لم يقتصر الحقد على بنى البشر فقط

اصابتنى دهشة واثارة عندما علمت ان الطيور تحقد على بعضها البعض وكنت اظن ان الحقد والحسد والتنافس بين بنى البشر فقط ولكن هذه الحكاية قد شدتنى الى التعبير عنها فى سطور لعلى اوفق فى ابرازها وادخالها الى عقل القارىء وكى يعلم ان من ازاح عن نفسه الطمع ورضى بما اعطاه الله وبالحالة التى وج عليها لما تسبب فى اذى احد وما ترك للطمع سبيلا الى طريقه فقد قابل الغراب ذات يوم عصفورة جميلة ذات رشاقة ودلال معجبة بنفسها تطير من ايك الى ايك من من فرع الى فرع تستنشق باصوات جميله يحسدها السامع لما له من روعه وطرب فهذا ينم على ان العصفورة قد جردت نفسها من الطمع وحب الذات تعلوها البراءة والاخلاص والقلب النقى العقل الذى لم يفكر او حتى مجرد التفكير فى العقد على احد قابلها الغراب فى تحد سافر او قفها عن الشقشقة والسعادة التى كانت فيها ناظرا اليها بنظرات ثاقبة مبهورا بجمالها ودلالها حيث تبدو لعين ناظرها اليها قد ضربت بمرود كحل فى عينيها وقد جرت المرود فرسم للكحلة ذيل اضاف على جمالها جمالا بارعا جزابا وفى انسجام تام مع ريشها الجميل الذى يكسوها بدلة قد ابدع المبدع فى اخراجها دون ادنى عيب فيها والغراب يحدق فيها ذات اليمين وذات الشمال مما اثار دهشة العصفورة متسائلة اياه قائلة ماذا تراه فى ؟ وما الذى جعلك تقف امامى ؟ وتصوب ناظريك اليى ؟ احدث شىء منى وانا لا اعرفه ؟ فقال لها اود ان اسالك عما جاء بك من الجمال وحسن المنظر فارادت ان تسخر منه فقال له حطيت صابون فى الشق " تقصد الحجر "لبست خواتم خواتم طليت لفوق " اى نظرت الى فوق " اتكحلت كحل الزين ورجعت عند الخواجة كسانى بدلتين فقال الغراب اهذا صحيح قالت نعم فما ان فرغت العصفورة من كلامها وطار قلبه كاد يطير من الفرح ساعيا وراء التقليد بغباء وعدم تفكير وحط اصابعه فى الشق قرص وقام وشه لفوق عمى وراح عند الخواجه قتله لما جرى من هذه القصة نعلم ان الطمع يؤدى الى الهلاك فلا بد وان نتعلم من هذه القصة ان الله سبحانه وتعالى لم يظلم احد ولو اننا جميعا علمنا ذلك من الصغر فلا يكون بيننا الحاقد او الغاصب او المتمرد فنحن لا نحقد على احد الاغنياء لمجرد انه غنى وما يدريك ان هذا الغنى سعيد فى غناه فقد تنقصه الصحة او الخلفة او قد تكون الخلفة ينقصها الولد كما نرى فى حياتنا رجلا فقيرا ومعه من الاولاد ما لم يكن مع الغنى او صاحب المال وقد يكون معه مال وتنقصه الصحة او يعيش طيلة حياته فى كآبه وخوف على ماله والسعى وراءه ليل نهار ينتميه وقد يكون هناك رجل متوسط الغنى ومعه اولاد ذكور من هنا نعلم ان الكمال لله وحده واى كمال يحدث للانسان فلا بد وان هذا الكمال سياتى عليه يوم وينقص لما فى المال او فى الانفس او فى الصحة او الى غير ذلك فعلى ما منحه الله للعصفورة من جمال ودلال فهى ضعيفة اذا قيست بقوة الغراب المتميز عنها فى قوته وقوة مخالبه وقوة منقاره الذى يستخدمه فى تمزيق اللحوم وقد يصطاد فأرا ويمزقه بمخالبه ويلتهمه من هنا نعلم ان الله سلب من العصفورة القوة ومنحها الجمال الدلال والرشاقة وقد منح الله الغراب والقوة وسلب منه الجمال والدلال والرشاقة بل وخصه بلون اسود حالك فالكمال ليس الا لله وحده فلم نحقد ونغضب ونتطاحن وناخذ الحياة بحزازية وكره ونتحفز للاذى ونتربص بالذين انعم الله عليهم وننظر الى ما متع الله به غيرنا ولن نرضى بقسمة الله لنا ونحن نكون فى تحد سافر مع ما قسمه الله لنا ولكن ليس هذا بنا الى التكاسل عن العمل ونقول لقد اراد الله لنا هذا فالله امر بالعمل وحثنا على ان نتقنه ونؤديه بامانه وضمير حى ان الحديث قال من بات كالا من عمل يده غفر له .