى يعيدها اليه وهذا حرام فنكاح الزوجة من اخر يشترط فيه ان لا يكون محللا وانما يتزوجها وينكحها على اساس ان يتخذها زوجه له تعيش معه اللهم الااذا استحالت الحياة ان يعيشا سويا ففى هذه الحالة لو طلقها زوجها الثانى واراد زوجها الاول انتعود اليه ووافقت هى على ذلك فلا مانع ان يعودا الى بعضهما
وهذا ادب ربانى كى لا يكون الطلاق لعبة فى يد الرجال فيلقى على زوجته يمين الطلاق اينما شاء وليس بمحلل ينام مع الزوجة المحرمة ليلة ثم يطلقها لتعود الى زوجها الاول
وهناك من يتحايل على اثر ذلك بعقد لقران فقط دون معاشرة على ان يطلقها فى اليوم الثانى نظير اجر من المال او خدمه لزوجها الاول كى يعيدها له وليس بالتحايل على ما شرعه الله لعباده واختلاق محلل لها
ففكر زوجها البخيل فى ايجاد محلل لزوجته فهداه تفكيره الى ذلك الرجل الذى يعمل بالمسجد ولم يطرا على باله ان خادم المسجد هو الذى تسبب فى قطع يده فقد اعماه الله عن معرفته جزاء بما اقترفه فى حقه وتسبب فى قطع يده ولم يخطر له على بال ان هذا الرجل هو ذلك الرجل الذى كان معه فى الحج حيث انساه الله هذا الرجل كى ينتقم منه
فلما عرض علايه الزواج فكرة التحايل رفض فالح عليه فى قبولها .
وقـد يسال القارىء لـم اختاره هـو دونا عـن غيره والح عليه فـى قبوله كمحلل لزوجته
اقول لانه راى فى الرجل انه فقير وهو خادم فى المسجد الذى اقامته زوجته وانها تبعث اليه الطعام فاعتبره خادما ولا يعصى له امرا وانه سيطلقها فى اليوم التالى منم عقد القران
وبعد محاولات من الزوج قبل الرجل الذى يعمل بالمسجد ويده مقطوعه ذلك العرض الذى عرضه عليه كمحلل
وعقد قرانه ودخل بها فرات الزوجة ان الرجل المحلل والمقطوعه ده والذى يعمل عندها فى المسجد ان ملامحه لا توحى بفقره الذى يعيش فيه وقد الهمها الله بفراستها ان وراء ذلك الرجل قصة جعلت لظروفه السيئة ان يبتعد عن اهله وعشيرته ويقيم فى المسجد اقامة دائمة دون ان يزوره احد ودون ان يزور هو احد فسالته فقص عليها قصته وما ادى به احتياجه الى ما هو عليه الان فعلمت عنه كل شىء وقد تزوجها واتفقا ليلة عرسهما فيما بينهما الا يطلقها
واصبح الصباح وجاء زوحها الاول بالماذون كى يطلقها فابى تطليقها وعندما الح عليه بتطليقها قال الزوج الاول " لطليقها " اسالها فاذا قالت طلقنى ساطلقها فلما سالها رفضت الطلاق
بعدها علم ان زوجها البخيل هو الذى كان السبب فى قطع يد من كانت زوجته وشريكة حياته
وضاع على البخيل الثراء والجاه واصبحت الثروة واصبح الجاه للمظلوم الذى قطعت يده ظلما وعدوانا وقد جر زوجها الاول ذيل الخزى والعار
ان المنتقم الجبار مالك الملك مالك السموات والارض وما بينهما هو الذى يعطى كل ذى حق حقه .
وما حدث من جزاء ذلك الرجل الطيب الذى ذهب لتادية فريضة الحج واثناء تاديته للمناسك عثر على حزام من الجلد لاحد الحجاج والذى يلف به على وسطه وبه جراب يحتفظ بنقوده فيه كى لا تضيع منه وبعد ان عثر ذلك الحاج على حزام حاج مثله وبه نقوده لف ودار بين الحجاج كى يعثر على الحاج الذى ضاعت نقوده واخذ يبحث عنه فلم يجده ماذا يفعل ؟
ايسملمه لاحد من المسئولين ؟
ام يحتفظ به كى يسلمه لصاحبه بنفسه ؟
واخيرا احتفظ به معه فلم يهديه تفكيره الى تسليمه الى احد المسئولين المشرفين على تنظيم عملية الحج .
هكذا اهداه تفكيره الى هذا والله اعلم اهذا كان حرصا منه ؟
او كان يجهل بما يتبع فى شئون الحج من ان تسلم الامانات الى السادة المسئولين عن الامانات الضائعة ؟
نهاية الامر اخذ الحزام بما فيه مـن نقود ورجع الـى بلده وفـى نيته الحج فـى العام القادم كـى يسلم المبلغ الـى صاحبه اذا ما وجده فاصطحابه لمال غيره عبئا ثقيلا عليه .
اتى موسم الحج الذى يلى الموسم الذى عثر فيه على النقود وقد نوى على الحج فلما ذهب الى المكان الذى وجد فيه المبلغ لعلى وعسى ان من ضاعت منه النقود قد جاء ثانية ليؤدى الفريضة .
وبسؤاله مستفسرا عما اذا كان احد قد جاء ليسال عما فقده فى الموسم الماضى فعثر عليه وسلمه الحزام وبه المبلغ فدعا له الرجل قائلا ربنا يجعل مالى حلال لك بعد ان دله على عنوانه
وبعد ان رجعا كل منهما الى بلده ومرت عليها شهور وسنين اشتاق الرجل الذى عثر على النقود الى صاحبه صاحب النقود والذى سلمها له فعزم على زيارته والسؤال عنه فلما وصل الى بلدته سال عنه فدلوه على بيته الذى وصفه له وعنوانه قراى جنازة منصوبة امام بيت صاحبه والذى جاء يسال عنه فلما سال عنه قيل له هذه جنازته فقد توفى منذ ثلاثة ايام فدعى له بالرحمة وكان يحفظ القران الكريم فدخل الجنازة واخذ يقرا القران ويجوده .
وظل يقرا القران على روح صاحبه الى ان انقضت الاربعون يوما حيث كانت الجنائز قديما تظل منصوبة طيلة اربعون يوما يتلى فيها القران الكريم ويطعم فيها الطعام للمقرئين والفقراء والمساكين من اهل البلدة ولما وجدت زوجة المتوفى اخلاص الرجل وامنته ورده للمبلغ الذى فقده زوجها فى الحج وعثوره عليه ورده له فى موسم الحج الثانى الذى يلى الاول والذى عثر فيه الرجل عل النقود دليلا قاطعا على امانة الرجل وروعه وتقواه ولم يكن للرجل احد يرثه ولته زوجة المتوفى على دكان زوجها وان يحل محله نظرا لتقواه وامانته البالغة وقد تولى الرجل ما ولته فقام بعملية التجارة فى الدكان وكان الرجل يعود من حين الى اخر كى يحاسب صاحبة المحل الذى مات زوجها ونظرا لتكرار الزيارات لاجل المحاسبة ارادت ان توقف السنة الناس اذا كـان هناك اناس تتحدث عـن زيارة ذلك الرجل الـذى حـل محل زوجها فـى الدكان فعرض عليه الزواج منـه فلبى طلبها وتزوجها وتحقق فيه دعوة زوجها لـه فـى الحج حيث قال لـه ربنا يجعل مالى وحلالى لك .
فهناك فرق بين البخيل وما ادى به بخله من ضياع لثروة كان يرتع فيها وتسبب فى فقدانها بتطليق زوجته الثرية ثلاث مرات حتى حرمت عليه والذى دعاه الى ذلك بخله وسوء نيته وظلمه نتيجة لشحه واغلال يده عن فعل الخير وانفاق المالى الذى كلف ان ينفقه للفقراء والمساكين وتسببه لقطع يد رجل برىء وبين الامين الذى حافظ على المال الذى عثر عليه لحين العثور على صاحبه ورده البيه فكانت يهايته خير وبركة فاصبح مال الرجل وزوجته كله له وعوضه الله خيرا مما عثر عليه
فاذا ما طمع فيه ولم يرد الى صاحبه فجزاء من بخل وظلم ذهاب ماكان يتمتع فيه فقد زين الشيطان بله سوء عمله فرآه حسنا وجعله يحلف بين حين واخر طلاق الى ان حرمت عليه زوجته
فبخلـه وظلمـه جعـل غيـره والـذى ظلمـه يحـل محلـه ياخذ زوجته ويتمتع فى مالها
والامين الذى رد المال الى صاحبته فجعله الله يتمتع بماله وبزوجته .
فكل انسان يجزى بما عمل ان خيرا فخير وان شرا فشر .
دوان الانسان وان كان الله خلقه من طين وكرمه لماذا كرم الله الانسان ؟
لان الله خلقه بيده .
والانسان منا مكون من شيئين لا غنى لشىء عن الاخر .
فالشىء الاول فى الانسان هو الحسد
اما الشىء الثانى فى اللانسان فهى الروح
فالجسد ياكل ويبشرب لاجل البقاء
امـا الـروح فالانسـان بروحـه فيها يستطيع ان يقهر نفسه عن ما يغضب الله وينزهها عنا لمعاصى ويتبع بها طريق الخير اذا صلحت لا تجعل الانسان يتبع هواه .
فـاذا كـان الجسـد تتخللـه روح خيـرة يعبـد الله ويخلـص فى عبادته فيكون ملاكا
امـا اذا كـان الجسـد تتخللـه روح شريـرة فيكون شيكانـا فى تنصرفاته واعماله .
وهنـاك فـرق بيـن البخيـل والاميـن وجعـل الله لكـل منهمـا النهاية التى يستحقها .
وكان يحج كل عام وياخذ معه من المال ما يكفى انفاقه على الفقراء والمساكين هناك حيث كانت الاراضى الحجازية لم يكتشف فيها البترول بعد وتصبح بلد ضمن البلاد الغنية
فكان اهل مكة والمدينة بل والمملكة العربية السعودية باسرها قبل اكتشاف البترول فقراء لا يعتمدون فى عيشهم الا على ما ياتون به الحجاج كل عام من مال وخبز وغيره ممن يطعمون به هؤلاء
بل كان منهم مطوفين يجوبون البلاد الاسلامية قبل موسم الحج لينفرد كل مطوف منهم بعدد لا باس به من الحجاج اى بمثابة عملية تسويق لما يقومون به من خدمات للحجاج
فكان موسم الحج بالنسبة لهؤلاء بل ولشعب السعودية موسم خير وفرج ووسعة كانوا ينتظرونه من العام الى العام
كان لذلك الرجل الثرى الذى تعود ان يحج كل عام دفتر يقيد فيه اسماء الفقراء ليعطى كل واحد منهم نصيبه من المالى الذى ياخذه معه .
تعود الرجل على انفاق ماله فى سبيل الخير ومعاونة الفقراء والمحتاجين فى تلك البلاد فى مواسم الحج .
مرض ذلك الرجل الثرى فخاف على انقطاع ما يتصدق به وينفقه على الفقراء اوصى ابنته الوحيدة فى ان فعل الخير واتباع ماكان يقوم به وقد اعطانا الدفتر المدون فيه اسماء من كان يعطيهم مم اعطاه الله وقد تعود الفقراء على ما يمن به الرجل عليهم فينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر حتى اذا ماراوه التقوا حوله لينال كل منهم نصيبه كما عودهم .
سكلت البنت مسلكه فى فعل الخير وانفاق الكثير من المال على فقراء مكة والحرم وفقراء المدينةوبذل الاموال لشراء جميع ما يلزم الحرمين الشريفين من كسوة للكعبة وسجاد للعلم .
فقد كانت مصر هى التى تقوم جادة لكسوة الكعبة الشريفة وقد كانت لمصر تكية تاوى الفقراء فى مكة وارجو ان لا يخرج من يقرا هذه القصة من حكام المملكة العربية السعودية حيث الثراء والغنى الفاحش التى يتمتعون به اليوم فالله قـال وتلك الايام نداولها بين الناس فالفقير لا يستمر فى فقره وكذلك الغنى لا يستمر فى غناه
وما مقلته فى قصتى هذه هو قول الصدق والحق فلا حسد ولا حقد بما انعم الله به على تلك البلد فلا شىء يدوم فى هذه الدنيا الا العمل الصالح .
فلما تعودت البنت على القيام بما يقوم به والدها من حج كل عام وانفاق بسخاء وعلى كل ا لمحتاجين وظلت على هذا المنوال اخذه بوصية والدها .
وجاء اليوم الذى مرضت فيه البنت واقعدها المرض عن مزاولة ما كانت تبذله وتنفقه على فعل الخير بنفسها
فكلفت زوجها للقيام بدلا منها فى عمل الخير والحج سنويا واسندت اليه الدفتر المدون فيه اسراء الفقراء والمحتاجين ولكن زوجها هذا كان بخيلا فاخذ ما معها من اموال كى ينفقها على ما اوصت به زوجته ولكن نجله اسكته وطبق يديه عن فعل الخير والانفاق على الفقراء الذين تعودوا على ان ياخذوا نصيبهم
وظهر على حين غفلة رجل من الحجاج قد فقد نقوده وهو رجل ترى ايضا ومن الاعيان فمن ياتى بالمال الذى يعينه على مهمة الحج والذى اتاه من بلاد بعيدة فلم يكن معه من يعرفه كى يقرضه مبلغا من المال يعين به نفسه الى ان يفرع من تادية الفريضة كى يردها اليه بعد عودته .
وقد احتار الرجل فى الحصول على مبلغ من المال بدلا من الذى فقد منه فاذا ما وجد احد يقرضه له يرده له بعد عودته فسيكون من الشاكرين لانه اغاث ملهوفا فى حالة قلق واضطراب فهو لم يتعود امن يمد يده الى احد وكيف يمد يده الى احد وهو من منبت عز وكرم ؟
فلما وجد الرجل البخيل زوج ابنتة الرجل الثرى والذى جاء كى يحج وينفق على الفقراء بدلا من زوجته التى كلفته بهذا وهذه ايضا قد عودها والدها على ذلك واوصاها بما كان يقوم به من حج وانفاق على الفقراء .
وجد ذلك الرجل الذى ضاعت امواله فى قلق وحيرة واضطراب فساله عن سبب ما هو فيه ؟ وما يعانيه من كبت وخجل فهو لم يمد يده لاحد ويسال الناس وقد الح عليه عن سبب ما هو فيه فا فصح له بما الم به وكان سبب ذلك ضياع ماله ولم يكن معه قريب او صديق او احد يعرفه من اهل بلدته كى يقرضه ويعطيه ما يريد .
سمع البخيل ذلك منه فوصفه على المكان الذى يقيم فيه كى ياتيه فيعطيه ما يريد فلما ذهب اليه الرجل كى ياخذ منه ما يريد كما وعده يقول له تعالى غدا وكلما وعده يخلف وعده الى ان يئس الرجل منه وفى اخر مره ذهب اليه فيها قال له مد يدك فى الجراب والجراب هذا وعاء م الجلد به النقود او المال قائلا له خذ من المال ماتريد ومايكفيك لحين عودتك وقد صدقه الرجل ووثق فيه فما ان مد يده داخل الجراب الا وانفلتت منه صرخة مدوية يستغيث فيها من ذلك الرجل فبخله وشحه لم يطاوعه ان ياخذ احد منه شيئا .
اجتمعت الناس على ذلك الصراخ والعويل واتهمه بالسرقة وقد نسى انه هو الذى عرض عليه ان يدخل يده فى الجراب وياخذ ما يريد وما جزاء السارق الا قطع يده فقطعت يده عدوانا وظلما
فكيف لرجل وهو معروف لدى الناس فى بلده وانه من السادة الاشراف ذات الجاه والسلطان والسمعة الطيبة يعود وقد قطعت يده وما موقفه امام الناس ومهما قص او حكى لهم فلم يصدقوه فلولا انه سرق ما قطعت يده اتنظر الناس له بانه حرامى وهو السيد الشريف ؟
فهام على وجهه فى البلاد الى ان رسى على بلدة بها مسجد فخم فدخله يقيم فيه الصلاة ويؤذن كلما اتى وقت للصلاة وعلى على تنظيف المسجد واستمر يعمل فى المسجد دون اجر اللهم الا ما تقدمه له امراة ثرية واهى التى اسس ذلك المسجد وقامت ببناؤه من طعام وشراب وقد اشفقت عليه حينما علمت ان يده مقطوعة
وهل يعلم ذلك الرجل التى قطعت يده ان المسجد الذى يقيم فيه شعائر الدين ان المراة التى اقامته هى زوجة لذلك الرجل الذى تسبب فى قطع يده ؟
طبعا لم يعرف ذلك وظل يعمل بالمسجد وهو راضى النفس مستريح الضمير وكانما القدر يخبىء له مفاجاة سارة تعوضه مما الم به .
ولسبب من الاسبا دب خلاف كبير بين تلك المراة الثرية وزوجها الرجل البخيل والذى تسبب فى قطع يد رجل برىء فى الحد وانتهى بالطلاق وقد سبق لهمن قبل ان طلقها مرتين وهذه هى الطلقة الثالثة والاخيرة فلا تحل له ثانية حتاى تنكح زوجا غيره
وقد سال لعابه على الثراء الذى يعيش فيه وهو معها فماذا يعمل وقد حرمت عليه ؟
بحث عن محلل لها كى يعيدها اليه وهذا حرام فنكاح الزوجة من اخر يشترط فيه ان لا يكون محللا وانما يتزوجها وينكحها على اساس ان يتخذها زوجه له تعيش معه اللهم الااذا استحالت الحياة ان يعيشا سويا ففى هذه الحالة لو طلقها زوجها الثانى واراد زوجها الاول انتعود اليه ووافقت هى على ذلك فلا مانع ان يعودا الى بعضهما
وهذا ادب ربانى كى لا يكون الطلاق لعبة فى يد الرجال فيلقى على زوجته يمين الطلاق اينما شاء وليس بمحلل ينام مع الزوجة المحرمة ليلة ثم يطلقها لتعود الى زوجها الاول
وهناك من يتحايل على اثر ذلك بعقد لقران فقط دون معاشرة على ان يطلقها فى اليوم الثانى نظير اجر من المال او خدمه لزوجها الاول كى يعيدها له وليس بالتحايل على ما شرعه الله لعباده واختلاق محلل لها
ففكر زوجها البخيل فى ايجاد محلل لزوجته فهداه تفكيره الى ذلك الرجل الذى يعمل بالمسجد ولم يطرا على باله ان خادم المسجد هو الذى تسبب فى قطع يده فقد اعماه الله عن معرفته جزاء بما اقترفه فى حقه وتسبب فى قطع يده ولم يخطر له على بال ان هذا الرجل هو ذلك الرجل الذى كان معه فى الحج حيث انساه الله هذا الرجل كى ينتقم منه
فلما عرض علايه الزواج فكرة التحايل رفض فالح عليه فى قبولها .
وقـد يسال القارىء لـم اختاره هـو دونا عـن غيره والح عليه فـى قبوله كمحلل لزوجته
اقول لانه راى فى الرجل انه فقير وهو خادم فى المسجد الذى اقامته زوجته وانها تبعث اليه الطعام فاعتبره خادما ولا يعصى له امرا وانه سيطلقها فى اليوم التالى منم عقد القران
وبعد محاولات من الزوج قبل الرجل الذى يعمل بالمسجد ويده مقطوعه ذلك العرض الذى عرضه عليه كمحلل
وعقد قرانه ودخل بها فرات الزوجة ان الرجل المحلل والمقطوعه ده والذى يعمل عندها فى المسجد ان ملامحه لا توحى بفقره الذى يعيش فيه وقد الهمها الله بفراستها ان وراء ذلك الرجل قصة جعلت لظروفه السيئة ان يبتعد عن اهله وعشيرته ويقيم فى المسجد اقامة دائمة دون ان يزوره احد ودون ان يزور هو احد فسالته فقص عليها قصته وما ادى به احتياجه الى ما هو عليه الان فعلمت عنه كل شىء وقد تزوجها واتفقا ليلة عرسهما فيما بينهما الا يطلقها
واصبح الصباح وجاء زوحها الاول بالماذون كى يطلقها فابى تطليقها وعندما الح عليه بتطليقها قال الزوج الاول " لطليقها " اسالها فاذا قالت طلقنى ساطلقها فلما سالها رفضت الطلاق
بعدها علم ان زوجها البخيل هو الذى كان السبب فى قطع يد من كانت زوجته وشريكة حياته
وضاع على البخيل الثراء والجاه واصبحت الثروة واصبح الجاه للمظلوم الذى قطعت يده ظلما وعدوانا وقد جر زوجها الاول ذيل الخزى والعار
ان المنتقم الجبار مالك الملك مالك السموات والارض وما بينهما هو الذى يعطى كل ذى حق حقه .
وما حدث من جزاء ذلك الرجل الطيب الذى ذهب لتادية فريضة الحج واثناء تاديته للمناسك عثر على حزام من الجلد لاحد الحجاج والذى يلف به على وسطه وبه جراب يحتفظ بنقوده فيه كى لا تضيع منه وبعد ان عثر ذلك الحاج على حزام حاج مثله وبه نقوده لف ودار بين الحجاج كى يعثر على الحاج الذى ضاعت نقوده واخذ يبحث عنه فلم يجده ماذا يفعل ؟
ايسملمه لاحد من المسئولين ؟
ام يحتفظ به كى يسلمه لصاحبه بنفسه ؟
واخيرا احتفظ به معه فلم يهديه تفكيره الى تسليمه الى احد المسئولين المشرفين على تنظيم عملية الحج .
هكذا اهداه تفكيره الى هذا والله اعلم اهذا كان حرصا منه ؟
او كان يجهل بما يتبع فى شئون الحج من ان تسلم الامانات الى السادة المسئولين عن الامانات الضائعة ؟
نهاية الامر اخذ الحزام بما فيه مـن نقود ورجع الـى بلده وفـى نيته الحج فـى العام القادم كـى يسلم المبلغ الـى صاحبه اذا ما وجده فاصطحابه لمال غيره عبئا ثقيلا عليه .
اتى موسم الحج الذى يلى الموسم الذى عثر فيه على النقود وقد نوى على الحج فلما ذهب الى المكان الذى وجد فيه المبلغ لعلى وعسى ان من ضاعت منه النقود قد جاء ثانية ليؤدى الفريضة .
وبسؤاله مستفسرا عما اذا كان احد قد جاء ليسال عما فقده فى الموسم الماضى فعثر عليه وسلمه الحزام وبه المبلغ فدعا له الرجل قائلا ربنا يجعل مالى حلال لك بعد ان دله على عنوانه
وبعد ان رجعا كل منهما الى بلده ومرت عليها شهور وسنين اشتاق الرجل الذى عثر على النقود الى صاحبه صاحب النقود والذى سلمها له فعزم على زيارته والسؤال عنه فلما وصل الى بلدته سال عنه فدلوه على بيته الذى وصفه له وعنوانه قراى جنازة منصوبة امام بيت صاحبه والذى جاء يسال عنه فلما سال عنه قيل له هذه جنازته فقد توفى منذ ثلاثة ايام فدعى له بالرحمة وكان يحفظ القران الكريم فدخل الجنازة واخذ يقرا القران ويجوده .
وظل يقرا القران على روح صاحبه الى ان انقضت الاربعون يوما حيث كانت الجنائز قديما تظل منصوبة طيلة اربعون يوما يتلى فيها القران الكريم ويطعم فيها الطعام للمقرئين والفقراء والمساكين من اهل البلدة ولما وجدت زوجة المتوفى اخلاص الرجل وامنته ورده للمبلغ الذى فقده زوجها فى الحج وعثوره عليه ورده له فى موسم الحج الثانى الذى يلى الاول والذى عثر فيه الرجل عل النقود دليلا قاطعا على امانة الرجل وروعه وتقواه ولم يكن للرجل احد يرثه ولته زوجة المتوفى على دكان زوجها وان يحل محله نظرا لتقواه وامانته البالغة وقد تولى الرجل ما ولته فقام بعملية التجارة فى الدكان وكان الرجل يعود من حين الى اخر كى يحاسب صاحبة المحل الذى مات زوجها ونظرا لتكرار الزيارات لاجل المحاسبة ارادت ان توقف السنة الناس اذا كـان هناك اناس تتحدث عـن زيارة ذلك الرجل الـذى حـل محل زوجها فـى الدكان فعرض عليه الزواج منـه فلبى طلبها وتزوجها وتحقق فيه دعوة زوجها لـه فـى الحج حيث قال لـه ربنا يجعل مالى وحلالى لك .
فهناك فرق بين البخيل وما ادى به بخله من ضياع لثروة كان يرتع فيها وتسبب فى فقدانها بتطليق زوجته الثرية ثلاث مرات حتى حرمت عليه والذى دعاه الى ذلك بخله وسوء نيته وظلمه نتيجة لشحه واغلال يده عن فعل الخير وانفاق المالى الذى كلف ان ينفقه للفقراء والمساكين وتسببه لقطع يد رجل برىء وبين الامين الذى حافظ على المال الذى عثر عليه لحين العثور على صاحبه ورده البيه فكانت يهايته خير وبركة فاصبح مال الرجل وزوجته كله له وعوضه الله خيرا مما عثر عليه
فاذا ما طمع فيه ولم يرد الى صاحبه فجزاء من بخل وظلم ذهاب ماكان يتمتع فيه فقد زين الشيطان بله سوء عمله فرآه حسنا وجعله يحلف بين حين واخر طلاق الى ان حرمت عليه زوجته
فبخلـه وظلمـه جعـل غيـره والـذى ظلمـه يحـل محلـه ياخذ زوجته ويتمتع فى مالها
والامين الذى رد المال الى صاحبته فجعله الله يتمتع بماله وبزوجته .
فكل انسان يجزى بما عمل ان خيرا فخير وان شرا فشر .
دوان الانسان وان كان الله خلقه من طين وكرمه لماذا كرم الله الانسان ؟
لان الله خلقه بيده .
والانسان منا مكون من شيئين لا غنى لشىء عن الاخر .
فالشىء الاول فى الانسان هو الحسد
اما الشىء الثانى فى اللانسان فهى الروح
فالجسد ياكل ويبشرب لاجل البقاء
امـا الـروح فالانسـان بروحـه فيها يستطيع ان يقهر نفسه عن ما يغضب الله وينزهها عنا لمعاصى ويتبع بها طريق الخير اذا صلحت لا تجعل الانسان يتبع هواه .
فـاذا كـان الجسـد تتخللـه روح خيـرة يعبـد الله ويخلـص فى عبادته فيكون ملاكا
امـا اذا كـان الجسـد تتخللـه روح شريـرة فيكون شيكانـا فى تنصرفاته واعماله .
وهنـاك فـرق بيـن البخيـل والاميـن وجعـل الله لكـل منهمـا النهاية التى يستحقها .