قيل أن سبحانه وتعالي قال عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن حبوا شيئا وهو شر لكم صدق الله العظيم , فيقال أن مها وهي ثور من الوحوش تمشي ذات يوم في الغابة فإذا بركة بها مياه رقراقة صافية كالمرأة فخاضت في الماء وأمعنت النظر في جسمها حين عكست المياة فبأن منظرها فأعجبت بقرونها ورقة أجفانها وعيونها ولكن عندما نظرت إلي سيقانها ووجدتها يابستين كالخشب أزداد غضبها وأنكرت الحكمة وتلك السيقات التي خلقها الله لها فازدادت سفاهة وطغيانا وبينما هي علي ذلك فقد جاءها صياد يلوي علي فرسه ورأت سحائب من التراب قد نبشتها الكلاب بأظفارها وهي تجري نحوها فأوجست المها خيفة وقد حملتها أرجلها النحيفة فاستقامت تجري كالنعامة وأعداءها حولها كالغمامة حتى أوشك الصياد ألا يراها لولا أن اشتبك قرنها في شجرة فوقفت المها رغما عنها حتى أن الكلام كادت تدنوا منها وهي تحاول أن تخلص نفسها حتى ولو اقتلع قرنها من رأسها ولكن لم تستطيع الخلاص إلي أن جاء الصياد وأمسك بها وقبض عليها ووضع في أرجلها القيود وشمتت العاذل منها والحسود فعلي القارئ أن ينظر غلي السيقان النحيفة اليابسة التي كادت أن تنقذ حياة صاحبتها مع أنها كانت تشمئز منها لولا قررنها التي كانت تستحسنهما وتعجب بها هي التي أوقفتها رغما عنها ما لحق بها الضرر فقد يحب المرء شيئا ويكون شرا له وقد يكره شيئا ويكون خيرا له .
المها الذي نظر في الماء
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 590
نقاط : 1769
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
العمر : 35
الموقع : اسيوط
- مساهمة رقم 1