نهاية البخل و الكرم
قد تعود امرأة فقيرة أدى بها الفقر المدقع إلى أن تتسول هى و ابنتها فقالت لابنها لا يجوز لنا أن نتسول فى مكان واحد فلابد لى وأن أجلس فى مكان و أنت فى مكان أخر حتى لا يعرفنا أحد فكان من حظ البنت أن تجلس بجوار حديقة لأحد السلاطين وذات يوم أمرت المرأة ابنتها أن تطهى لها عدس و بعد أن طهرت العدس سمعت أحد يطرق الباب فنهضت لتى من الطارق فرأت متسولا يكاد يموت من شدة الجوع فهى المتسولة أخذتها الشفقة و الرحمة بالرمتسول فقدمت له شربة العدس المطهى فما كان من أمها إلا و أن أوسعتها ضربا و البنت صابرة على ما تعانيه من إهانة أمها لها وذات يوم رأتها زوجة السلطان من نافذة القصر فأمرت الخادمات اللاتى يعملن عندها أن تستحم وتلبس ملابس جديدة وتصير واحدة منهن.
وعندما رأها السلطان شغف بها حبا حتى أنه رغب فى الزواج منها و حاولت والته أن تبعده عنها بحجة أنها خادمة و كانت متسولة و قد لا يكون لها أصل أو نصل ومن أناس لا تضارعهم أوو تساويهم فى الترف و الثراء و فى السمعة إذا كانت سمعتهم طيبة أو غير ذلك ولكن ابنها من شدة شغفه بها أصر على الزواج منها و إلا سيترك المكان و يسافر إلى مكان مجهول وبعد محاولات كثيرة من الأم قالت للخادمات اللاتى يعملن عندها نود أن تخبرها هل هى من أناس فضلاء لهم سمعة طيبة بصرف النظر عن الغنى و الفقر وقالت الخادمات سأحضر لكن و إليكن صحبة ورد أى حزمة من الورد ونصعها تحت المخدة التى تنام عليها فإذا ما أصبح الصباح و رأينا الورد لم يتغبل أى لم تمسكن أوراقه فهنا يدل على أنها من اناس لا تشوبهم شابئة من نقص فى الأخلاق و تزوجها له وأن أصبح الصباح و راينا غير ذلك وقد ذبلت أوراق الورد و انكمشت أوراقه فهذا يدل على أنها من أناس غير أفاضل و تشوبهم شائبة من عدم الأخلاق و الأستقامة.
دار ذلك الحديث بين زوجة السلطان والخادمات و البنت منزوبة فى مكان ولم يراها أحد وهى تصغى للحديث الذى يدور بين زوجة السلطان والخادمات فما كان من البنت إلا لا وأخذت منهم صحبة الورد ول ما تضعها تحت مخدتها التى تنام عليها حتى لا تذبل و تنكمن أوراقها وقد أصبح الصباح و سمعت طرق على باب حجرتها التى تنام فيها فنهضت و قبل أن تفتح الباب الحجرة وضعت صحبة الورد تحت مخدتها تعنى من ذلك انها نامت على المخدة و صحبة الورد تحتها فلما رأين الخادمات صحبة الورد كما هى ولم يطرأ عليها اى تغير أخذته صحبة الورد وقدمنها إلى زوجة السلطان فعندما رأى صحبة الورد ولم يطرأ عليها أى تغيير وأفقت على زواج ابنها من الخادمة التى تعمل مع الخادمات و لقد صدق المثل الذى يقول "لما الحظ يهاتى يخلى الأعمى ساعاتى".
وذات يوم مرت الأم بجوارقصر السلطان وابنتها كانت فى ذلك الوقت تنظر من نافذة اتلقصر فما أن وقعت عينها امرأة على النافذة التى تنظر منها ابنتها إلا و تأكدت ان التى تنظر من النافذة هى ابنتها وكذلك البنت تأكدت من المراة التى تمر فى الشارع بجوار القصر هى أمها والداتها من هنا أمرت ابتها الخادمات
أن يحضرنها ويدخلنها غلى القصر فعندما دخلت ورأت ابنتها قالت لابنتها إن لم تحضرى لى شربة العدس فسافضحك أمام الخادمات و بعد أن فاض الليل بابنتها كى لا تتحدث و تفضحها لجأت إلى كانت حديقة القصر وقد غطت فوهة البئر بمفرش وقالت لامها إجلسى هنا على المفرش فلما جلست سرعان ما سقطت فى البئر وقد نظرت البنت إلى أمها و هى تحاول الخروج من البئر خوفا من الغرق قالت البنت لأمها عاهدينى أن لا تفضحينى و تتفوهى بكلمة واحدة أمام الخادمات ولكن الأم رفضت مطلبها و أحدت على أن تفضحها أمام الخادمات و حتى لا تعلم زوجة السلطان.
فمن هنا قد رفضت البنت أن تخرجها من البئر و تنقذها من الغرق وقد غرقت وفارقت الحياة وكان السبب فى ذلك كله البخل على شربة عدس لا تثمن ولا تغنى من جوع اعطتها للمتسول اما البنت و التى قدمت شربة العدس للمتسول و الذى كاد يموت من الجوع فقد اكرمها الله و شاء لها أن تعيش عيشة سعيدة راضية فمن جاء بالحسنة يجزى بعشرة امثالها اما من جاء بالسيئة فلن يجزى إلا بمثلها.
عبدالعزيز عبدالحليم عبد المطلب
اسيوط – الوليدية- شارع اسماعيل الشريف حارة أحمد سويفى
قد تعود امرأة فقيرة أدى بها الفقر المدقع إلى أن تتسول هى و ابنتها فقالت لابنها لا يجوز لنا أن نتسول فى مكان واحد فلابد لى وأن أجلس فى مكان و أنت فى مكان أخر حتى لا يعرفنا أحد فكان من حظ البنت أن تجلس بجوار حديقة لأحد السلاطين وذات يوم أمرت المرأة ابنتها أن تطهى لها عدس و بعد أن طهرت العدس سمعت أحد يطرق الباب فنهضت لتى من الطارق فرأت متسولا يكاد يموت من شدة الجوع فهى المتسولة أخذتها الشفقة و الرحمة بالرمتسول فقدمت له شربة العدس المطهى فما كان من أمها إلا و أن أوسعتها ضربا و البنت صابرة على ما تعانيه من إهانة أمها لها وذات يوم رأتها زوجة السلطان من نافذة القصر فأمرت الخادمات اللاتى يعملن عندها أن تستحم وتلبس ملابس جديدة وتصير واحدة منهن.
وعندما رأها السلطان شغف بها حبا حتى أنه رغب فى الزواج منها و حاولت والته أن تبعده عنها بحجة أنها خادمة و كانت متسولة و قد لا يكون لها أصل أو نصل ومن أناس لا تضارعهم أوو تساويهم فى الترف و الثراء و فى السمعة إذا كانت سمعتهم طيبة أو غير ذلك ولكن ابنها من شدة شغفه بها أصر على الزواج منها و إلا سيترك المكان و يسافر إلى مكان مجهول وبعد محاولات كثيرة من الأم قالت للخادمات اللاتى يعملن عندها نود أن تخبرها هل هى من أناس فضلاء لهم سمعة طيبة بصرف النظر عن الغنى و الفقر وقالت الخادمات سأحضر لكن و إليكن صحبة ورد أى حزمة من الورد ونصعها تحت المخدة التى تنام عليها فإذا ما أصبح الصباح و رأينا الورد لم يتغبل أى لم تمسكن أوراقه فهنا يدل على أنها من اناس لا تشوبهم شابئة من نقص فى الأخلاق و تزوجها له وأن أصبح الصباح و راينا غير ذلك وقد ذبلت أوراق الورد و انكمشت أوراقه فهذا يدل على أنها من أناس غير أفاضل و تشوبهم شائبة من عدم الأخلاق و الأستقامة.
دار ذلك الحديث بين زوجة السلطان والخادمات و البنت منزوبة فى مكان ولم يراها أحد وهى تصغى للحديث الذى يدور بين زوجة السلطان والخادمات فما كان من البنت إلا لا وأخذت منهم صحبة الورد ول ما تضعها تحت مخدتها التى تنام عليها حتى لا تذبل و تنكمن أوراقها وقد أصبح الصباح و سمعت طرق على باب حجرتها التى تنام فيها فنهضت و قبل أن تفتح الباب الحجرة وضعت صحبة الورد تحت مخدتها تعنى من ذلك انها نامت على المخدة و صحبة الورد تحتها فلما رأين الخادمات صحبة الورد كما هى ولم يطرأ عليها اى تغير أخذته صحبة الورد وقدمنها إلى زوجة السلطان فعندما رأى صحبة الورد ولم يطرأ عليها أى تغيير وأفقت على زواج ابنها من الخادمة التى تعمل مع الخادمات و لقد صدق المثل الذى يقول "لما الحظ يهاتى يخلى الأعمى ساعاتى".
وذات يوم مرت الأم بجوارقصر السلطان وابنتها كانت فى ذلك الوقت تنظر من نافذة اتلقصر فما أن وقعت عينها امرأة على النافذة التى تنظر منها ابنتها إلا و تأكدت ان التى تنظر من النافذة هى ابنتها وكذلك البنت تأكدت من المراة التى تمر فى الشارع بجوار القصر هى أمها والداتها من هنا أمرت ابتها الخادمات
أن يحضرنها ويدخلنها غلى القصر فعندما دخلت ورأت ابنتها قالت لابنتها إن لم تحضرى لى شربة العدس فسافضحك أمام الخادمات و بعد أن فاض الليل بابنتها كى لا تتحدث و تفضحها لجأت إلى كانت حديقة القصر وقد غطت فوهة البئر بمفرش وقالت لامها إجلسى هنا على المفرش فلما جلست سرعان ما سقطت فى البئر وقد نظرت البنت إلى أمها و هى تحاول الخروج من البئر خوفا من الغرق قالت البنت لأمها عاهدينى أن لا تفضحينى و تتفوهى بكلمة واحدة أمام الخادمات ولكن الأم رفضت مطلبها و أحدت على أن تفضحها أمام الخادمات و حتى لا تعلم زوجة السلطان.
فمن هنا قد رفضت البنت أن تخرجها من البئر و تنقذها من الغرق وقد غرقت وفارقت الحياة وكان السبب فى ذلك كله البخل على شربة عدس لا تثمن ولا تغنى من جوع اعطتها للمتسول اما البنت و التى قدمت شربة العدس للمتسول و الذى كاد يموت من الجوع فقد اكرمها الله و شاء لها أن تعيش عيشة سعيدة راضية فمن جاء بالحسنة يجزى بعشرة امثالها اما من جاء بالسيئة فلن يجزى إلا بمثلها.
عبدالعزيز عبدالحليم عبد المطلب
اسيوط – الوليدية- شارع اسماعيل الشريف حارة أحمد سويفى