لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى متفاوته فمن الناس من وهبهم الله من العبقريات ما يجعلهم يبحثون ويبتكرون وفيهم من تكون عقولهم مطموسة فهؤلاء يكاد يكونون كالبهائم اينما يوجهوهم لا ياتون بخير اما البلهاء وهم العبايط الذين ليس لهم عقول فهؤلاء قد تكون الاقلام مرفوعه عنهم لانهم مرضى وليس على المريض حرج فهل الله سبحانه وتعالى جل شانه يحاسب مخلوقاته حسب ما منح كل واحد منهم من عقل ؟ نعم وان حاسب الله الواحد منهم حسب عمله فعمل الواحد منهم قد يكون نابعا من عقله وتفكيره ولذا نجد المجانين او مختلى العقول يتصرفون تصرفات شاذة يراها ويحس بها العامة من الناس هذا من ناحية العقول وما يسرى على تلك العقول يسرى ايضا على القلوب فهناك القلوب الرحيمة التى تتاثر بادنى شىء فاذا ما راى انسان شىء قد لحق بشخص ما من ضرر قد يتاثر له ويحس ويشعر باحساسه وشعوره فتفيض عينيه بالدمع حتى ان هناك اناس قد يستمعون الى القرآن من احد المقرئين الذين يتغنون بالايات القرآنية التى قد تؤثر فى قلوب المستمعين من يخشع وتقشعر جلودهم وتفيض اعينهم بالدمع من خشية الله وقد تؤدى تلك الرحمة بحيث قد يتمتعون بها يؤثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تنزع الرحمة الا من شقى " والله سبحانه وتعالى قال " لا تقنطوا من رحمة الله " وقال " رحمتى وسعت كل شىء كما انه بدأت اسماؤه الحسنى بالرحمن الرحيم فالرحمة تجعل الانسان يشعر ويتالم بالم الغير وهؤلاء الذين حباهم الله برحمته وانزل التقوى فى قلوبهم فهم الذين اراد الله لهم خيرا كما ان من ضمن الدعاء الذى يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك فالقلوب اذا ما ثبتت عل الدين سخر الله اصحاب تلك القلوب على ان يتبعوا ما انزل الله من تشريع حتى لا يحيدوا عن الطريق المستقيم ومما يشد انتباه المرء ان نرى ما يعبدون الله حق عبادته ولكن قد يكون من داخلهم خصوصيات يعلمها الله وحده كما انها تكون دائما وابدا امام اعين البعض من المتقين وليس امام اعين الناس المجردة ان فى قلوبهم من الرحمة قد تشرع قوانين من صنع البشر تزول بزوال السبب او يثبت عدم فاعليتها مع مرور الزمن فقد توحى عند تشريعها انها عادلة وتراعى العدالة بين الطبقات الكادحة ولكن مع مرور الزمن تجد ان تلك الطبقات الطادحة بتلك القوانين اصبحت شرسة لانها تمسكت بما ليس لهم حق فيه فاين العدل واين الانصاف واضرب مثل لذلك فقد انتشرت ظاهرة الطمع والجشع فمنهم طبقات كادحة كما تصفهم فقد طفح على السطح طمعهم وجبروتهم اثر قوانين الايجارات بالنسبة للعقارات والاراضى الزراعية الذى اعطاهم القانون الجائر للحق فى التمسك بحقوق الغير حتى اذا اراد واحد منهم ان يتخلى مما اعطاه القانون الحق فى التمسك به فانه لن يتخلى عما يضع يده عليه الا بمقابل خرافى يوازى ثلث ثمن العقار او الارض حتى وان كان الله قد اغناه من فضله وصاحب العقار او الارض قد اصبح من الفقراء او المحتاجين فلن يعفوا عنه وقد تجرد من المهمة التى حثنا الله عليها ونبهنا رسوله عليها ايضا وقد يكون هذا الذى ينطبق عليه الطمع والجشع من المصلين او الواعظين جاعلين القانون البشرى الجائر نصب لعينهم وانهم به قد اعطاهم الله الحق فى التمسك بما يضعون ايديهم عليه هل هؤلاء لم يحاسبهم الله بما يفعلونه ولنفض جدلا ان واضع يده على ارض غيره او عقار غيره هو صاحب الارض او العقار هل سيقبل ما يعمل ضده فهل نهاه او نهته خبلانه عن هذا ؟ طبعا لا فالانسان دائما وابدا اشره الى استحواذه لحاجة الغير اللهم الا اذا كان من المتقين الورعين الذين يخشون لقاء ربهم على ما هم عليه من جور وظلم حتى وان لا قوا ما يسيئوا اليهم من الملاك الحقيقيين لانهم يرون باعينهم ما يملكونه ولكن محرم عليهم .
دين العفو والتسامح
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1