الأمانة والأخلاق
كان لرجل ثلاثة أولاد وكان لا يملك من حطام الدنيا سوى تسعمائة جنيه لا غير فقال لأولاده أنا لا أملك إلا تسعمائة جنيه فقط لا غير ونصيب كل واحد منكم ثلاثمائة جنيه فقط لا غير وبعد وفاته اقتسموا المبلغ فيما بينهم فكان نصيب كل منهم ثلاثمائة جنيه كما قال لهم والدهم فتزوجا الأخوين الكبيرين كل منهما بنصيبه أما الأخ الصغير فلم يتزوج واحتفظ بنصيبه لعمل مشروع يتاجر فيه ولكنه فى أثناء مروره بأحد الشوارع سمع رجل ينادى ويقول يشترى كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشترى منك فرد عليه قائلاً إعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه مائة جنيه فقال له " ساعة الحظ ما تتعوضش " ثم بعدها ثم بعدها سمع رجل آخر يقول من يشترى من كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشترى منك فرد عليه قائلاً إعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه مائة جنيه فقال له " من أمنك فلن تخونه ولو كنت خائن " ثم بعدها سمع رجل يقول من يشترى منى كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشتريها منك فرد عليه قائلاً اعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه المائة جنيه فقال له " حبيبيك اللى بتحبه ولو كان عبد نوبى " وأصبح بعد ذلك لا يملك شيئاً .
فاضطر بعد ذلك إلى أن يجلس بجوار إحدى المحلات كى يستريح من تعب السير فما كان من صاحب المحل الذى يجلس بجواره إلا وتوافدت عليه الزبائن على غير عادته فربح من جراء ذلك ربحاً كثيراً فعجب من ذلك وغمرته فرحة لم يسبق لها مثيل وعند خروجه من المحل رأى شاباً يجلس بجوار المحل فقال فى نفسه لقد جاء الخير على وجه ذلك الشاب وقال للشاب أود أن تعمل معى فى هذا المحل فقبل الشاب ذلك وقال لصاحب المحل أعمل معك بشرط أن أبيت فى المحل فوافق صاحب المحل وكان يغلق عليه الباب فى آخر اليوم ويفتح الباب فى كل صباح ويبدأ البيع وكان المحل على غير عادته فبعد أن كان لا يتقدم إليه أحد توافدت عليه الزبائن من كل ناحية فاعتنى الرجل بالشاب وعزم على أن يذهب لأداء فريضة الحج وذلك بعد أن لمس من الشاب الأمانة فقال له سأترك لك المحل تتصرف فيه كيفما تشاء وأوصيك بأن تلبى طلبات الأسرة فتشترى لزوجتى ما تريده وتكلفك به فقال أنا لن استطيع ولن أقبل ذلك وبعد إلحاح عليه قبل أن يشترى طلبات الأسرة مرة واحدة كل أسبوع .
وقد اشترى جميع ما طلبته زوجة صاحب المحل وذهب لإعطائها لها فجهزت له مائدة غذاء فاخر وعزمت عليه أن يأكل فأكل وشبه وانصرف وقد كررت له المائدة وبعد تناوله الطعام انصرف وفى المرة الثالثة وبعد تناوله الطعام راودته فى نفسه فأبى فلما أصرت وأمسكت بها صفعها بيده صفعة شديدة على خدها وانفلت منها وتركها فدبرت له مكيدة عندما رجه زوجها من الحج فقالت له الشاب الذى يعمل معك أراد بأهلك سوء فقد أمسك بى وأراد أن يفعل بى الفاحشة سمع زوجها ذلك منها فلم يصدقها وشك فى إدعائها لأنه متأكد من أخلاق الشاب الذى يعمل معه ولن تشوبه أى شائبة من خيانة أو غدر فعلم أن كلمة " من أمنك فلن تخونه ولو كنت خائن " قد تحققت .
ولما رأت زوجها لم يأخذ موقفاً منه بطرده من المحل دبرت له مكيدة أخرى حيث أرسلته لرجل يقتل من يقترب من منزله بعد العشاء ويعود ومعه الشىء الذى كلفته بإحضاره معه من الرجل وفى أثناء سيره رأى عرساً يقام به فرحاً عظيماً فدخل الفرح وأخذ يرقص ثم ذهب إلى الرجل وأحضر معه الشىء الذى كلفته هى بإحضاره لها فاستغربت لنجاته ثم قال فى نفسه لقد تحققت الكلمة التى تقول " ساعة الحظ ما تتعوضش " ويا ليتها اكتفت بذلك ولكنها عزمت على أن ترسله مرة أخرى وهى تعلم أن الرجل يقتل أول شخص يمر بمنزله بعد العشاء مباشرة ومع ذلك عزمت على أن تبعثه فلما ذهب الشاب رأى الرجل وقد أوقف بجواره امرأة بيضاء جميلة ومن الناحية الأخرى أوقف امرأة سوداء وقال للشاب انظر إلى هاتين المرآتين من التى أحبها وأريد أن أتزوجها فرد عليه قائلاً " حبيبك التى بتحبه ولو كان عبد نوبى " وفى هذه اللحظة أتت زوجة الرجل صاحب المحل لترى ماذا حدث للشاب فرآها الرجل فقتلها وقد جردها من ثيابها فما كان من الشاب إلا أن حمل ثيابها وسلم ثيابها إلى زوجها فلما علم زوجها بذلك وأن الرجل يقتل أول شخص يراه اقترب من منزله بعد صلاة العشاء فعجب لنجاته ومقتل زوجته وعلم أنها هى التى أرسلته كى يقتله الرجل فقال للشاب صارحنى بما جرى لك فقص عليه قصته معها وما جرى له فى كل مشوار يذهب به إلى الرجل وقصى عليه قصته منذ وفاة والده وأن الكلمات التى اشتراها قد تحققت .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى
كان لرجل ثلاثة أولاد وكان لا يملك من حطام الدنيا سوى تسعمائة جنيه لا غير فقال لأولاده أنا لا أملك إلا تسعمائة جنيه فقط لا غير ونصيب كل واحد منكم ثلاثمائة جنيه فقط لا غير وبعد وفاته اقتسموا المبلغ فيما بينهم فكان نصيب كل منهم ثلاثمائة جنيه كما قال لهم والدهم فتزوجا الأخوين الكبيرين كل منهما بنصيبه أما الأخ الصغير فلم يتزوج واحتفظ بنصيبه لعمل مشروع يتاجر فيه ولكنه فى أثناء مروره بأحد الشوارع سمع رجل ينادى ويقول يشترى كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشترى منك فرد عليه قائلاً إعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه مائة جنيه فقال له " ساعة الحظ ما تتعوضش " ثم بعدها ثم بعدها سمع رجل آخر يقول من يشترى من كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشترى منك فرد عليه قائلاً إعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه مائة جنيه فقال له " من أمنك فلن تخونه ولو كنت خائن " ثم بعدها سمع رجل يقول من يشترى منى كلمة بمائة جنيه ؟ فقال له أنا اشتريها منك فرد عليه قائلاً اعطينى المائة جنيه وأنا أقولها لك فأعطاه المائة جنيه فقال له " حبيبيك اللى بتحبه ولو كان عبد نوبى " وأصبح بعد ذلك لا يملك شيئاً .
فاضطر بعد ذلك إلى أن يجلس بجوار إحدى المحلات كى يستريح من تعب السير فما كان من صاحب المحل الذى يجلس بجواره إلا وتوافدت عليه الزبائن على غير عادته فربح من جراء ذلك ربحاً كثيراً فعجب من ذلك وغمرته فرحة لم يسبق لها مثيل وعند خروجه من المحل رأى شاباً يجلس بجوار المحل فقال فى نفسه لقد جاء الخير على وجه ذلك الشاب وقال للشاب أود أن تعمل معى فى هذا المحل فقبل الشاب ذلك وقال لصاحب المحل أعمل معك بشرط أن أبيت فى المحل فوافق صاحب المحل وكان يغلق عليه الباب فى آخر اليوم ويفتح الباب فى كل صباح ويبدأ البيع وكان المحل على غير عادته فبعد أن كان لا يتقدم إليه أحد توافدت عليه الزبائن من كل ناحية فاعتنى الرجل بالشاب وعزم على أن يذهب لأداء فريضة الحج وذلك بعد أن لمس من الشاب الأمانة فقال له سأترك لك المحل تتصرف فيه كيفما تشاء وأوصيك بأن تلبى طلبات الأسرة فتشترى لزوجتى ما تريده وتكلفك به فقال أنا لن استطيع ولن أقبل ذلك وبعد إلحاح عليه قبل أن يشترى طلبات الأسرة مرة واحدة كل أسبوع .
وقد اشترى جميع ما طلبته زوجة صاحب المحل وذهب لإعطائها لها فجهزت له مائدة غذاء فاخر وعزمت عليه أن يأكل فأكل وشبه وانصرف وقد كررت له المائدة وبعد تناوله الطعام انصرف وفى المرة الثالثة وبعد تناوله الطعام راودته فى نفسه فأبى فلما أصرت وأمسكت بها صفعها بيده صفعة شديدة على خدها وانفلت منها وتركها فدبرت له مكيدة عندما رجه زوجها من الحج فقالت له الشاب الذى يعمل معك أراد بأهلك سوء فقد أمسك بى وأراد أن يفعل بى الفاحشة سمع زوجها ذلك منها فلم يصدقها وشك فى إدعائها لأنه متأكد من أخلاق الشاب الذى يعمل معه ولن تشوبه أى شائبة من خيانة أو غدر فعلم أن كلمة " من أمنك فلن تخونه ولو كنت خائن " قد تحققت .
ولما رأت زوجها لم يأخذ موقفاً منه بطرده من المحل دبرت له مكيدة أخرى حيث أرسلته لرجل يقتل من يقترب من منزله بعد العشاء ويعود ومعه الشىء الذى كلفته بإحضاره معه من الرجل وفى أثناء سيره رأى عرساً يقام به فرحاً عظيماً فدخل الفرح وأخذ يرقص ثم ذهب إلى الرجل وأحضر معه الشىء الذى كلفته هى بإحضاره لها فاستغربت لنجاته ثم قال فى نفسه لقد تحققت الكلمة التى تقول " ساعة الحظ ما تتعوضش " ويا ليتها اكتفت بذلك ولكنها عزمت على أن ترسله مرة أخرى وهى تعلم أن الرجل يقتل أول شخص يمر بمنزله بعد العشاء مباشرة ومع ذلك عزمت على أن تبعثه فلما ذهب الشاب رأى الرجل وقد أوقف بجواره امرأة بيضاء جميلة ومن الناحية الأخرى أوقف امرأة سوداء وقال للشاب انظر إلى هاتين المرآتين من التى أحبها وأريد أن أتزوجها فرد عليه قائلاً " حبيبك التى بتحبه ولو كان عبد نوبى " وفى هذه اللحظة أتت زوجة الرجل صاحب المحل لترى ماذا حدث للشاب فرآها الرجل فقتلها وقد جردها من ثيابها فما كان من الشاب إلا أن حمل ثيابها وسلم ثيابها إلى زوجها فلما علم زوجها بذلك وأن الرجل يقتل أول شخص يراه اقترب من منزله بعد صلاة العشاء فعجب لنجاته ومقتل زوجته وعلم أنها هى التى أرسلته كى يقتله الرجل فقال للشاب صارحنى بما جرى لك فقص عليه قصته معها وما جرى له فى كل مشوار يذهب به إلى الرجل وقصى عليه قصته منذ وفاة والده وأن الكلمات التى اشتراها قد تحققت .
عبد العزيز عبد الحليم عبد المطلب
أسيوط – الوليدية – شارع إسماعيل الشريف
حارة أحمد سويفى